المحتويات
و من عجائب تنظيم وتعاون هذا الكائن الاجتماعي الصغير وتمييزه عن باقي أنواع الحشرات وذلك بسبب فائدته الكبيرة للبيئة والناس والكثير يسأل هل تكلمت النحلة مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم
هل تكلمت النحلة مع الرسول ص
فلقد خاطب النبي عليه الصلاة والسلام النحلة قائلا:” أيّتها النحلة إن طعامك من إزهار الورد وهو مر فكيف يتحول إلى عسل حلو؟
قالت النحلة يا رسول الله إن حلاوة العسل جاء من بركة ذكر اسمك المبارك واسم أهل بيتك الطاهرين عليهم السلام فعندما نمتص رحيق الأزهار يلهم إلينا أن نصلي عليك وعلى أهل بيتك المعصومين ثلاث مرات فلما نكمل ذكر الصلوات يصبح عسلنا حلوا”.
إن حشرة بهذه الصفات وهذه القدرات وهذا السمو وهذا الرقي لجديرة بأن يشبه بها المؤمن الحق كما يريده الله ورسوله؛ لذلك اختارها الرسول من سائر المخلوقات ليتحدث إليها.
هل يوجد نحل في الجنة؟
قال تعالى واصفاً ما أعدَّه لعباده المتقين في جنة الخلد:﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفي ﴾
ومعنى الآية السابقة وجود أنهار جاريات من عسل في غاية الصفاء وحسن اللون والريح لم يخالطه الشمع أو حبوب اللقاح أو فضلات النحل
فعند التعمق بما تشير إليه الآية الكريمة من معاني ضمنية، سنجد المكانة الرفيعة لعسل النحل تتجلى في أروع صورها. حيث نجد أن حصر أنهار الجنة في الماء واللبن والخمر والعسل إنما يدل بشكلٍ مباشر على المنزلة السامية لعسل النحل
كذلك ذكر العسل في القرآن الكريم في سورة النحل؛ حيث قال تعالى: (يخرج من بطونها شراباً مختلفاً ألوانه فيه شفاء للناس)
والجدير بالذكر ما قاله صلى الله عليه وسلم (كل الذباب في النار إلا النحل) ربما قصد بذلك أن النحل بالجنة، لكن ومع هذا وجود النحل في الجنة شيء لا يعلمه إلا الله تعالى؛ إذ لم يذكر في القرآن الكريم بشكل واضح ولا في أحاديث السنة النبوية الشريفة فكلاهما تطرق لذكر العسل دون وجود النحل في الآخرة.
كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشرب العسل؟
كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم حين يستيقظ من النوم وبعد أن يُصلّي يتناول كوباً من الماء البارد المذابة فيه ملعقة عسل؛ لأنّ الجسم يستفيد بشكل أكبر من خصائص العسل إذا أذيب في الماء
ولأن فوائد العسل لجسم الإنسان لا تعد ولا تحصى وذلك بفضل مركباته الغنية والطبيعية حيث يحتوي العسل على السكر الطبيعي الأحادي الذي لا يشكل خطرا على الصحة.
ومما ورد في حب الرسول عليه الصلاة والسلام للعسل، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالشفاءين العسل والقرآن.
خاصة أنه قد عرفت فوائد العسل عبر التاريخ، وقد استخدم في الطب التقليدي والبديل للعديد من الأغراض العلاجية، مثل علاج الجروح والحروق
بالإضافة إلى تعزيز الصحة العامة للجسم مثل قدرته على تعزيز عملية الشفاء وتجديد الأنسجة، حيث يتكون العسل من نسب عالية من مركبات الجلوكوز والفركتوز التي تساهم في امتصاص الماء من موضع الإصابة. وتقليل التورم والألم، ويعود ذلك إلى خصائص العسل المضادة للالتهاب.
آية من القرآن عن النحل
تطير النحلة لارتشاف رحيق الأزهار، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها وتدخل خلية أخرى غيرها
علماً بأن الخلايا في المناحل تكون متشابهة ومرصوصة بعضها إلى جوار بعض، لذا ورد ذكر العسل والنحل كثيرا في القرآن والأحاديث ومنها ما قيل عن إناث النحل في قوله تعالى:” أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون* ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون” (النحل، آية: 68، 69).
هاتان الآيتان الكريمتان تبينان لنا أدق التفاصيل العلمية التي اكتشفها العلم الحديث في أسلوب حياة هذا النوع من الحشرات ذات النظام الرائع، نظام لا نملك تجاهه إلا أن نقول “تبارك الله أحسن الخالقين”.
وليظهر الله سبحانه وتعالى معجزات كتابه ويُري آياته للناس في هذا العصر فقد سخر أناساً لدراسة طبيعة العسل وتركيبه، وذهبوا إلى تشريح جسم النحلة واستخراج السم الذي في بطنها وتحليله للتعرف على خاصيته، وتوصلوا إلى نتائج باهرة تميط اللثام عن معجزة الكتاب الخالد.
وفي النهاية لوحظ أن في كل خلية هناك نحلات زودها الله بما يشبه “أجهزة الإنذار”، تستطيع تحسس رائحة النحل السكران وتقاتله وتبعده عن الخلية!! فلنتأمل معا الحكمة التي يتمتع بها الله في خلقه.
وكما ذكرنا لقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز النحل، كما سمى سورة كاملة باسم سورة النحل، فالله -سبحانه وتعالى- يريد أن يلفت انتباهنا إلى عظمة وأهمية هذا المخلوق الصغير الذي تتجلى فيه قدرة الله تعالى وعظيم صنعه.
تابع القراءة: كم مرة يلسع نحل العسل