
المحتويات
من يستطيع أن يقدم لك التقدير و الاحترام ما لم تقدر نفسك و تقدسها؛ لذا على الإنسان أن يقدر ذاته و يقدر ما يملك من مواهب و قدرات عظيمة داخله، فلا بأس من مكافأة الذات بعد كل إنجاز نحرزه مهما كان صغيراً.
لكن يا ترى ما تأثير هذه المكافآت على ذواتنا؟ و ما الذي قد تضيفه؟ لنتعرف معاً في مقالنا التالي.
أسباب مكافأة الذات
- الحياة مليئة بالمهام و المسؤوليات التي يحملها المرء على عاتقه ، حيث يجد نفسه منغمس بها دون أن يعي ذلك. بالتالي مكافأة الشخص لذاته تنسيه قليلاً هذه الأعباء و تعطيه الدافع الأكبر للمضي قدماً.
- إن مكافأة الذات -حتى و إن كانت بسيطة – عادةً ما تسهل على المرء العمل الذي يقوم به و تعطيه الحافز، خصوصاً إذا كانت المهام الموكلة إليه غير محببه له أو لا تقع داخل نطاق اهتماماته أو قد تكون من المهام المتعبة بالنسبة له بعض الشيء. فإن مكافأة الذات في كل مرة يتغلب فيها على أعباء تلك المهام، اكسب ذاته و نفسه الدافع بأنه يستطيع فعل المزيد بكل محبة و ثقة.
- عندما تكافئ ذاتك ومنح نفسك جائزة صغيرة جرّاء قيامك بعمل ما، أو مساعدتك لمحتاج، أو حتى مساعدة صغيرٍ في أدائه لفروضه المدرسية بكل حُب، ذلك يخلق حولك جواً من الإيجابية و بيئة أفضل توفر لك بعضاً من الدعم للتقدم و تقديم الأفضل.
- إن مكافأة الذات تساعدك على إسقاط الحاجز الذي قد يعيق أداء العمل بالطريقة المثلى، فقد يبدو أداء العمل الصعب أسهل أن وعدت نفسك بكوب من مشروبك المفضل مثلاً أو جولة مع الأصدقاء بعد الانتهاء من المهام و الأعمال الموكلة إليك.

ضوابط مكافأة الذات
- اختر دوماً ما يجعلك سعيداً وراضياً: فكر دوماً بالأشياء المحببة بالنسبة لك التي تمنحك شعوراً بالبهجة و السرور ، و تساعدك على الاسترخاء و التخلص من الضغوطات المحيطة بك.
- اختيار الوقت السليم: احرص دوماً على مكافأة ذاتك بعد إنجازك للعمل أو المهام الموكلة إليك أو حتى بعد اجتيازك لذلك الامتحان الصعب الذي سهرت ليالٍ لأجله. حاول ألا تجعل المدة طويلة بين انهاء العمل والمكافأة.
- كافئ نفسك باستمرار: لأنك دوماً تستحق الأفضل، دع مكافأة الذات تصبح عادة وجزءاً لا يتجزأ من أسلوب حياتك الخاصة، و احرص باستمرار على انتقاء المكافآت التي تعطيك شعوراً بالرضا لفترة أطول.
- تنويع طرق مكافأة الذات : قد ينتابك الضجر من الحصول على نفس المكافأة كل مرة، لذلك لا تدع الأمر يتطور إلى هذا الحد، لأنه يفقد المكافأة قوتها على التشجيع.
بعض الاقتراحات لمكافأة الذات
- تناول وجبتك المفضلة بعد يوم طويلٍ وشاق.
- القيام بالأنشطة المحببة إليك: كالمشي، الاستمتاع بإحدى الهوايات.
- الاسترخاء: قد يتمثل بالاستماع لمقطوعتك الموسيقية المفضلة، قراءة رواية، الاستيقاظ بوقت متأخر.
- إيجاد وقتك الخاص: و ذلك للجلوس مع ذاتك و التحدث معها، و إعطاءها الحوافز و العبارات ذات التأثير الإيجابي.
- قضاء و قت اجتماعي ممتع : كزيارة الأصدقاء، التخطيط للقيام برحلة لمدة طويلة.
تطوير الذات
يعرف مصطلح تطوير الذات بأنه مجهود الشخص و سعيه ليكون أفضل مما هو عليه؛ عن طريق تحسين قدراته و إمكانياته و مؤهلاته، و يكون ذلك بمعرفة نقاط القوة في شخصيته و تطويرها، و يشمل هذا التطوير القدرات العقليّة، و مهارات التواصل مع الآخرين
تحسين القدرة على السيطرة على النفس و المشاعر و ردود الأفعال، و إكسابها مهاراتٍ عديدةً و سلوكاً إيجابياً. و يمكن القول إن تقدير الذات و احترامها يعبران عن شعور الفرد بقيمته و قدراته التي تعد أساسية لهويته، و تعد العلاقات الأسرية الباني الأكبر لتقدير الفرد لذاته؛
خاصة أثناء مرحلة الطفولة التي تلعب دوراً كبيراً في تطويرها؛ حيث يمكن للوالدين تعزيز احترام أبنائهم لذواتهم، و يكون ذلك بتعبيرهم المتواصل عن حبّهم لهم، و عن طريق إظهار المودة و الاحترام، و مساعدة أبنائهم على وضع أهداف و اقعيّة يسيرون على نهج تحقيقها بدلاً من فرض معايير غير واقعية عليهم و طلب تحقيقها.
