انهيار جسر تاكوما – الحدث الذي هز عالم الهندسة

عندما تتفوق القدرة الإلهية على القدرة البشرية سيحدث ما لم يكن في الحسبان، هذا ما حصل مع الجسر الأمريكي المعلق فوق مرفأ تاكوما ذي المظهر الجميل – انهيار جسر تاكوما الذي راح ضحيته كلب واحد فما قصة انهيار جسر واشنطن

ما سبب انهيار جسر تاكوما

بني هذا الجسر بطول 853 مترا ليكون ثالث أطول جسر معلق في العالم ولكن بعد أربعة أشهر من بنائه تحطم نتيجة ما يعرف بالرنين الميكانيكي (تناغم الاهتزاز مع موجات الرياح)، وكان أحد الأسباب الرئيسية أيضاً تشكل الرياح الشديدة حينها.

جسر تاكوما ناروس هو جسر معلق، بني في ولاية واشنطن الأمريكية فوق نهر تاكوما وهو يربط تاكوما بمرفأ جيغ في الغرب.

ليون مويسيف هو مهندس هذا الجسر الذي يتألف من ممر في كل اتجاه للسيارات وكذلك للمشاة. وامتاز هذا الجسر بتصميم نحيف نوعاً ما يأخذ بالحسبان الحركة الخفيفة للسيارات في تلك المنطقة؛ وكان هذا الجسر شبيها نسبياً بجسر ردنكرشنر في مدينة كولن الألمانية.

هذه النحافة كانت من مسببات الانهيار حيث أدت إلى وزن خفيف ومرونة أقل. كذلك عدم مراعاة الشكل الخارجي وهبوب الرياح أدى إلى مقاومة ضعيفة للجسر في وجه الرياح، مما جعله يتأرجح بشدة حتى انتهى به الأمر إلى التحطم والانهيار.

وقد روى بعض الشهود أن هذا الجسر كان يهتز كلما كان هناك رياح مما دفع بعض السكان إلى سلك طرق لتجنب المجازفة المتمثلة بعبور الجسر.

في يوم 7 نوفمبر 1940 قطع أحد الحبال الفولاذية نتيجة رياح بلغت سرعتها 67 كلم/س. عندها بدأ الجسر بالاهتزاز متناغماً مع موجات الرياح، وبعد 3/4 ساعة قطع حبل فولاذي آخر ليتحطم بعدها الجسر بعد أن تم إخلاء ركاب سياراتين. ولحسن الحظ لم يصب أحد نتيجة هذا الانهيار.

وبعد 10 أعوام على سقوط الجسر تم بناء جسر آخر على قواعد القديم ولكن بمواصفات أفضل راعت تأثير الرياح بحيث تم تدعيم الأعمدة الرئيسية.

فيلم سقوط الجسر ما زال حتى اليوم من أهم المواد التعليمية لتوضيح تأثير الريح واهتزازاتها على الهندسة المعمارية. فكل الجسور الذي يتم بناؤها حالياً تتعرض لتجارب في المختبرات لقياس مدى قدرتها على مواجهة الرياح، وتسمى مختبرات قنوات الرياح.

جسر تاكوما الحالي

بعد انهيار جسر تاكوما ، تم بناء جسر جديد في نفس الموقع في عام 1950، وهو الذي يعرف اليوم بجسر تاكوما نارروز. الجسر الحالي هو جسر معلق ذو تصميم هندسي متقدم ويعبر المضيق بأمان دون أي مشاكل تذكر. تعكس قصة جسر تاكوما الأصلي تحديات هندسة الجسور وأهمية تجارب الفشل في تطوير التصاميم والهندسة المدنية.

ما هو أطول جسر معلق في العالم؟

افتتح في جمهورية التشيك رسميا أطول جسر مشاة معلق في العالم إذ يمتد بطول 721 مترا، وعرض 1.2 متر، ويقع على ارتفاع 95 مترا فوق سطح البحر. ويربط الجسر الذي يطلق عليه “جسر السماء” بين قمم جبال جينسكي في منتجع “دوليين” السياحي بمنطقة بوهيميا التشيكية

ويتفوق الجسر الجديد على جسر مشاة أروكا في البرتغال الذي يبلغ طوله 516 مترا الذي كان يحمل لقب أطول جسر في العالم وتم افتتاحه في 29 أبريل/نيسان عام 2021.

ويتيح الجسر تجربة مميزة للمشي وسط الطبيعة الخلابة لجبل كيرليكي سنيزنيك الواقع على بُعد 200 كيلومتر شرق العاصمة براغ، ولا يفصله سوى أمتار قليلة عن سكاي ووك، وهو ممر خشبي حلزوني شهير يبلغ ارتفاعه 55 مترا، ويمتد على وادي مالينسكي ستريم؛ رابطا بين سلسلتين جبليتين يقع بينهما الوادي.

تضمن بناء الجسر 6 حبال دعم رئيسية، و60 حبل رياح بأقطار مختلفة. ويقع جسر المشاة المعلق على بعد أمتار قليلة من ممشى “سكاي ووك” أو ممشى السماء الشهير، وهو ممر خشبي حلزوني بارتفاع 55 مترا.

لا يُسمح بالكلاب والحيوانات الأليفة الأخرى في المشي على هذا الجسر، ويعد معلما سياحيا جديدا تراهن عليه جمهورية التشيك في جذب المزيد من السياح؛ ونظرا لعرض الممر (1.2 متر) لا يُسمح لعربات الأطفال أو الكراسي المتحركة أو الدراجات بالعبور

أفضل شيء في هذا المكان أن زيارة الجسر تتيح لك فرصة لالتقاط صور ومقاطع فيديو فريدة للبيئة المحيطة بالأخص لحظات الشروق والغروب شريطة ألا يكون الجو غائما، فما يميز هذا الجسر كثرة الزوار مستغلين الفرصة الفريدة لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة؛ لهذا فإن جمهورية التشيك ترى أن الجسر إنجاز تقني فريد من نوعه ويستحق التقدير.

يمكن زيارة الجسر في أي وقت، وينصح بالذهاب في كل الفصول ففي الشتاء عندما يكون هناك ثلوج، تتاح للزائر رؤية منظر طبيعي أبيض ساحر.

كما تستحق الزيارة أيضا في الربيع والصيف، خاصة عندما يكون الطقس لطيفا للتمتع بسحر واختلاف الطبيعة، حيث تشتهر المنطقة التي أقيم فيها الجسر بمسارات المشي لمسافات طويلة ومسارات ركوب الدراجات في الجبال وأفعوانية ومنتزهات المغامرات في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء فهي منتجع تزلج شهير.

يحذر المسؤولون عن السياحة في التشيك المصابين بـ “فوبيا المرتفعات” من ارتياد الجسر، ويؤكدون أن الأكثر جرأة هم من سيستمتعون بتجربة مثيرة ترفع فيها مستويات الأدرينالين إلى حدها الأقصى.

بعد الخروج من الجسر، ستتاح للزوار أيضا الفرصة لاكتشاف الطبيعة المحلية وتاريخ المنطقة عبر طريق جديد يعد مسارا تعليميا بطول كيلومترين يسمى “جسر الزمن”

تابع القراءة: نبات القيقب – نبات بري لذيذ ويحضر منه شراب كالعسل