
جدول المحتويات
كل نجاح وانتصار في هذه الحياة يتطلب منا وضع خطة وهدف قبل الشروع بالتنفيذ هذا ما فعلته بعض الدول قبيل الحرب العالمية الثانية لكسب الحرب ومنها الولايات المتحدة ضمن ما يسمى مشروع منهاتن.
ما هو مشروع منهاتن
مشروع مانهاتن (بالإنجليزية: Manhattan Project) هو مشروع بحث وتطوير جرى العمل عليه في أثناء الحرب العالمية الثانية لإنتاج الأسلحة النووية لأول مرة
قادت الولايات المتحدة المشروع مدعومةً بالمملكة المتحدة وكندا. رئيس مشروع منهاتن الجنرال ليزلي غروفز من فيلق القوات البرية الأمريكي الهندسي قام بالاشراف على المشروع من عام 1942 حتى عام 1946.
صمم القنبلة الفعلية الفيزيائي المتخصص في الطاقة النووية روبرت أوبنهايمر مدير مختبر لوس ألاموس. اختيرت مقاطعة مانهاتن لتكون المكوِّن العسكري للمشروع في سرية تامة
ثم ذاع صيت المشروع بأكمله فيما بعد باسم مانهاتن بدلًا من تطوير المواد البديلة الذي كان الاسم الحركي الرسمي للمشروع. خلال سيره، ضم المشروع النووي الأمريكي نظيره البريطاني السابق له، سبائك الأنابيب. في عام 1939، بدأ المشروع بداية متواضعة، ولكنه نما ليوظف أكثر من مئة وثلاثين ألف شخص وليتكلف نحو مليارَي دولار (ما يعادل 23 مليار دولار تقريبًا في عام 2018).
ذهب أكثر من تسعين في المئة من التكلفة لبناء المصانع وإنتاج المواد الانشطارية، بينما خُصصت العشرة في المئة الأخرى لتطوير الأسلحة وإنتاجها. أُجري البحث والإنتاج في أكثر من ثلاثين موقعًا في كافة أرجاء الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا.
ما الهدف من مشروع منهاتن؟
كُلّف المشروع بجمع معلومات استخبارية عن برنامج التسلح النووي الألماني. عمل موظفو مشروع مانهاتن في أوروبا وخلف خطوط العدو في بعض الأحيان، في مهمة أُطلق على عملية ألسوس
وهناك جمعوا المواد والوثائق النووية، واعتقلوا الجواسيس الألمان، لكن رغم الحراسة المشددة لمشروع مانهاتن، نجح الجواسيس الذريون السوفييت في اختراق البرنامج.
أُجريت أول عملية تفجير لسلاح نووي لجهاز انشطار بلوتونيوم من نمط الانضغاط الداخلي في تجربة ترينتي، كان ذلك في ميدان رمي المدفعية والتفجير بنيومكسيكو في السادس عشر من يوليو عام 1945.
بعدها بشهرٍ واحد، استُخدمت قنبلتا الولد الصغير والرجل البدين في القصف الذري على هيروشيما وناغازاكي، على التوالي. في السنوات التي تلت الحرب مباشرة، أجرى مشروع مانهاتن تجارب على الأسلحة في حلقية بيكيني ضمن عملية تقاطع الطرق، وطور أسلحة جديدة
وعزز تطوير شبكة المختبرات الوطنية، ودعَّم الأبحاث الطبية في مجال علم الأشعة، ووضع حجر الأسس للبحرية النووية. ظل للمشروع السلطة على أبحاث وإنتاج الأسلحة الذرية الأمريكية، إلى أن شُكِّلت هيئة الطاقة الذرية الأمريكية في يناير عام 1947.

ماذا قدم مشروع منهاتن للبشرية؟
اكتشف العالم الألماني أوتو هان عام 1934 أن انشطار ذرة اليورانيوم وهي من العناصر غير المستقرة يحدث سريعا، ويولد إثر ذلك طاقة هائلة من ممكن أن تكون طاقة مدمرة إن لم تكن محتواة.
وقبيل الحرب العالمية الثانية وبمباركة من الرئيس الألماني آنذاك أدولف هتلر أخذ الألمان بتطوير مشروع القنبلة الذرية بصورة سرية وفي تكتم شديد.
ولقد كان هدفهم صنع القنبلة النووية لأجل ترجيح كفة ميزان القوى بالحرب المقبلة لصالحهم ولتساهم في استعدادهم لهذه الحرب. لقد قامت ألمانيا بإيقاف تصدير اليورانيوم من مناجم تشيكوسلوفاكيا المحتلة. الأمر الذي أثار حفيظة رجال الاستخبارات الموالية للحلفاء.
وقام ألبرت أينشتاين في 2 أغسطس 1939، وقبل بدء الحرب العالمية الثانية، بتحذير رئيس الولايات المتحدة آنذاك فرانكلين روزفلت واصفاً فيها الطاقة المدمرة التي تنتج عن الانشطار الذري، عبر فيها عن قلقه الشديد وقلق العلماء من زملائه من إمكانية نجاح ألمانيا النازية بصنع القنبلة النووية.
وكان أينشتاين عالم ألماني يهودي، ترك أوروبا قبل تولي هتلر رئاسة ألمانيا، ولإدراكه مدى قوة التدمير الكامن في الانشطار النووي، عارض أينشتاين استغلال الطاقة النووية لتصنيع أسلحة لأنها تعتبر نوعا من أسلحة الدمار الشامل، وخشيته كانت امتلاك ألمانيا لهذه القنبلة قبل الولايات المتحدة الأمريكية لمعرفته لطبيعة هتلر العدوانية.
إثر هذا قررت القيادة العسكرية الأمريكية صنع هذه القنبلة أولا مهما كلف الأمر، ولقد اختاروا مبنى لإنتاج القنبلة النووية، بحيث يبعد (200) ميل على الأقل عن حدودها الدولية والتجمعات البشرية. لإدراكهم أن أي خطأ قد يكلفهم الكثير من الأرواح.
وبهذا حظي مشروع منهاتن بسبق اختراع القنبلة النووية وتقديمها للعالم وكانت الولايات المتحدة أول من استخدمها في الحرب ضد اليابان.
كم تكلفة مشروع منهاتن ؟
تكاليف مشروع منهاتن في 1 أكتوبر 1945 كانت 1.845 مليار دولار، بما يوازي مصاريف حوالي تسعة أيام حرب وكانت التكلفة قد وصلت إلى 2.191 مليار دولار في 1 يناير 1947 , كامل المصاريف والبنود للمشروع كلفت 2.4 مليار دولار أكثر من 90% منها كانت لبناء المنشآت وإنتاج معادن قابلة للانشطار. أقل من 10% كانت مخصصة للتطوير وإنتاج الأسلحة.
وإجمالي الأربع قنابل التي تم إنتاجها حتى نهاية 1945 (أداة الثالوث، الفتى الصغير، الرجل السمين، وقنبلة لم تسمى لأنها لم تستخدم) قد كلفت حوالي 500 مليون لكل واحدة بسعر الصرف لعام 1945.
بالمقارنة، القيمة الإجمالية للمشروع بنهاية 1945 كانت حوالي 90% من كامل مصاريف إنتاج الأسلحة الصغيرة (دون حساب الذخيرة) وحوالي 34% من المصاريف التي تم إنفاقها على الدبابات الأمريكية، خلال نفس الفترة الزمنية.