المحتويات
عالمنا الأخّاذ هذا مليء بالغرائب المدهشة التي تستوقفنا وتستحق منا دراسة تفاصيلها، لذا سنركز ونلقي الضوء في مقالنا هذا على نبات الرافليسيا (باللاتينية: Rafflesia) وهو جنس نباتي ينتمي إلى الفصيلة المسكية ويضم حوالي 28 نوعاً من النباتات الطفيلية بعد انقراض نوعين نادرين منها، علما أن الموطن الأصلي لهذه الأنواع جنوب شرق آسيا.
ما هو شكل نبات رافليسيا؟ وهل يوجد له أنواع؟
نباتات هذا الجنس ليس لها ساق أو أوراق أو جذور، بل النبات عبارة عن زهرة ذات حجم ضخم وملفت فقط لها خمس بتلات.
يوجد لهذا النبات أنواع كثيرة مختلفة جذابة تدخل ضمن قائمة الزهور الأكثر ندرة في الوجود فمن أنواعه: الرافليسيا الأرنولدية، الرافليسيا الخلابة، الرافليسيا الرائعة، الرافليسيا الشادنبيرغية، الرافليسيا الصخرية، الرافليسيا صغيرة البوابة، الرافليسيا الغوديتية، الرافليسيا الفلبينية، الرافليسيا الكانتلية، الرافليسيا الكيثية، الرافليسيا الكيرية، الرافليسيا الليوناردية، الرافليسيا المانيلية، الرافليسيا المفصصة، الرافليسيا الهاسلية، الرافليسيا الهوائية
بماذا تشتهر زهرة رافليسيا؟
زهرة رافليسيا العملاقة هي أكبر زهرة فردية في التاريخ الحديث، وتعد من بين أثقل وأندر الزهور حول العالم، حيث تنمو لتصل إلى 1 متر وتزن حوالي 10 كغ، موطن هذا النبات الأصلي في سومطرة في إندونيسيا.
ومن المثير للاهتمام، أن رافليسيا نبات طفيلي ليس لديه أي أوراق فبذور زهرة رافليسيا من الصعب أن تنبت، لأن النبات في النهاية يكسر برعم الزهرة
التي تتضخم على مدى عدة أشهر قبل أن تتفتح، خاصة أن زهرة رافليسيا لا تحتوي على الكلوروفيل الموجود في جميع النباتات الخضراء وحتى لا يمكنها الخضوع لعملية التمثيل أو التركيب الضوئي
لذلك فإن هذا النبات يمتص العناصر الغذائية فقط من المضيف الذي يعيش فيه على مبدأ الفطور وباقي الطفيليات، ولا تنمو إلا في الغابات الماطرة دون عائق في التربة وضمن شروط مناخية خاصة ، للحصول على الماء والمواد المغذية؛ لذا فإن هذا النبات لا ينتشر انتشارا واسعا في باقي القارات.
زهرة رافليسيا هي زهرة كبيرة خماسية بقطر يصل إلى 106 سم كما ذكرنا، عمرها قصير من 5-7 أيام، ولون بتلات هذه الزهرة بني محمر مع وجود بعض البقع البيضاء المميزة والملفتة للنظر
رائحة زهرة رافليسيا تجذب الذباب ومن ثم يحدث التلقيح، وبعد 9 أشهر من النضوج تتفتح براعم زهرة رافليسيا، وتقع الأعضاء الجنسية لهذه الزهرة تحت حافة القرص.
أطلق عليها اسم رافليسيا على اسم المغامر ومؤسس المستعمرة البريطانية في سنغافورة، السير ستامفورد رافلز، ويذكر ايضا اسم دكتور أرنولد في اسم هذا النوع من النبات حيث ان اسمها رافليسيا أرنولدي .
زهرة رافليسيا هي زهرة الدولة الرسمية في ماليزيا، وكذلك في مقاطعة سورات في تايلاند.
أما زهرة رافليسيا مانيلانا فهي أصغر نوع من جنس رافليسيا ويبلغ قطرها 20 سم.
يوجد جنسين من زهور رافليسيا ذكور وإناث، لكن قد تكون معجزة العثور على زوجين مستعدين للتلقيح عبر بعضهما البعض.
تتغذى الثدييات الحرجية وذبابات الشجر على فاكهة رافليسيا التي يبلغ قطرها 15 سم، فهي مليئة باللحم الناعم والآلاف من البذور الصغيرة المغلفة.
زهرة رافليسيا هي أيضا أحد النباتات الأكثر إثارة للاشمئزاز في العالم؛ بسبب رائحتها التي تشبه رائحة اللحوم المتعفنة أو الروث وعن سبب الرائحة الفاسدة التي تنبعث منها فترجع إلى المثلث المحمر الموجود داخل الكورولا في البتلات.
والجدير بالذكر أن زهرة رافليسيا هي جنس مهدد بالانقراض، حيث يوجد هذا النبات بأعداد قليلة في سومطرة وبورنيو وتايلاند والفلبين، ويكافح من أجل البقاء على قيد الحياة ضد البشر المزعجين.
ولأن زهرة رافليسيا أحد أندر النباتات على وجه الأرض فقد بدأ دراستها منذ عام 1929، وحاول الباحثون زراعة هذا النبات بشكل مصطنع، ولكن كل التجارب انتهت بالفشل.
بعض المهتمين بمجال دراسة الزهور قاموا بإطلاق لقب زهرة الديناصورات على زهرة رافليسيا وذلك لسببين؛ الأول يعود لحجمها الكبير الذي ينسب لعصر الديناصورات، والثاني يرجع لكونها مهددة بالانقراض.
وبسبب كل هذه الأخطار التي تهدد هذا النوع من النباتات وتضعه على حافة الانقراض، هناك بعض الجهود الرامية إلى إنشاء مركز بحث وإدخال قوانين لحماية أكبر وأندر زهرة في العالم، مثلما حدث في ماليزيا وغيرها من بلدان آسيا الوسطى منذ بضع سنوات، أصبح موضع ترحيب.
تابع القراءة: عشبة القصوان