جدول المحتويات
الفرق بين القنبلة النووية والهيدروجينية كبير فبالرغم من انهما نوعان من الأسلحة النووية بطلة الحرب العالمية الثانية وكلتاهما تعتبران أحد أهم أسلحة الدمار الشامل التي أغلقت الأبواب في وجه السلام الكوني لكنّهما مختلفتان جدًا عن بعضهما البعض.
إنّ القنبلة النووية هي جهاز انشطار، في حين تستخدم القنبلة الهيدروجينية الانشطار لبدء تفاعل الاندماج. يعني هذا أنّه يمكن استخدام القنبلة النووية كزناد للقنبلة الهيدروجينية.
ولهذا لنلقي نظرة على تعريف القنبلتين ولنفهم معا الاختلاف بينهما.
ما تعريف القنبلة النووية؟
القنبلة النووية هي سلاح نووي ينفجر بسبب الطاقة العظيمة التي يطلقها الانشطار النووي. يُعرف هذا النوع من القنابل أيضًا باسم “القنبلة الانشطارية”. لأنّ نواة الذرة هي فقط ما يشارك في الانشطار (البروتونات والنيوترونات)، بدلا من اشتراك الذرة بأكملها أو إلكتروناتها.
تعطي المادة القادرة على الانشطار (المادة انشطارية) كتلة فوق الحرجة supercritical mass، وهي النقطة التي يحدث فيها الانشطار.
يمكن تحقيق ذلك إما عن طريق ضغط المواد “دون الحرجة” sub-critical mass باستخدام المتفجرات أو بإطلاق جزء واحد من كتلة حرجة إلى أخرى. إنّ المادة الانشطارية هي عبارة عن اليورانيوم المخصب أو البلوتونيوم.
يمكن أن يتراوح إنتاج الطاقة من التفاعل إلى ما يعادل حوالي 500 كيلو طن من مادة TNT المتفجرة. تقوم القنبلة أيضًا بإطلاق شظايا انشطارية مشعة تنتج عن النوى الثقيلة التي تتكسر إلى نوى أصغر، حيث تنتج التأثيرات النووية بشكل رئيسي من شظايا الانشطار.
ما تعريف القنبلة الهيدروجينيّة؟
إنّ القنبلة الهيدروجينية نوع من الأسلحة النووية التي تنفجر من الطاقة المكثفة الناتجة عن الاندماج النووي، ويمكن أيضًا أن يُطلق عليها أسلحة حرارية نووية. تنتج الطاقة من انصهار نظائر الهيدروجين (الديوتيريوم والتريتيوم).
تعتمد القنبلة الهيدروجينية على الطاقة المنبعثة من تفاعل انشطاري لتسخين وضغط الهيدروجين لتحفيز الاندماج، والذي من الممكن أن يولد تفاعلات انشطارية إضافية. يأتي نصف إنتاج القنبلة من انشطار اليورانيوم المنضب depleted uranium في جهاز نووي حراري كبير.
إن تفاعل الاندماج لا يسهم في الواقع في التأثيرات، ولكن تولد القنابل الهيدروجينية قدراً مساوياً مما تولّده القنبلة النووية على أقلّ تقدير لأن التفاعل ناجم عن الانشطار ويؤدي إلى المزيد منه.
يمكن للقنابل الهيدروجينية أن تنتج طاقة أعلى بكثير من القنابل النووية، أي ما يعادل ميجا طن من مادة تي إن تي TNT. كانت “قنبلة القيصر” وهي أكبر سلاح نووي تم تفجيره على الإطلاق عبارة عن قنبلة هيدروجينية بإنتاج يقدر ب 50 ميجا طن.
القنبلة الهيدروجينية تسمى أيضا القنبلة النووية الحرارية، تستخدم مرحلة ثانية من رد الفعل لتضخيم قوة الانفجار النووي كما ذكرنا فالمرحلة هي مرحلة الانصهار حيث يتم هرس وجرش ذرات الهيدروجين معا، في نفس العملية التي تغذي الشمس.
وعندما تتجمع هذه الذرات الخفيفة نسبيا، فإنها تطلق العنان للنيوترونات في موجة من الطاقة المدمرة.
سلاح الهيدروجين يستخدم بالأساس انفجار الانشطار النووي الأولي لإنتاج نبض كامل وعظيم يعمل على كبس وضغط وصهر كميات صغيرة من التريتيوم والديتيروم، وأنواع من الهيدروجين قرب مركز وقلب القنبلة.
أسراب النيوترونات تعمل على تكثيف وتفاعل سلسلة المتفجرات من طبقة اليورانيوم ملفوفة حولها. وتنتج انفجارا كبيرا جدا أكثر من انبعاث اليورانيوم وحده.
الفرق بين القنبلة النووية والهيدروجينية
تختلف القنبلة الهيدروجينية اختلافاً جوهرياً عن القنبلة النووية في أنها تستخدم الطاقة المنبعثة عندما تتّحد نواتان ذريّتان خفيفتان أو تندمجان لتشكيل نواة مرجّحة. على النقيض من ذلك، تستخدم القنبلة النووية الطاقة المنبعثة عندما تنقسم نواة ذرية ثقيلة أو تنقسم إلى نواتين أخفّ وزناً.
كذلك القنبلة الهيدروجينية تقوم على دمج ذرتين أو أكثر في ذره أكبر ما يولد طاقة انفجار هائلة أما القنبلة النووية فتقوم على انشطار الذرات الذي يولد سلسله انفجارات.
القنبلة الهيدروجينية وقودها الهيدروجين ولذا سميت بالهيدروجينية أما القنبلة الذرية فتعتمد على اليورانيوم او البلوتونيوم وسميت بالانشطارية لأن نواتها هي من تقوم بالانشطار.
أيهما أقوى القنبلة النووية أم الهيدروجينية؟
الهيدروجينية أقوى حيث أن تفاعل الاندماج لا يسهم في الواقع في التأثيرات، ولكن تولد القنابل الهيدروجينية قدراً مساوياً مما تولّده القنبلة النووية على أقلّ تقدير فالتفاعل ناجم عن الانشطار ويؤدي إلى المزيد منه، إذ يمكن للقنابل الهيدروجينية أن تنتج طاقة أعلى بكثير من القنابل النووية، أي ما يعادل ميجا طن من مادة تي إن تي TNT.
الولايات المتحدة اختبرت قنبلة هيدروجينية في “جزيرة بكيني” المرجانية ضمن جزر مارشال في العام 1954 وكانت قوتها أكثر بألف مرة من قوة القنبلة الذرية التي أطلقت على هيروشيما في العام 1945، كما أنتجت بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين قنابل هيدروجينية.
وزن القنبلة الهيدروجينية التي اجرت في بيونغيانغ خلال تجربتها السادسة وصل الى 108 كيلوطن وفقا لفريق من العلماء الصينيين، لكن وزارة الدفاع اليابانية ذكرت أن وزن القنبلة بلغ ما يقرب من 120 كيلوطن.
ولو سقطت هذا الوزن فوق سيئول عاصمة كوريا الجنوبية فإنها ستخلف دمارا في دائرة نصف قطرها 170 كيلومترا، وستشل الحياة في الجارة الجنوبية.
كما يمكن أن تتوقف الحياة في أجزاء من الولايات المتحدة في حال إطلاق صاروخ نووي ينفجر في ارتفاع 400 كيلومتر، ويعد تطوير القنبلة الهيدروجينية أمرا أساسيا لتركيب رأس حربي أخف وزنا لأنه سيتيح قدرة تفجيرية أكبر بكثير مقارنة بالحجم