المحتويات
الشك هو الطريق باتجاه اليقين , لقد تبنى العديد من الفلاسفة مفهوم الشك و منهم ديكارت فما هو مفهوم الشك عند ديكارت
منذ أن و لدنا و نشأنا قد تربينا على أفكار اكتسبناها من تلك الأجيال التي سبقتنا من أجداد ، آباء و حتى العلماء ،كل الأفكار و السلوكيات السائدة بيننا هي لأشخاص أخلصوا و تفانوا صادقين في تثبيتها و نشرها و اجتهدوا لتعزيزها و وثقوا بجدواها و صحتها و أهميتها ، الأفكار و المعتقدات تحتاج لجهد و إخلاص حقيقي كي تثبت ماهيتها على أرض الواقع ، و كلما زاد يقينك و ثقتك بفكرتك و معتقدك كلما قابلت القبول و الانتشار بين الناس و التمسك بها.
ما هو الشك
هو حالة ذهنية يكون العقل فيها مُعلّقًا بين افتراضين متناقضين أو أكثر، يعجز عن قبول أي منها، ويكون بهذه الحاله متذبذب بين التصديق والإنكار .
ما هو مفهوم الشك عند ديكارت
الشك هو خطوة التأمل الفلسفي الأولى و الأساسية عند ديكارت، و هو السبيل الأمثل للوصول إلى اليقين،
إذ يقول: “الشك خطوة ضرورية لا بد من اتخاذها فخبرتي بالخطأ و تعرضي له منذ عهد بعيد و احتمال تجدده بفعل تلك الأحكام التي خضعت لها و لم أتبين صحتها، سواء كانت أحكاماً فرضها الغير، من معلمين، أو مرشدين، أو من وكّل إليهم أمري، أم أحكاماً فرضها عليّ الحس أو الخيال – و تعرضها للخطأ معروف – إن كل هذا يدعوني إلى الشك .
مفهوم الشك الديكارتي
مفهوم الشك الديكارتي هو أحد أشكال الشكوكية المنهجية المرتبطة بكتابات رينيه ديكارت و منهجيته ( 1596 – 1650).
يُعرف الشك الديكارتي بأسماء أخرى مثل الشكوكية الديكارتية، أو الشكوكية المنهجية، أو الشك الشامل، أو الشك المنظم، أو الشك الزائدي.
إذن كيف تعرف أن فكرتك الذي ستناضل من أجلها صالحة و مجدية و نافعة ؟ لن يحصل هذا حتى تتنازل عن سلوك الثقة و اليقين بنفسك و أفكارك و مسلكك و تفتح ذهنك للآخرين و تستمع لهم و تقرأ لغيرك و تشاور من حولك و تنصت و تتقبل ممن يخالفك الرأي و التوجه و تعطي نفسك فرصة النقاش معهم حول ما لا ترتضيه و تحسبه غير صحيح و مجد .
ويرى ديكارت أن المنهج هو عبارة عن قواعد مؤكدة بسيطة إذا راعاها الإنسان مراعاة دقيقة، كان في مأمن أن يحسب صواباً ما هو خطأ، و استطاع أن يصل بذهنه إلى اليقين في جميع ما يستطيع معرفته .
منهجية الشك الديكارتي
يتسم الشك الديكارتي بمنهجيته، فهو يستخدم الشك بوصفه طريقة للوصول إلى معرفة معينة من خلال تحديد ما لا يمكن الشك فيه، وتُعتبر قابلية الخطأ في البيانات الحسية بالتحديد موضوعًا للشك الديكارتي.
يُعد التفسير التأسيسي أبرز التفسيرات التي يتبناها مفهوم الشك الديكارتي ، إذ ينطوي هذا التفسير على اعتبار الهدف من شكوكية ديكارت متمثلًا بالقضاء على كل الاعتقادات القابلة للشك، وبالتالي الإيمان بالمعتقدات الأساسية وحسب ( المعتقدات التأسيسية).
