المحتويات
قد تم في الفترة الزمنية الأخيرة انتشار أنواع متعددة من عمليات التسويق ، منها ماهو ضمن حدود القواعد الصحيحة و التي تحقق منفعة فعلية للمسوق الذي يعمل بها ، و منها و للأسف ماهو قد خرج عن تلك الحدود و أصبح يحقق الضرر بدلا من النفع , ترى ، ما هو التسويق الهرمي و إلى أي من عمليات التسويق ينتمي ؟ ، هذا ما سوف نتكلم عنه في هذا المقال .
ما هو التسويق الهرمي
التسويق الهرمي أو ما يسمى بمشروع الاحتيال الهرمي أو مخطط بونزي , هو نموذج من الأعمال التي تهدف إلى جمع المال من أكبر عدد من المشتركين، بينما يكون المستفيد الأكبر والحقيقي هو من ترأس رأس الهرم.
يبدأ هذا التسويق بشخص أو أكثر في أعلى الهرم ويبدأون في إقناع الشخص بالاشتراك بمبلغ مالي مع الوعد بإعطائه ربح رمزي إن استطاع إقناع آخرين بالاشتراك بعده، كما يقوم على مبدأ أن يحول كل مشترٍ إلى وكيل للبيع يقوم بالترويج للمنتج مجدداً ، و كلما زادت طبقات المشتركين حصل الأول على عمولات أكثر.
كما يقوم هذا الشكل من التسويق بالتركيز على عملية الانخراط و ربطها بالبيع بغض النظر عن نوعية المنتج ، الذي يمكن أن يكون منتج إلكتروني أو تجميلي أو غيرها من المنتجات .
لماذا سمي هذا النوع من التسويق ” بالتسويق الهرمي” ؟
تسمى الشركات التي تعمل بهذا النوع من التسويق بالهرمي، لأنها تسعى لنظام غير عادل، حيث يحصل الوكلاء في قمة الشركة على الكثير من المال من خلال استقطاب الآخرين، بينما لا يحقق الأشخاص في قاعدة الشركة (الهرم) سوى خسارة المال .
ما هو أصل فكرة التسويق الهرمي ، ولماذا سمي ”بمخطط بونزي” ؟
يُصرح الكثيرون أن فكرة التسويق الهرمي تعود إلى الإيطالي المهاجر إلى الولايات المتحدة تشارلز بونزي، الذي تم وصفه كأحد أكبر المحتالين في العالم.
جنى بونزي الملايين من خلال خداع الناس بالاستثمار في كوبونات الطوابع البريدية، عن طريق شرائها من بلد عملتها ضعيفة وبيعها في بلد لها عملة قوية، مما يعني ربح بأكثر من 50% في خلال 45 يوما فقط .
بدأ الكثيرون يقبلون على شراء الكوبونات، و لكن لم يكن هناك كميات كافية من الطوابع لتغطي العدد الكبير للمستثمرين ، فبدأ يقنعهم بضرورة جلب مستثمرين جدد لقائمتعهم حتى تكون نسب العمولات والربح أكبر، وبدأ يسدد الربح للمستثمرين من خلال استخدام أموال المستثمرين الجدد دون وجود فعلي للمنتج الذي يستثمرون أموالهم به.
بعد سنوات، تم الكشف عن مخطط تشارلز بونزي، وتم القبض عليه والحكم عليه بالسجن، ولكن حتى بعد وفاته، ما زالت فكرته في جني المال السريع تلقى شعبية.
ما هي آلية عمل شركات التسويق الهرمي ؟
الفكرة الأساسية لعمل شركات هذا النوع من التسويق هو بيع منتجات رخيصة بأضعاف سعرها الحقيقي لتغطية ما يمكن تسميته “بيع الفرصة” ويعني شراء منتج من إحدى شركات التسويق الهرمي يتيح لك التسويق للمنتج المرتفع السعر وجني المال من العمولات.
أي في التسويق الهرمي، لا يكون التركيز به على المنتج بقدر ضم أعضاء جدد كهدف أساسي للحصول على العمولات بتلك الشركات دون وجود منتج ذو قيمة أو بيع ذلك المنتج بقيمة باهظة للأعضاء الجدد وقيامهم بضم أعضاء آخرين بشرط شراء المنتج للحصول على العمولة.
وبعد الدخول بهذا النوع من التسويق لا يسمح بإلغاء الاشتراك ولا إعادة أموال الاشتراك، وهذا ما يضطر البعض للاستمرار في محاولة لتعويض خسارتهم.