طرق تطوير الذات
هناك طرق عدة يمكن أن يتبعها الفرد لتطوير ذاته وتحسين كفاءاته، وهي:
- تقليل الفجوة بين المعلومات و نظم التعليم التي يتلقاها الفرد و المهارات التي يكتسبها منها، و ما يحتاجه فعلياً في حياته العمليّة.
- الاستمرار في التعلم و الاطلاع على كلّ ما هو جديد من التغيرات العلميّة التي تحدث، و ذلك لتطوير القدرات بما يتناسب مع التطورات الحاصلة في المجتمع.
- تحديد الهدف في الحياة. اكتساب طرق جديدة للتعامل مع الضغوطات و مشاكل الحياة. إحداث التغيير في جميع نواحي الحياة.
الثقة بالنفس و علاقتها بتطوير و مكافأة الذات
يحتاج تطوير الذات إلى قوة شخصيّة و ثقه بالنفس، و هذا ما يركز عليه العاملون و المهتمون بهذا المجال، و تعد الثقة بالنفس ميزة يتصف بها أصحاب الشخصية القوية، و هي عامل مهم للنجاح و التفوق و تطوير الذات، فهي تمكن الفرد من حل مشاكله بنفسه، و استغلال إمكانياته و وقته
كما يكون قادراً على التصرف بنجاح في مختلف مواقف الحياة، و يستطيع التمييز بين الخير و الشر، فيقدر على الاختيار السليم، و تعرف الثقة بالنفس بأنها ذلك الإحساس الذي يشعر به الفرد تجاه نفسه، و الذي يمكنه من التصرف و التكلم دون تردد، أو خوف، بحيث لا يكترث لردود أفعال الآخرين؛ فهو يتصرف و يتخذ قراراته بنفسه، و هي تنبع من احترام الشخص لنفسه، و إيمانه بأن لكل إنسان ميزةً تجعله يختلف عن غيره، وعليه أن يكتشف هذه الميزة ويحاول تطويرها و الإبداع فيها، و بناء شخصيته من خلالها.
تحفيز الذات نوع من أنواع مكافأة الذات
يعبر عن شحن الذات البشرية بالمشاعر و الأحاسيس المفعمة بالإيجابية، التي تعطي الإنسان الدافع ليحقق أهدافه وغاياته في وقت قصير و جهد أقل. قد ينبع هذا التحفيز من ذات الشخص نفسه، نتيجة لأفكاره الشخصية أو حسه العالي بالمسؤولية، أو قد يكون التحفيز خارجي من المحيط كالأهل و الأصدقاء , و بكلا الحالتين يعد التّحفيز نوع من أنواع مكافأة الذات لأنه يفعّل مراكز المكافأة في الدماغ
طرق تحفيز الذات
- لا تكن سلبياً: حيث إن مشاعر الخوف و التفكير بشكل سلبي تشكل عائق في وجه الإنسان و تمنعه من العمل و محاولة خلق واقع أفضل.
- تحديد الأهداف: يفضل تحديد الأهداف المراد تحقيقها ووضع خطة عمل مستقبلية، ويفضل البدء بالأهداف واحداً تلو الآخر، وإعطاء كل هدف الجهد والوقت المطلوب لتحقيقه.
- اجعل لكل خطوة طابعها الخاص: بحيث تكون رحلة تحقيق الأهداف غاية ممتعة، وليست فرضاً أنت ملزم على إنجازه، فذلك يحسن من الأداء ويعطي النتيجة المثلى بالوقت المطلوب.
- كُن ملماً بهدفك: يفضل أن يكون الساعي نحو هدف ما، ملماً بإيجابيات وسلبيات كل خطوة نحو تحقيقه، والاستفادة من خبرات الآخرين في المجال والاستماع لنصائحهم. ذلك يجنب الإنسان أي ثغرة قد تعترض طريقه. فيصبح مفعماً بالعزيمة والإصرار للمضي قُدماً.
- التواجد في بيئة صحيّة: محاولة التواجد دوماً في وسط إيجابي بعيداً عن الأشخاص السلبيين نوعاً ما، والتركيز على ما يملكه الفرد من مؤهلات وخبرات وصفات تميّزه عن غيره، ذلك يزيد من ثقته بنفسه ويعطيه الدافع لتقديم الأفضل.
- كُن ذو خيال إيجابيّ: تعويد النفس على تخيل المستقبل لبضع دقائق في اليوم، والتركيز على رؤية الغايات والأحلام محققة، شريطة أن تكون هذه التخيلات قريبة من الواقع.
- مراجعة خطة العمل: يفضل أن تتم مراجعة خطة العمل المتبعة وإجراء التعديلات اللازمة عليها، لتسريع الوصول إلى الهدف المنشود، و بأقل جهد ممكن.
- لا بأس بطلب الدعم والتشجيع من الأشخاص المحبين، الأهل، والأصدقاء. اطلب الدعم ممن يحبونك حقاً وكُلهم إيمان بما يمكنك تحقيقه.
- تسجيل التطور الذي يتم احرازه بشكل مستمر على دفتر و الاحتفاظ به.
قد يعجبك أيضاً:
كيفية التصالح مع الذات