يضم منهج ديكارت في الشك الزائدي مايلي:
- قبول المعلومات التي تعرفها فقط هو الصحيح
- تقسيم هذه الحقائق إلى وحدات أصغر
- حل المشكلات البسيطة أولاً
- عمل قوائم كاملة لمزيد من المشاكل
يتمثل مفهوم الشك الزائدي بالميل للشك، وذلك باعتباره شكلًا متطرفًا أو مغاليًا من الشك ، أي ليس كل شك معقول، بل كل شك ممكن.
حجج الشك الديكارتي
وضع رينيه ديكارت جميع المعتقدات و الآراء و الأفكار و الأمور موضع شك، إذ برهن أن الأسباب و البيانات التي تقوم عليها أي معرفة هي عرضة للخطأ.
غالبًا ما تكون التجربة الحسية – و هي النمط الأولي للمعرفة – تجربةً خاطئةً، و بالتالي ينبغي الشك فيها.
على سبيل المثال، ما يراه المرء قد يكون مجرد خيال ، و ما من شيء يثبت عدم إمكانية ذلك. و بذلك، تفتقر كل الأفكار القابلة للإنكار إلى أساس كاف. لذا اقترح ديكارت حجتين، وهما الحلم والشيطان.
حجة الحلم
اعتقد ديكارت أننا نعيش في عالم بإمكانه خلق أفكار شبيهة بالأحلام. فقد صرح ديكارت أن سياق أحلامنا مشابه للواقع على الرغم من كونه غير قابل للتصديق، لذا افترض أنه يمكن للبشر تصديق أنهم يعيشون الواقع و حسب.
و لا يوجد ما يكفي من الأساسات للتميز بين تجربة الحلم و تجربة اليقظة.
على سبيل المثال: عندما يجلس شخص ما ليرسم لوحة ؛ هناك عدد كبير من الأدلة التي تشير إلى واقعية فعل رسم تلك اللوحة ، إلا أنه يوجد أدلة تثبت عكس ذلك أيضًا.
حجة الشيطان الماكر
آمن ديكارت في احتمالية خضوع تجربتنا الخاصة إلى سيطرة شيطان ماكر ، إذ يتسم هذا الشيطان بكونه ذكيًا و مخادعًا و قوي، و يستطيع هذا الشيطان خلق عالم سطحي نتوهم أننا نعيش فيه. و قد اكتشف ديكارت نتيجةً لهذا الشك أنه في هذه الحاله غير قادر على الوثوق حتى بأبسط تصوراته.
أنا أفكر ، إذا أنا موجود
في الواقع، و لدت محاولات ديكارت لتطبيق منهجية مفهوم الشك على وجود نفسه و بعبارة أخرى، حاول ديكارت أن يشكك في وجوده، لكنه خلص إلى أن شكوكه هي ما أثبتت وجوده، و ذلك لأنه لا يستطيع الشك إلا إن كان موجود.
و قد أثبت ذلك من خلال مقولته الشهيره ( أنا أفكر ، إذا أنا موجود ) .
أشهر وأفضل أقوال رينيه ديكارت
أعظم العقول قادرةٌ على أكبر قدرٍ من الرذائل وكذلك أكبر قدرٍ من الفضائل .
السفر على الأغلب يشبه الحديث مع من عاشوا في القرون الأخرى.
كلّ مشكلةٍ قمت بحلّها تحوّلت إلى قانونٍ يُستخدم في حلّ المشاكل الأخرى.
تقسيم الصّعوبات إلى عددٍ من الأجزاء يسهّل ويكفي لحلّها.
لا يكفي أن تمتلك عقلًا جيدًا، دون أن تحسن استخدامه.
أنا أفكّر إذن أنا موجود .
لا نملك سيطرةً تامةً على أي شيء سوى أفكارنا. في الختام وجب علينا أن نذكر أن مفهوم الشك قد درس بشكل موسع في علم النفس و من عدة علماء ، وقد درسنا واستعرضنا أفكار ” ديكارت ” و هو من أعظمهم ، آخذين المنفعه و التطور من جمال أفكاره ، فنحن و كما قال : يجب أن نتعلّم قليلًا ونفكّر كثيرًا لنطوّر عقولنا .
قد يعجبك أيضاً:
الخوف من الرفض الاجتماعي