في ظل الاجتياح الهائل للمبيدات والاسمدة الكيميائية أصبحت المنتجات الزراعية سلاح ذو حدين بالنسبة لصحة الانسان وما قد تسببه على المدى البعيد من أمراض، وللبيئة ثانياً مما تخلفه من تلوث واختلال في التوازن البيئي.
نتيجة لذلك بدأ الانسان بالتفكير بطرق عدة لجعل غذائه أكثر صحة وأمان فكانت احداها اللجوء إلى المنتجات العضوية.
ما هي المنتجات العضوية؟
هي المواد الغذائية التي نحصل عليها دون الحاجة لاستخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية والهرمونات بالإضافة الى التغيرات الجينية التي تطرأ على النبات باستخدام الهندسة الوراثية، ويتم ذلك باستخدام إحدى طرق الزراعة وهي الزراعة العضوية.
الزراعة العضوية كتعريف
هي نظام زراعي لإنتاج الغذاء والألياف والمحاصيل الزيتية مع الأخذ بالاعتبار المحافظة على البيئة بجانب الاهتمام بالظروف الاقتصادية ومتطلبات المجتمع.
فهي أسلوب زراعي يهدف إلى إنتاج غذاء نظيف بطرق آمنة مع مراعاة التوازن الطبيعي دون الاخلال بالنظام البيئي بحيث يكون هذا الأسلوب مجدياً اقتصادياً ويأخذ التربة كمفتاح لنجاح الإنتاج ويعتمد على مدخلات الإنتاج المحلية ولا يسمح باستخدام المواد الكيميائية المصنعة.
ما أسباب اختيار المنتجات العضوية
• نظام إنتاج هذه الأغذية يمنع بشدة استخدام المواد الكيميائية كالمبيدات الحشرية أو السماد الكيمائي، والتي زادت بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية في محاولة لزيادة الإنتاج. ولا يخفى على أحد المخاطر العالية التي تسببها هذه الكيماويات على الإنسان، خصوصًا في البلاد النامية.
المزارع العضوية صديقة للبيئة، وتساعد على تنوع بيئي أكبر من الطيور والفراشات والنباتات والحياة البرية الأخرى على عكس المزارع العادية التي تؤثر المبيدات بشدة على التنوع البيئي فيها. كما وأنه يمنع استخدام تكنولوجيا الهندسة الوراثية عند انتاج المنتجات العضوية لأنها غير معروفة النتائج بدقة.
• الفاكهة والخضر في النظام العضوي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات ومضادات الأكسدة المحاربة للسرطان حيث تحتوي المنتجات العضوية على نسب أعلى تتراوح بين 19 % – 69 % مقارنة بالغذاء غير العضوي.
• يعد الغذاء العضوي هو الأفضل دائمًا لأطفالنا، لأن أعضاءهم لم يكتمل نضوجها بعد، فالغذاء غير العضوي يعرضهم أكثر إلى سموم المواد الكيماوية الخطيرة. كما أن طعام الطفل محدود التنوع، وهو ما يساعد على تركيز هذه السموم بقوة على جهازه الهضمي الأكثر كفاءة في امتصاصه للعناصر الغذائية.
• الغذاء العضوي الحيواني هو الأفضل، حيث لا يُسمح باستخدام المضادات الحيوية إلا في حدود ضيقة جدًا مع بعض الأمراض، ويُحذر استخدامها في خلال 90 يومًا التي تسبق الذبح، أو ال 30 يومًا التي تسبق إنتاج اللبن والبيض في الدجاج، ولا تُعطى الأمصال أيضًا في هذه الفترة. ولا يُسمح كذلك بالمياه المشكوك في نقائها ونظافتها. ولا يُسمح بالعلاج إشعاعيًا أو استخدام الإبر الصينية وغيرها.
ما هي أنواع المنتجات العضوية
تقسم المنتجات العضوية طبقًا للمواصفات الأمريكية ونسبة المكون العضوي بها إلى ثلاثة أنواع وهي:
1- منتجات عضوية بنسبة 100 %
وهي الأغذية المصنعة من منتجات أو خامات غذائية منتجة بالطريقة العضوية بنسبة 100 %
2 -منتجات عضوية
وهي الأغذية المصنعة التي تحتوي على الأقل 95 ٪ مكونات أُنتجت في المزارع العضوية المعتمدة، مع السماح بنسبة تصل إلى 5 ٪ من مواد زراعية غير عضوية أو مكونات صناعية غير عضوية والتي تمت الموافقة عليها لفترة انتقالية تقدر ب 5 سنوات. ويتم الموافقة عليها فقط عند اعتبارها ضرورية للإنتاج العضوي، وأن تكون متوافقة مع مبادئ الزراعة العضوية، وتحقق معايير صحية بحيث نستبعد أي مخاوف بشأن تأثيرها على صحة الإنسان والبيئة.
