إن أحد أهم الطرق الزراعية الحديثة الشائعة حالياً هي الزراعة المائية ، والتي تُعد من أهم البدائل لتأمين الحاجات الغذائية عالمياً ، هل يمكن زراعة القمح زراعة مائية ؟ هذا ما سنتوسع بالحديث عنه في هذا المقال.
جميعنا يعلم أن القمح مكوّن أساسي لوَجباتنا الغذائية اليومية ، كما أنه ذو قيمة غذائية عالية بما يحتويه من أنواع متعددة من البروتين الضرورية للجسم ، بالإضافة إلى ما يحتويه من فيتامينات هامة كفيتامين B12 الضروري لمساعدة من يعاني من مشكلة فقر الدم أو حتى المشكلات الجلدية.
من البديهي أن نعلم أنه تبعاً للتزايد السكاني في البلاد كافةً قد أصبحنا نحتاج إلى كميات أكبر من هذه المادة الغذائية الرئيسية، مما يحثّنا على البحث عن طرق زراعية بديلة تمكننا من إنتاج الكمية التي نحتاجها من هذه المادة الرئيسية في الغذاء عالمياً .
هل يمكن زراعة القمح زراعة مائية
بعد تجارب عملية، وجد فريق بحثي من عدة جامعات أمريكية ، أنه من أفضل الطرق لإنتاج القمح هي طريقة الزراعة المائية ، وبذلك يكون الجواب نعم . فلدى المقارنة بأساليب الزراعة التقليدية في الحقول، وجد أن الزراعة المائية العمودية عند إنتاج القمح ، تتطلب مساحةً زراعية أقل من الأرض، وتستهلك كميات أقل من المياه والمبيدات ، وتؤدي إلى فقدان أقل للمغذيات في البيئة والتربة الزراعية.
وتبيّن النتائج بوضوح إلى أن الزراعة المائية العمودية الداخلية تُسهم بشكل كبير في تعويض النقص في إنتاج الغذاء المتطلب للأفواه المفتوحة للبشر ، وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط ، التي تُعد من أكثر مناطق العالم استفادةً من هذا النمط من الزراعة، فهي مصدر مهم لزراعة القمح بسلالات مختلفة، مما يبيّن بوضوح اعتماد كثير من دول المنطقة حاليًّا على استيراد القمح.
ما هي إنتاجية الزراعة المائية للقمح
قد نفذت بحوثٍ نموذجَية عدة تهدف نمو القمح على مساحة هكتار من الأرض في منشأة مائية عمودية داخلية تتكون من 10 طبقات تحت مستويات الإضاءة الصناعية ودرجة الحرارة ومستويات ثاني أكسيد الكربون المُثلى.
و أظهرت نتائج التجارب العملية، أن يمكن للزراعة العمودية أن تنتج ما لا يقل عن 700 طن من الحبوب سنويًّا في الهكتار الواحد (وهي قابلة للزيادة أو النقصان بمقدار 40 طنًّا)، ويمكن أن يصل الإنتاج الأكبر إلى 1940 طنًّا من الحبوب سنويًّا في الهكتار الواحد (قابلة للزيادة أو النقصان بمقدار 230 طنًّا)، و ما سبق يعادل من 220 إلى 600 ضِعف لمحصول القمح السنوي الذي يقدر بـ3.2 أطنان للهكتار الواحد بطريقة الزراعة التقليدية .
و بحسب ما قيل من قبل أستاذ علم النبات ” بول جوثيير” الباحث الرئيسي في الدراسة : في الحقل، كان الرقم القياسي العالمي الأحدث المسجل في موسوعة “جينيس” هو 17.398 طن في الهكتار في نيوزيلندا.
ومن خلال الدراسات القائمة ، يبيّن أنه في الظروف البيئة المتحكَّم بها، قد يكون من الممكن فعلاً تحقيق إنتاج أكبر من هذا الرقم المسجل بـ100 مرة وهذا النموذج قابل للتطبيق وأن سعر الدقيق سيكون أقل من المتوقع بكثير.
ما هي الزراعة العمودية
الزراعة العمودية أو الرأسية هي طريقة زراعية يتم بها إنتاج الخضروات التي نعتمد عليها في غذائنا على الأسطح المكدسة رأسيا، بدلاً من الزراعة على مستوى واحد من الأرض ، كما هو الحال في الحقول الزراعية أو البيوت البلاستيكية ، و توضع طبقات الخضار المزروعة بشكل مكدس رأسياً محمولة على هياكل معينة .
عند استخدام هذه الطريقة المتطورة من الزراعة ، نقوم بالتحكم الاصطناعي في درجة الحرارة والضوء والرطوبة والغازات المحتوية في البيت الزراعة مما يساعد على إنتاج الخضروات المزروعة و زيادة إنتاج المحاصيل في مساحات محدودة و صغيرة .
كيف يزرع القمح زراعة مائية عامودية
- إن الهدف الرئيسي من زراعة القمح زراعة عامودية هو إنتاج المزيد من الحبوب لكل متر مربع. ولتحقيق هذا الهدف، تزرع نباتات القمح في طبقات مكدسة في تتوضع على هيكل حامل يسمى بالبرج
- في معظم الأوقات يستخدم نظام الزراعة بالتطويف ، ويتم التزويد بالمياه الحاوية على العناصر العذائية ، إما عن طريق رشاشات علوية أو صنبور
- يتم استخدام مزيج انواع عدة من الأضواء الطبيعية والاصطناعية للحصول على مستوى الإضاءة الأمثل لنباتات القمح في الغرفة
- يتم استخدام وسائل الزراعة الهوائية أو المائية بدلاً من الزراعة باستخدام التربة ، أو يمكن استخدام قشور الخث أو قشور جوز الهند والمواد الأخرى غير التربة.
- عند تنفيذ طريقة الزراعة العامودية تستخدم كافة طرق الاستدامة المختلفة لتعويض تكلفة الطاقة المستخدمة في الزراعة.