المحتويات
عندما حطّت الحضارة رحالها على سطح الأرض قدمت للبشرية سلبيات وإيجابيات عدة منها ما أنعش روح المدن وبدد ظلامها ومن هذه الايجابيات الزراعة الحضرية التي توصف بانها عبارة عن نظام مدني معقد
يتضمن سلسلة اهتمامات أهل الحضارة من أنشطة تقليدية أساسية مرتبطة بالإنتاج الزراعي والتجهيز والتسويق والتوزيع والاستهلاك والعديد من المزايا والخدمات الأخرى التي لا تحظى باعتراف وتوثيق على نطاق واسع من الدول النامية.
وتتضمن الزراعة الحضرية التسلية والترفيه والانتعاش الاقتصادي والقيام بمشروعات تجارية، فالزراعة هذه عبارة عن ممارسة زراعة الغذاء وتجهيزه وتوزيعه في قرية أو بلدة أو مدينة، أو في محيطها
ويمكن أن تتضمن أيضاً تربية الحيوان والزراعة المائية والحراجة الزراعية والبستنة وتربية النحل. إذ تتم مزاولة هذه الأنشطة في المناطق شبه الحضرية أيضًا.
ماذا عن انتشار الزراعة الحضرية؟
حظيت المفاهيم الواردة لتعميم الوصول إلى الخدمات الريفية وما يرتبط بها من مرافق باهتمام ملحوظ وشعبية عند أهل المدن في السنوات الثماني الأخيرة، وهي تتزايد لتلبية احتياجات الحياة الحضرية في البلدان النامية، ما أدى لانتشارها بشكل واسع.
لكن قد يندرج تنوع الأنظمة في الدول وتشجيعها للزراعة تحت مفهوم تعميم الوصول إلى الخدمات والحاجة الماسة لها، ويختلف الانتشار باختلاف المقاييس والمتعلقات والاهتمامات من مجتمع لآخر، بحيث تتفاوت الزراعة الحضرية ما بين حدائق خاصة أو مجتمعية أو بسبب الاكتفاء الذاتي الاجتماعي.
أما قلة انتشارها في بعض الدول يعود لتعقيد النظم التي تشمل أماكن إنتاج الأغذية المغلقة بمساعدة الضوء الصناعي أو داخل المصانع القادرة على ضبط المناخ لإنتاج النباتات الحساسة
فمنذ كان تعميم الوصول إلى الخدمات يمارس معظمه في الداخل، بدأ يتوجه نظر الدول المتطورة إلى هذا النوع من الزراعة حيث يُشار إليه بالزراعة العمودية، أو إدراج الزراعة داخل المباني والزراعة التي ترمز إلى صفر هكتار زراعة، أي زراعة المواد الغذائية في المناطق التي تحوي مساحات واسعة كالمدن الكبيرة.
تحدث هذه الأنشطة الزراعية كذلك في المناطق شبه الحضرية، وقد تكون الزراعة شبه الحضرية ذات خصائص مختلفة.
يمكن أن تعكس الزراعة الحضرية وانتشارها مدى تفاوت مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين الدول.
ففي شمال العالم، كثيرا ما تتخذ شكل الزراعة حركة اجتماعية من أجل مجتمعات مستدامة، حيث يشكل المزارعون الأعضاء ومشترو الطعام” و “الطعام المحلي” شبكات اجتماعية تقوم على روح الطبيعة المشتركة والاتفاق الشمولي والتعاون
ويمكن لهذه الشبكات أن تتطور عند تلقي الدعم المؤسسي الرسمي، بحيث تصبح مدرجة في التخطيط المحلي للمدينة “مدينة انتقالية” باعتبارها حركة للتنمية الحضرية المستدامة.
يعد الأمن الغذائي والتغذية وتوليد الدخل من مفاتيح الدوافع لهذه الممارسة. وفي كلتا الحالتين، الوصول المباشر إلى الخضروات والفواكه الطازجة، ومنتجات اللحوم من خلال الزراعة الحضرية يمكن أن يؤدي إلى تحسين الأمن الغذائي وسلامة الأغذية.
ما فوائد الزراعة الحضرية؟
تُمارس الزراعة الحضرية عمومًا لأجل الأنشطة المدرة للدخل أو المنتجة للغذاء، بالرغم من أن الدافع الرئيسي في بعض المجتمعات يكون الترفيه والاستجمام.
تُسهم الزراعة الحضرية في تحقيق الأمن الغذائي وسلامة الغذاء بطريقتين: أولاً، تزيد كمية الغذاء المتاح لقاطني المدن، وثانيًا، تتيح توفير خضراوات وفواكه ومنتجات لحوم طازجة للمستهلكين في الحضر. علاوةً على أنها تقلل من انتشار ظاهرة صحاري الغذاء.
لقد دفع إدراك ظاهرة الانحلال البيئي داخل المدن من خلال إعادة نقل الموارد لتلبية احتياجات سكان الحضر إلى تنفيذ مشروعات زراعة حضرية مختلفة في الدول النامية والمتقدمة وبالتالي تحسين المظهر البيئي والصحة البيئية.
كيف تستخدم الزراعة الحضرية في المدن؟
تعد طريقة الزراعة العضوية الكثيفة أحد أشكال الزراعة الحضرية المنتشرة والفعالة في المدن عن طريق التخلص من بقايا الطعام والمواد العضوية بجعلها سمادا للمزروعات.
ونظرًا لأن الزراعة الحضرية تشجع على إنتاج الغذاء محليًا؛ مما يوفر الطاقة، فإنه يتم اعتبار الزراعة الحضرية وشبه الحضرية عمومًا زراعة مستدامة، تسهل الحياة في المدن وتخفف التلوث.
من المزايا المتعددة للزراعة الحضرية، وخصوصًا في المدن الأمريكية المكتظة بالسكان، استخدام أكياس الزراعة في زرع مجموعة كبيرة من المحاصيل
وبالحديث عن الأشخاص الكثر الذين يقيمون في شقق بدون حدائق أو يمتلكون حدائق صغيرة جدًا، فإنهم سيضعون هذه الأكياس في الشرفة أو قطاع ضيق من الأرض.
هذا بالإضافة إلى وجود أنواع متعددة من الأكياس المعلقة المتوفرة للزراعة؛ مما يزيد مساحة المنطقة المتاحة للزراعة.
والأكياس نفسها مصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد، بما فيها قماش القنب والنسيج الحاجز للأعشاب والبوليستر، وتتميز كلها بخصائص شبه مسامية بحيث تستطيع التربة تصريف الماء كما ينبغي.
وقد صاغ مصطلح «الزراعة الكيسية» مسؤول الترفيه وعالم الآثار الهاوي رودي زابا مارتينيز من لوس أنجلوس عام 1998.
علاوة على مساهمة الزراعة الحضرية في توفير المياه بحيث يقوم أهل المدن بسقي المزروعات من الماء الزائد بدلا من هدره.