
جدول المحتويات
اعتقدوا أن ما يقدمونه للبشرية سيكون سبباً في تقدمها، لكنهم صدموا لاحقاً بعد الاستخدام الفعلي لاختراعاتهم التي كانت سبباً لتعاسة البشرية، كالقنبلة النووي ٫ فهل ندم اوبنهايمر بعد أن قاد مشروع صناعتها.
فرغم نباهة المخترعين العلمية، إلا أن الدهاء البشري لا يقف عند حدود، وقادر على تسخير كل شيء للبناء والتدمير في آن واحد. فيما يلي واحد من أهم المخترعين الذين ندموا على ما قدموه للبشرية ألا وهو اوبنهايمر الشهير صاحب أكبر بلاء حل على اليابان والمشهد العالمي أبو القنبلة النووية.
هل ندم اوبنهايمر و ماذا قال عن قنبلته النووية ؟
أوبنهايمر فيزيائي أميركي عُرف باسم “والد القنبلة النووية”، فخلال الحرب العالمية الثانية تمكن مع فريق العمل المرافق من إجراء الحسابات اللازمة لاختراع القنبلة النووية في مختبر لوس آلاموس الوطني بنيو مكسيكو في الولايات المتحدة.
فيما فجر أول قنبلة نووية في صحراء آلاموغوردو بنيو مكسيكو، ثم ألقيت بعد ذلك على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان.
وقال أوبنهايمر عن تلك الحادثة بعد أن أصابه الحزن أنه ليس نادماً على اختراع القنبلة، لكنه يفهم ويقدر ما حدث، ولا يشعر بأن ما حدث كان صحيحاً، وصرح باكياً في حديث تلفزيوني إن “عدداً من الناس رحل، وعدداً آخر بكى، الآن أنا أصبحت الموت، ومدمر العالم”.
ماذا صرح أينشتاين عن القنبلة النووية؟
أما ألبرت آينشتاين، فقد أعرب عن ندمه لإرساله خطاباً إلى الرئيس الأميركي روزفلت طالباً منه دعم تجارب الفيزيائيين حول استخدام العناصر الذرية في تطوير السلاح، لأنه كان يخشى أن يسبقه الألمان في صناعة القنبلة النووية، وقال “لو كنت أعلم أن الألمان لن ينجحوا في إنتاجها، ما كنت تركت مكاني”.
هل اتهام اوبنهايمر بالخيانة دفعه لصناعة قنبلته النووية؟
نعم خاصة أن اتهام أوبنهايمر بالشيوعية من قبل المخابرات الأمريكية كان في جزء منه يشير إلى احتمالية تسريب أسرار القنبلة للسوفييت، رغم أن الواقع نفسه يقدم روايات عن أن السوفييت يسارعون في أبحاثهم لتصنيع القنبلة النووية قبل الولايات المتحدة.
وقد امتدت هذه الشكوك إلى أبنائه بعد وفاته ورفض طلب ابنته للعمل كمترجمة في الأمم المتحدة لأسباب أمنية؛ مما أدى لانتحارها.

ماذا قال أينشتاين لأوبنهايمر بعد اختراعه القنبلة النووية؟
يروي بيرد وشِروين في كتابهما أن أينشتاين أخبر أوبنهايمر بأنه “لا ينبغي أن يواجه حملة شرسة من قبل الدول لأنه خدم بلاده بشكل جيد”، وفق محادثة كانت فيرنا هوبسون سكرتيرة عالم الفيزياء الأمريكي شاهدة عليها.
وقال له أينشتاين أيضا: “إذا كانت هذه هي المكافئة التي تعرضها عليك الولايات المتحدة، ينبغي أن تدير ظهرك لها”.
ما التبريرات التي دافعت عن جريمة أوبنهايمر باختراعه القنبلة النووية؟
روبرت أوبنهايمر. أبو القنبلة النووية الذي مات كمدًا وندما بعدما رأى ما قدمت يداه! دافع عن نفسه آخذا بعين الاعتبار النقاط التالية:
واجه أوبنهايمر بعد الاختبار الناجح الذي أجري على أول قنبلة ذرية، مشكلة أخلاقية تتمثل في استخدام أعماله في صنع سلاح دمار شامل، وليس فقط على سبيل التهديد، كما تبين من خلال تفجيري هيروشيما وناغازاكي عام 1945، لذا رفض تجربة القنبلة مرة ثانية على الأرض.
وفي عام 1965، علق اوبنهايمر نفسه على مزاعم وأخذ يبرر أن أينشتاين أسهم بطريقة ما في ابتكار سلاح الدمار الشامل ذاك، حيث قال في مؤتمر باريس الذي عقد في ذلك العام: “مزاعمه أنه شارك في ابتكار القنبلة الذرية فقط، في رأيي، خاطئة”.
ويرى أوبنهايمر أن الخطاب الذي أُرسل في عام 1939 إلى الرئيس روزفلت للفت انتباهه إلى قدرات ألمانيا على تطوير قنبلة ذرية لم يكن له تأثير يذكر على الحكومة الأمريكية التي ساهمت أيضا بدعم وتشجيع صناعة القنبلة النووية.
العديد من العلماء، ومن بينهم أينشتاين وسيلارد وغيرهما أدانوا إلقاء قنابل ذرية على مدن يابانية، إذ إنهم اعتبروا أن البلاد كانت بالفعل قد هُزمت جزئيا، وبالتالي وضعوا اللوم على من رمى القنبلة وليس على من صنعها.
قالت بعض المصادر أن أوبنهايمر حاول إقناع حكومة واشنطن بالحاجة إلى الحد من استخدام التقنية التي طورها. لكن السياسيين انقلبوا عليه وأثاروا علامات استفهام حول علاقته السابقة بالشيوعيين، واعتبروا أنه يشكل خطورة على الأمن القومي، وهو ما اضطره إلى الإدلاء بشهادته أمام لجنة حكومية.
ما السبب الذي دفع أوبنهايمر لصناعة القنبلة النووية؟
أسباب نفسية كثيرة منها التاريخ العائلي الفقير الذي تحول للثراء، والفشل في العلاقات الاجتماعية، والإصابة بالاكتئاب الذي خلّف لديه الجموح للمجد، والطموح وفي ذات الوقت الميل للتدمير الذاتي، حيث اكتنفت شخصيته جوانب كبيرة من الغموض واللبس، خاصة بعد تحقيق نجاحه في الاختراعات التي عمل عليها سنوات مطولة بعد الدراسة، وشغفه للمنافسة مع أقرانه في تحقيق إنجازات علمية في تلك الفترة، لكنه ما لبث أن شعر بالندم.