تطورت الزراعة المائية في أوروبا وكذلك في العديد من البلدان العربية وعلى وجه الخصوص دولة الإمارات العربية المتحدة فلنتحدث في هذا المقال عن متى ظهرت الزراعة المائية في الإمارات وكيف تطورت حيث أن مشروع الزراعة المائية يتبع الأساليب الحديثة في الزراعة و يقوم بإدخال التكنولوجيا إلى الزراعة ولا يستخدم التربة اثناء الزراعة بل يستعاض عنها بالمحاليل الغذائية التي تساهم في نمو النبات
يوحي لك مصطلح الزراعة المائية بإنه يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه ويقوم بإسرافها ولكن على العكس من ذلك فالزراعة المائية توفر المياه بما يقارب 70% إلى 90% فهي بهذه الحالة تنفي الإعتقاد السائد وتحافظ على المياه وتحد من هدرها
أهمية الزراعة المائية في الإمارات
- تحقيق الإكتفاء الذاتي و الأمن الغذائي
- توفير غذاء صحي وخالي من المواد الكيميائية
- الزراعة المائية صديقة للبيئة لأنها لا تستخدم المبيدات و المواد الكيميائية
- ترشيد استخدام المياه والمحافظة عليه
- توفير مساحات من الأرض
- إنتاج كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية
- تطبيق هذا النظام في أي مكان بغض النظر عن نوعية التربة السائدة والمناخ
ابرز محاصيل الزراعة المائية في الإمارات
يمكن زراعة العديد من النباتات سواء اكانت خضار أم فواكه أم أعشاب أو حتى أشجار قزمية ولكن دولة الأمارات ركزت على زراعة الخضار و الفواكه لأشباع حاجات السوق المحلية بسبب التزايد السكاني وضيق مساحات الزراعة التقليدية ومن هذه الأنواع : الخس – السبانخ – الفلفل – البصل – الطماطم – الخيار – النعناع – البقدونس – الفراولة – الفجل الجرجير وغيرها الكثير من الخضار والفاكهة
أنواع الزراعة المائية
الزراعة المائية الهيدروبونيك
وهي زراعة مائية تقليدية أي زراعة النباتات داخل الماء وإضافة المحاليل الغذائية دون استخدام التربة ويستمد النبات غذائه عن طريق جذوره من المحاليل الغذائية و المعدنية الطبيعية أو يتم زراعتها في وسط خامل مثل الصوف المعدني والبرليت و الفيرموكيوليت
الزراعة المائية الاكوابونيك
ويطلق عليها اسم الزراعة المائية النباتية الحيوانية أو الزراعة المائية المركبة وهي زراعة مائية مزدوجة تقوم على أساس زراعة النباتات وتربية الأسماك في ذات الوقت حيث يتم زراعة النبات داخل وسط مائي وتغذيت النبات بواسطة فضلات الأسماك من خلال قناة مائية تصل بين حوض الأسماك وحوض النبات
متى ظهرت الزراعة المائية في الإمارات وتاريخها
ركزت دولة الإمارات أهدافها على تحقيق الأمن الغذائي و التنمية المستدامة فالسكان اهتموا بالزراعة منذ زمن طويل ومن أبرز مناطق الزراعة رأس الخيمة و العين وواحة ليوا الفجيرة منذ عام 1971 بدأت الزراعة تتطور رغم وجود مشاكل طبيعية وإقتصادية أعاقت التطور الزراعي ومن هذه المعوقات
- ندرة الموارد المائية
- ندرة الأراضي الصالحة للزراعة
- ارتفاع ملوحة التربة
- ارتفاع تكاليف الإنتاج
ومع التقدم العلمي و التقني الذي شهده العالم في الآونة الأخيرة أدى ذلك إلى إيجاد طريقة جديدة في الزراعة وهي الزراعة المائية وهذه الزراعة لاتتأثر بمعوقات سابقة الذكر بل تقوم بتوفير مساحات من الأرض بالإضافة إلى توفير المياه بمعدل 80% و إنتاج كميات كبيرة من المحاصيل حيث يبلغ معدل الإنتاج 300% وأما انتاج البيت البلاستيكي الواحد ذات مساحة 300 متر مربع يبلغ 6 أطنان من الخضروات في الدورة الواحدة ويمكن زراعته ثلاث دورات في السنة الواحدة
وتأسست اول مزرعة في الإمارات بين مدينتي دبي و أبوظبي عام 2005 بمساحة 1000 متر مربع وكانت هذه المساحة بداية للمشروع واستطاعت زراعة المحاصيل على مدار العام وبعد اطلاق اول إنتاج أجريت العديد من الدراسات والبحوث لتطوير هذه الزراعة
وتم توسيع مساحة المزارع إلى 20000 متر مربع واستخدمت المزارع تقنية (NFT) وهو نظام من المواسير سهل الاستخدام لايحتاج سوى إلى خزان ماء و أنابيب صغيرة وأنبوب للتغذية ومضخة تساعد على توصيل الماء إلى النبات ويتم في كل فترة تحليل مياه الخزان في مختبر متخصص لتحديد محتويات ومستوى المعادن والعناصر المتوفرة فيه ثم إضافة المواد التي يحتاجها والضرورية التي يوجد بها نقص ويتم العمل على تحقيق التوازن بين معدل المغنيسيوم و النيتروجين الضروريين لإنتاج الكلوروفيل
وهذا النظام موجود ضمن بيوت محمية ويستخدم فيها نظام تدوير يساعد النباتات بتوفير الكمية المناسبة من اشعة الشمس
أوساط الزراعة المائية
تحتاج النباتات إلى أوساط خاصة لكي تنمو ومن هذه الأوساط
- البيتموس (طبيعي ) وهو مادة ليفية ميتة تتشكل عندما تتحلل الطحالب والكائنات الحية الأخرى في مستنقعات البيتموس ويمكن استخدامها كبديل للتربة ويمتاز بقدرته على إدارة المياه بكفاءة والحفاظ على العناصر الغذائية
- البيرلايت (صناعي) وهو عبارة عن حبيبات صغيرة يتدرج لونها من اللون الرمادي إلى الأبيض وتصنع من الزجاج البركاني ويعتبر من الأوساط الزراعية الغير عضوية وله القدرة على الاحتفاظ بالماء
وفي النهاية استطاعت دولة الإمارات التغلب على جميع المعوقات الطبيعية وتحويلها من صحراء قاحلة إلى أرض خضراء وذلك بسبب الجهود المبذولة من قبل الدولة ولتحقيق أكتفاء ذاتي عن طريق الزراعة المائية
والزراعة في الاوساط المائية ليست حكرا على الإمارات العربية المتحدة ، واذا لا زلت تبحث عن معلومات اضافية تفضل بقراءة مقالنا
الزراعة المائية من الألف إلى الياء