المحتويات
قد نتسائل للوهلة الأولى عند سماعنا لمصطلح إكلينيكي عن معنى هذا المصطلح ، وفي هذه المقالة سيتم توضيح معنى هذا المصطلح بشكل واضح كما سنتحدّث بالتّفصيل عن مجالات علم النفس الإكلينيكي فيما يلي .
كلمة إكلينيكي مشتقة في الأصل من كلمة يونانية (كلينيكوس) و تشير إلى معنى (بجوار سرير المريض) أو مسترخي ثم امتد استخدامها الى دراسة الفرد كفرد , أي فحص و علاج المريض على أساس أعراضه.
مجالات علم النفس الإكلينيكي وماهيّته
علم النفس الإكلينيكي أو ما يسمى بعلم النفس السريري، و هو فرع من فروع علم النفس الذي يهتم بدراسة الأمراض العقلية، و السلوك الشاذ، و المشاكل النفسية عند الفرد، و يعد هذا العلم من العلوم التي تهتم بعلاج المشكلات الإنسانية، و النفسية المعقدة.
كما و يهدف إلى فهم طبيعة القلق و الضغوط و الاضطرابات أو الأمراض النفسية و الخلل الوظيفي الناتج عنها و محاولة التخفيف من حدتها و التغلب عليها من خلال الفحص و التشخيص و العلاج، كما أنه يهدف إلى تعزيز السعادة الذاتية لدى الفرد مما يحقق له التقدم على المستوى الشخصي .و علاوةً على ذلك، فإنه يركز بصورة أساسية على كل من التقييم النفسي و العلاج النفسي و الدوائي في الممارسة العملية “النفس الطبي”.
في كثير من الدول ، يعتبر علم النفس السريري العمود الفقري في العلوم النفسية، و من المهن الطبية المعنية بالصحة النفسية المهمة.
نبذه عن تاريخ علم النفس الإكلينيكي
يرجع تاريخ علم النفس الإكلينيكي في البداية إلى العالم النمساوي سيجموند فرويد فهو من أوائل العلماء الذين اهتموا بالأمراض النفسية و العقلية عند الفرد ، و قد كان يعتمد في علاج هذه الأمراض على التحدث مع المريض، و من خلال هذا يتم تشخيص المرض النفسي الذي يعاني منه
ثم قام العالم الأمريكي لايتنر ويتمر بافتتاح أول عيادة نفسية و قد ركز في علاجه على الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم ، و الجدير بالذكر أن هذا العالم هو أول من أعطى مصطلح علم النفس الإكلينيكي عام 1907م.
نبذة عن مهنه علم النفس الإكلينيكي
يتعامل الفرد الذي يدرس علم النفس الإكلينيكي مع جميع أفراد المجتمع بمختلف أعمارها ، و غالباً ما يعالج تخصص علم النفس الإكلينيكي الأفراد الذين يعانون من مشاكل عقلية، و نفسية، و سلوكية؛ مثل سوء التكيف الفكري ، و النفسي، و الاجتماعي، و يعالج أيضاً الأمراض النفسية الحادة و ذلك من خلال إجراء المقابلات التشخيصية، و إجراء بعض الاختبارات النفسية، و العمل على تقييم سلوكيات الأفراد المحتاجين للعلاج النفسي.
و تبعا لما سبق من المهم ان نتعرف على المجالات التي يهتم بها علم النفس الإكلينيكي و التي يعمل على تطويرها ، وتوضح بالآتي :
- الجانب الخاص بالتعليم
يهتم مجال علم النفس الإكلينيكي الخاص بالتعليم بإجراء التغييرات الدائمة في سلوك الفرد و التي يرجع جذرها إلى الخبرة , و كذلك أيضاً القيام بتدريب الفرد على اكتساب خبرات , كما يهتم العلماء المختصّين في مجال علم النّفس الإكلينيكي أثناء إجراء دراستهم بالأهمية القويّة للثواب و العقاب خلال العملية الخاصّة بالتعليم - الجانب الدفاعي
في هذا الجانب يكون اهتمام علم النفس الإكلينيكي الأكثر تمركز على الدراسة الخاصة بالقوى التي تكون واعية و كذلك القوى التي تكون غير واعية أي القوى التي تكون كامنة و مختبئة من خلف التصرفات الخاصة بالبشر و أيضا الخاصة ببعض الحيوانات المختلفة.
في هذا الجانب أيضا يقوم مختلف العلماء بالتركيز قدر المستطاع على فهم الحاجات الجسدية التي يحتاجون إليها و كذلك السلوك الخاص بالإنفعال و السلوك أيضا الذي يميل إلى العدوانية. - الجانب الاجتماعي
هذا الجانب يهتم كثيرا بالسلوك الخاص بالفرد
وذلك من خلال تعامله مع المجتمع أو من خلال التعامل مع بعض الجماعات وفي داخل التجمعات، وأيضا الإهتمام بعمل بعض الدراسات من العلماء وذلك ليتم معرفة بعض التأثيرات السلوكية عندما يكون هناك مجموعه من الأفراد أو ما مدى تأثيرهم على سلوك هذا الفرد.وكانت أيضا الأشياء الأساسية التي يركز عليها هذا الجانب من علم النفس هي طريقة الاتصال وكذلك السلوك السياسي. - الجانب التربوي
وهذا الجانب من أهم الجوانب الخاصة بعلم النفس الإكلينيكي حيث أنه يعمل على الإهتمام بالتعلم بالطريقة الخاصة به و العمل على المشاكل التي من المفترض أن تواجه التعلم التربوي.
وفي هذا المجال أيضا يقوم العلماء بابتكار جديد للتعليم التربوي و تجربته و العمل على تطويره حتى الوصول الى افضل نتيجه تربويه .
وبعد ذلك يمكننا تعداد الخدمات التي يهتم بها هذا العلم:
- إجراء الأبحاث النفسية.
- تقديم الاستشارات النفسية (خاصةً في المدارس و الجامعات و المؤسسات)
- وضع برامج الوقاية و العلاج النفسي
- إدارة برامج جلسات العلاج النفسي
- الإدلاء بشهادة الخبير في القضايا (علم النفس الشرعي)
- تقديم أساليب العلاج النفسي (العلاج النفسي، و حديثا تقديم العلاج الدوائي)
- العمل في مجال التدريس بالجامعات
وبعد كل ذلك يبقى لدينا الطابع الجميل الذي يتركه ذلك العلم العميق ، و نتسائل هل يمكن لهذا العلم أن يدخل في مجالات اخرى في المستقبل , كإدارة التقييم و الاختبارات النّفسية و تفسيرها.
قد يعجبك أيضاً:
نظريات في علم النّفس