ما هي سمات التسويق الهرمي ؟
- الحصول على المال مُقابل إضافة أشخاص جُدد إلى العمل، بدلًا من بيع المنتجات.
- المال السهل مقابل القيام ببعض الأمور مثل وضع إعلانات على الإنترنت.
- الوعد بالحصول على مبالغ مالية كبيرة في فترة قصيرة.
- تحقيق الربح لا يعتمد على المنتجات التي يتم بيعها.
- ممارسة الضغط بأساليب وكلمات عاطفية وجذابة للاشتراك.
ما هي أنواع مُخططات التسويق الهرمي
يُوجد عِدة أنواع من مُخططات التسويق الهرمي، أبرزها ما يلي:
- سلسلة التسويق متعددالمستويات(MLM) :
يُعد التسويق متعدد المستويات تجارة قانونية، والتي تقوم على بيع سلع أو تقديم خدمات حقيقية، إلا أنّ المستثمر غير مُلزم بتحقيق نسبة بيع معينة للحصول على دخل، وإنما يجب عليه تجنيد مستثمرين جُدد في مستوى أقل . - سلسلة رسائل البريد الإلكتروني :
تعتمد هذه الطريقة على إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى بعض الأشخاص بهدف إقناعهم بالتبرع بمبالغ كبيرة للأشخاص المدرجة أسماءهم في الرسالة، وبعد أن يقوم المُستلم بالتبرع، تتم دعوته لحذف الاسم الأول من قائمة الأسماء وإضافة اسمه بالبدل منه.
يقوم بعدها بإعادة توجيه الرسالة إلى مجموعة جهات الاتصال الخاصة به، والحصول على تبرعات باسمه، ويستمر الشخص باستلام المبالغ المالية إلى أن يتم حذف اسمه من القائمة. - سلسلة بونزي :
يقوم نظام هذه السلسلة على إقناع المستثمرين الحاليين بالحصول على عوائد مالية من قبل بيع السلع أو الأسهم، إلا أنّه فعليًّا يتم جمع الأموال من دفع المستثمرين الجُدد المال للاشتراك، كما يقوم الشخص في المركز القيادي بأخذ جزء من المال كأرباح.
ما هو نموذج الكرة الثمانية للتسويق الهرمي
يتكون هذا النموذج من 4 مستويات بمجموع 15 عضوًا، ويعتمد على عمل الشخص الأول في القمة بتجنيد شخصين آخرين، وكل شخص منهم يقوم أيضًا بإحضار شخصين آخرين، بهذا الشكل التسلسلي لكل مستوى (1+2+4+8)، بحيث يدفع العضو الجديد مبلغ محدد من المال مقابل الانضمام إلى العمل تذهب إلى الشخص في المستوى الأول.
و هكذا يستفيد العضو في المستوى الرابع من خلال إضافة أعضاء جُدد حتى يكون بالنسبة لهم رقم واحد، لذلك فإنه في حالة انهيار العمل، الأشخاص في المستويات الثلاثة الأخيرة هم من يخسرون أعمالهم .
ما هو رد فعل الدول اتجاه التسويق الهرمي ؟
قد منع التسويق الهرمي منعا باتا في الدول التي تعرف ضبطا لمجالها الاقتصادي و السياسي، ويصنف من الاحتيال، و ذلك لأن العدد الأغلب من المشاركين في هذه العملية سوف يخسرون وتكون أرباح المستويات الأعلى على حساب خسائر الناس في المستويات الأدنى في قاعدة الهرم .
كما أنه عند الوصول إلى مستوى لا يمكن للناس تجنيد المزيد سينهار النظام وأغلب المشاركين سيخسرون باستثناء الذين في قمة الهرم.
بعد ما قد وضحناه سابقا وجب التنويه إلى أن هناك شركات جديدة مازالت تنشأ و تتحايل دائما في إخفاء طريقة عملها ويظل الضحية هو الوحيد الذي بإمكانه كشف ذلك ،لكن أمام عدم معرفة زبائن هذه الشركات بعدم قانونية عمل الشركات فانهم غالبا ما يزالون في دوامة البيع الهرمي ويسعون لجلب ضحايا جدد حتى يتمكنون من إسترجاع استثمارهم الأصلي. مما يجعل من الصعب و للأسف اكتشاف هذه الشركات ومتابعتها قضائيا.
قد يعجبك أيضاً:
اساسيات التجارة الالكترونية