المحتويات
لقد خص الخالق سبحانه وتعالى النحل بعيون خاصة تمكنه من التكيف مع معيشته المميزة من حيث تحديد مكان الغذاء أو نوعه أو تحديد مسكنه بدقة. ولكن ما هي ماهية رؤيته وهل يرى النحل أم لا – بالتأكيد سوف تجد ما يبهرك بالمعلومات اللاحقة – تابع معنا
لقد أجريت العديد من الأبحاث لتحديد ما يمكن للنحل رؤيته بهدف الاستفادة منها في مجال تربيته
وقد لوحظ أنه يتمتع برؤية أفضل مما كان يعتقده العلماء في السابق ما يتيح له الابتعاد عن الحيوانات المتربصة به والتنقل بحرية
حيث توصلت دراسة بريطانية إلى أنه يستطيع رؤية العالم بسرعة فائقة تقرب من نحو خمسة أضعاف سرعة البصر لدى البشر، وتركزت الدراسة حول سرعة المعالجة التي تجريها الخلايا المستقبلة للضوء لديه للمشاهد في حالتي الألوان وعمى الألوان.
وبينت الدراسة أيضا أن النحل ورغم بطء وتيرة الرؤية لديه أثناء الطيران، هو الأسرع مقارنة بسرعات رؤية الألوان لدى جميع الحيوانات الأخرى، مما يتيح لهذه الحشرات التنقل بسهولة بين الشجيرات الظليلة من أجل الحصول على الغذاء.
علما أنه لا يمكن للبشر متابعة حشرة سريعة الطيران بالعين المجردة. ولكن النحلات يمكنها أن تتبع بعضها البعض، ويرجع ذلك إلى رؤيتها البالغة السرعة، بالإضافة إلى أنه يحرق مقدارا من الطاقة ليتمكن من رؤية الألوان أكثر مما يفعله لدى الرؤية أحادية اللون (أبيض وأسود)،
وبهذا يعتبر من أكثر الحشرات ذكاء وقدرة على التنظيم، لأنهّ من الكائنات الحية التي تمتلك خمسة عيون اثنتان منها في مقدمة الرأس وثلاثة أخرى في منتصف منطقة الرأس، وهذه العيون لعلّها السبب الرئيسي في قدرته الخارقة على الطيران ومعرفة أماكن تواجد الزهور النافعة.
وعلى الرغم من امتلاكه لخمسة عيون في منطقة الرأس إلا أنه غير قادر على الرؤية في الظلام، بل أنه يعتمد على حاسة اللمس للتعرف على الأشياء والزهور.
لذا فإن صورة الجسم المرئي لديه تتكون عن طريق الوحدات العينية ويمكن للنحلة تمييز الأجسام المتحركة وتحديد شكل الأجسام غير المتحركة أثناء طيرانها ولونها أيضا
ففي أعين النحل الزهرة الحمراء تبدو سوداء بشكل مطلق. بالمقابل يستطيع أن يرى لوناً نحن لا نراه، وهو اللون فوق البنفسجي.
فالزهرة الصفراء تعكس نوعين من الضوء: ضوء أصفر وضوء بنفسجي. نحن لا نستطيع رؤية الضوء الفوق بنفسجي. أما الضوء الأصفر فنلتقطه بواسطة المجسات التي في عيوننا، لذلك نرى الزهرة باللون الأصفر.
ما هو اللون الذي لا يحبه النحل؟
أكد تقرير رسمي أصدره مركز البحوث الزراعية، ان اللـــــــون الذي لا يحبه النحل هو اللون الأسود ويُعْتَمَدُ على هذا اللون في قياس درجة شراسة النحل في محطات البحث كما أن الأنواع الشرسة أول ما تصيب من الإنسان رأسه لسواد شعره، بل يتجه مباشرة إلى معصمه إن كان فيه حزام أسود للساعة اليدوية.
لذلك يتم استغلال كراهية النحل للون الأسود في إنه يوضع بالقرب من الخلية بالون أسود اللون ومحرَّكٌ بطريقة تثير انتباهه ليبدأ هجوم النحل على البالون الأسود في أوقات معينة ولمدد مضبوطة، بعدها يتم حصر أعداد إبره الموجودة في البالون.
وأوضح الخبراء، إنه من الخطأ استعمال قفازات سوداء أو زي أسود للنحالين لأنها ستثير شراسة النحل أكثر فأكثر مع تحرك يد النحال أثناء عمله في الخلية أو حتى في المنحل أو مجرد رؤية زيه الأسود، مشددين إن ذلك هو ما يدفع لاختفاء الزي الأسود من سوق لباس النحالين ويكون اللون الأبيض هو الغالب.
هل النحل يطير في الليل؟
بعض أنواع النحل لا تطير في الليل أبداً، وبمجرد إغلاق مصدر الضوء عنها تسقط مباشرة، فمعظم أنواعه هي حشرات نهارية.
تُعرف باسم النهارية، وهي تقصر نشاطها في البحث عن الطعام على النهار لأنه من الصعب رؤية العوائق وتجنبها عندما يحل الظلام.
لكن هناك أنواع نادرة يمكنها الطيران أثناء الإضاءة الخافتة والظلام التام. لقد تطور هذا النحل الليلي – الأنواع الاستوائية بشكل أساسي – ليتمكن من الرؤية والطيران ليلاً. بشكل ملائم، هناك أزهار معينة (مثل زهرة القمر والياسمين المتفتح ليلاً) تفتح في الليل.
هذه ميزة للطيارين الليليين حيث لا يتعين عليهم التنافس مع الحشرات الطائرة في النهار للحصول على حبوب اللقاح والرحيق.
ويبين هذا التغير في الطيران أنه يمتلك درجة من التحكم في أفعاله لا تعتمد بشكل كامل على الجينات، وأنه قادر على الاستجابة لظروف الإضاءة الضعيفة بالإبطاء من حركته.
يسمي علماء الأحياء هذه الظاهرة (المرونة السلوكية)، وهي تعني القدرة على تغيير السلوك استجابة للظروف الخارجية.
ماذا يفعل النحل في الليل؟
ينام ليلا فمثلما يوجد لدى البشر إيقاع يومي ينظم ساعات النوم والاستيقاظ، ينام ذلك الآخر أيضًا من خمس إلى ثماني ساعات أغلبها في الليل. ويحصل الباحث عن الطعام منه على ساعات النوم وفقًا لدورات يتعاقب فيها الليل والنهار، إذ يخلد إلى الراحة ليلًا، حين يحول الظلام دون خروجه للبحث عن حبوب اللقاح والرحيق.
تابع القراءة: زهرة القطيفة