المحتويات
بين أساطير الماضي والحاضر، بين خيال علمي وواقع مرئي، ظهر على سطح الكوكب صياد مفترس غريب أذهل محبي النبات، وأرعب الحشرات الطائرة وكل ما يقترب منه ٫ أنه نبات الدروسيرا ٫ على الرغم من ندرته ومحاولة العلماء المستمرة في الحفاظ على ما تبقى منه ” إنه نبات الدروسيرا “، الذي يستحق الدراسة والبحث.
ما هو نبات الدروسيرا
هو اسم عائلة للنباتات آكلة اللّحوم ويندرج تحتها أكثر من 90 نوع من النبات المعروفة بأسماء كثيرة ولكن أشهرها غروب الشمس والنديّة، سميت هكذا لأنها تفرز قطرات من سائل لزج عن طريق الغدد الموجودة في أوراقها الحمراء الساطعة، وتشع هذه القطرات في ضوء الشمس كقطرات الندى وتعددت تسميتها تبعا لمناطق نموها كندية رأس الرجاء.
عرفت الدروسيرا بأنها آكلة للحوم بسبب أكلها للحشرات، حيث يستطيع نبات الدروسيرا صيد الفريسة عن طريق المادة الصمغية اللاصقة التي يفرزها أو عن طريق إحاطة الفريسة كاملة بالأوراق وتقييد حركتها وتقوم المادة اللاصقة اللزجة باصطياد الفريسة وتساعد أيضًا على هضمها وتسهيل عملية أكلها.
ينمُو نبات الدروسيرا في المناطق الدافئة والرطبة أو أي بيئة تحاكي طبيعة المستنقعات، ويعتقد بأن أستراليا وجنوب أفريقيا هو الموطن الأصلي لنبات الدروسيرا، وسيتناول هذا المقال العديد من معلومات عن نبات الدروسيرا.
أين وكيف ينتشر الدروسيرا
تنمو نباتات الدروسيرا في المستنقعات والأماكن الرطبة والتربة الخصبة، وهذه المستنقعات عادةً ما تفتقر إلى العناصر الغذائية المعدنية بسبب الحموضة العالية التي تؤخر تحلل الكائنات الحيّة والحصول على النيتروجين مثلًا
وتستعيض نبتة الدروسيرا والنباتات الآكلة للّحوم المماثلة لها عن نقص النيتروجين عن طريق أكل الحشرات، وتتعرض هذه النبتة حاليًا للانقراض في كل من ولاية ألينوي وأيوا الأمريكيتان وتتواجد كذلك بهشاشة وقلة في نيويورك
ووجد أنها منتشرة أيضا منتشرة في شمال أوروبا وسيبيريا والنصف الشرقي من أمريكا الشمالية وينمو في معظم أنحاء كندا، وتم العثور على الشكل دائريّ الأوراق من هذه النبتة في كل من فلوريدا وجورجيا، امتدادًا إلى نهر المسيسبي.
ما هي خصائصها الفيزيائية
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لنبتة الدروسيرا فإنه غالبًا ما تنمو أوراقه بمستوى طول 2-8 انش، وتتميز باللون الأحمر عمومًا والملمس اللزج أو الصمغيّ الذي تفرزه نبتة الدروسيرا حتى تتمكن من الإحاطة بالفريسة وتثبيتها وتقوم الإنزيمات الهاضمة بتحليل الفريسة وأكلها
إذ يقوم النبات بحركة فجائية ينتج عنها تغير في ضغط الماء بخلاياه، حيث يقوم النبات بنقل الماء من جداره الداخلي لجداره الخارجي فتتقلص أنسجته بشكل سريع ومفاجئ جداً فتقع الحشرة فريسة بداخله.
كما تتمتع أوراق النبتة بطعم السكّر حتى تتمكن من جذب الحشرات لها، وبالنسبة للأزهار فإنها تتفتح من يونيو إلى أغسطس حتى تسمح بعملية التخصيب وتكوين المزيد من البذور الصغيرة في داخلها، وتحتوي النبتة ما بين 3-8 زهرات باللون الأبيض أحاديات الجانب.
وأما فيما يتعلق بالعمر الافتراضي للنبتة فإنها من النباتات المعمّرة التي تعيش طويلًا.
وكسائر النباتات اللاحمة أو النباتات آكلة اللحوم (التي تسمى أحياناً النباتات آكلة الحشرات) تستمد نباتات الدروسيرا بعض أو أغلب عناصرها الغذائية (ولكن ليس الطاقة) من عصر واستهلاك الحيوانات مع التركيز الأكثر على الحشرات والمفصليات الأخرى
وذلك باستخدام أعضاء خاصة تملكها (تختلف من نبات لآخر). وَهي كجميع النباتات الأخرى تُنتِج غذائها ذاتيًّا من طريق تحويل الطاقة الضوئيّة (الشمس) إلى طاقة كيميائية (في وجود الماء وبعض العناصر)، ولكن لديها أعضاء متحوّرة تمكّنها من اقتناص بعض الحشرات والحيوانات الصغيرة ومن ثم افتراسها لتكون مصدراً إضافياً للغذاء.
ماذا عن الاستخدامات الطبية لنبات الدروسيرا؟
من الأمور الغريبة وغير المتوقعة أن نبات الدروسيرا يتم استخدامه في المجالات الطبية، إذ يتم تجفيف أوراقه وطحنها أو استخدامها جافة كما هي لشربها مع الشاي من أجل تخفيف مشاكل الجهاز التنفسي بما في ذلك الربو، والتهاب القصبات الهوائية، والسعال.
ومن جانب آخر فإن نبات الدروسيرا يستخدم في علاج مشاكل صحية أخرى متفرقة مثل الحد من السرطان وقرحة المعدة، ولكن هناك بعض التحذيرات عند استخدام نبات الدروسيرا في حالات الحمل والرضاعة فيجب تجنب استخدام نبات الدروسيرا حيث لا توجد دراسات كافية تؤكد سلامة نبات الدروسيرا وعدم تسببه بأي مضاعفات أو آثار جانبية.
وأخيرا لا بد لنا عند تصفح غرائب هذا الكون ودراسة تفاصيله العجيبة من عوالم النبات والحيوان أن نسبح عظمة الخالق جل وعلا وأن نحمده على نعمة الطبيعة الحكيمة والنظام البيئي المتوازن.
تابع القراءة: المدرع الوردي – غذاؤه غريب ومهدد بالانقراض