3 – منتجات مصنعة من خامات عضوية
وهي المنتجات الغذائية التي تدخل في مكوناتها خامات عضوية بنسبة لا تقل عن 70 %، و30 % المتبقية من المكونات يمكن أن تأتي من المزارع التقليدية التي يحظر عليها أن تكون معدلة وراثيًا.
أنواع الأسمدة المستخدمة في الزراعة العضوية
الأسمدة الحيوانية وتتمثل فيما يلي:
1-الأسمدة العضوية الحرة
الأسمدة شبه المتميعة وتتمثل في إفرازات الحيوانات الصلبة السائلة
الأسمدة الرطبة وتنتج من رش الماء أثناء غسيل الأرضيات الصلبة إلى المخلفات
2-أسمدة الفرشة
- سماد طري يحتوي تبناً ويتغير لونه وصلابته بصورة غير ملحوظة
- سماد شبه متحول يكون لونه بني داكن ويفقد صلابته وتقل نسبة كتلته الأولية 10_30%
- سماد متحول يكون أسود اللون ذا كتلة متجانسة ومتحولة ويكون التبن قد تحلل داخله بشكل كلي ويفقد حوالي 50% من كتلته الأولية مقارنة مع الأسمدة الطرية
- سماد متحلل له كتلة داكنة اللون هشة القوام ومتجانسة ونسبة الفقد في كتلته 75% من كتلته الأولية
مصادر الأسمدة الحيوانية
- سماد الماشية ويتكون من خليط روث الماشية والأغنام وبولها وغيرها، ويكون مخلوطاً مع الفرشة المكونة من تراب، أو قش ،أو تبن.
- سماد الدواجن والطيور: يأتي سماد الدواجن والطيور من مشروعات دواجن التسمين وإنتاج البيض التجارية أو من الطيور المرباة في المنازل.
المتطلبات الخاصة بإنتاج المنتجات العضوية
يتم إنتاج الغذاء العضوي بطريقة تتوافق مع معايير «العضوية» التي تضعها الحكومات الوطنية والمؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات العالمية ذات العلاقة
وقد تتضمن تلك المعايير بنودًا تلزم منتجي الأغذية العضوية بمراعاة التوازن البيئي، والمحافظة على التنوع الحيوي.
ويمكن تلخيص أهم المتطلبات العالمية لإنتاج الاغذية العضوية فيما يلي
• خلو الأراضي الزراعية من الأسمدة المصنعة، والاعتماد على السماد العضوي الطبيعي لتغذية الأرض الزراعية والمحافظة على جودتها.
• عدم استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب أو التشعيع، أو التحلية أو إعادة استخدام مياه الصرف الصحي.
• منع استخدام الهرمونات أو المضادات الحيوية أو الهندسة الوراثية في إنتاج الاغذية العضوية.
تطوير سوق المنتجات العضوية
1-التأكد من إنتاج منتج عضوي متجانس مطابق مع الشروط والمواصفات ليكون مؤهلاً لمنافسة سعر نظيره غير العضوي، ومن هنا تأتي أهمية القدرة على حساب التكلفة والفوائد بعناية
2-تحقيق القدر الكافي من توعية المستهلك وشفافية المعلومات وصدقها، واعلام المستهلك بفوائد دعم منتجي السلع العضوية بالشراء منهم.
3-تشجيع مختلف قنوات تسويق المنتجات العضوية شاملة للتسويق المباشر للمستهلك من خلال المزارعين وغيرهم , وعلى المنتجين الراغبين في التحول الى الزراعة العضوية التفكير في تغيير نمط السلوك السوقي ليتناسب مع التحول الى الزراعة العضوية بعقل مفتوح والتفكير بالخيارات المتاحة في السوق مع الحفاظ على المرونة والتنوع في الأسواق والمنتجات ومواسم التسويق.
4-تحديد الهدف على أي مستوى فمثلاً على المستوى المحلي يمكن أن يكون لسوق الزارعين مكانة خاصة، وعلى الصعيد الإقليمي يمكن تعريف العملاء بالزراعة وجلب الزائرين لها من التجار والمهتمين.
قد يعجبك أيضاً:
الزراعة بدون تربة
الزراعة العامودية
حمية صحية منزلية
حمية الكيتو