المحتويات
ذلك التّوق الأزلي لشيء ما خفي , يأخذنا بعيداً باتجاه المجهول , ذلك الاحساس العميق بالانتماء إلى شيء ما أعظم , شيء ما أبعد من الجسد , أبعد من الفكر , خارج حدود الزمان والمكان – هذا المحرك والدافع الخفي هو الشظية المتحركة باستمرار تقودنا للسير بطرق متعددة لايجاد الذات ومعرفة الهوية الحقيقية!
ما هي الروحانية – وما معناها بشكل مجرد؟
لكلمة روحية أو روحانية معانٍ متعددة وللبعض تشكلت الروحانية بهيئتها الأعم من خلال الإعتقاد بأرث ديني معين وممارسة طقوسه، فيما لايمارس آخرون الدين التقليدي ولكن يعتقدون أنهم روحانيون.
وقد أظهرت الاستطلاعات أن ٩٥٪ من الأمريكان يدّعون بأن لديهم بعد روحاني ، وأن أكثر من ٥٠٪ منهم يقولون بأن للدين تأثير كبير في حياتهم.
يوصي الكتور هارولد كوينغ (Dr.Harold koeing) وهو أحد أشهر المختصين بالعلاقة بين الروحانية و الصحة، باستخدام المفهوم العريض للروحانية في مساعدة الناس على التعامل مع المرض بحيث يكون لكل مريض فرصة للتعبير عن حاجاته الروحانية وبالطريقة التي يجدها مناسبة.
ما هي الروحانية وتعريفها
يمكن تعريف الروحانية بطرق متعددة منها:
١-إيجاد معنى وهدف للحياة
٢-إمتلاك إيمان بالقدرة العظمى و/أو بالخير والهدف الأعظم.
٣-الإرتباط بالحياة والناس والعطاء للآخرين.
٤-الشعور بإتحاد العقل والجسم والروح بشكل متكامل.
وصف الدالاي لاما الروحانية بأنها “تعنى بخصال روح الإنسان مثل الحب والعاطفة والصبر، والاحتمال والتسامح… وهي مفهوم للتناغم والتجانس يجلب السعادة للفرد وللمجتمع”
وفي كتابه أخلاق الألفية الجديدة يحكي الدالاي لاما قصة عن أهمية التوازن بين العقل والجسم والروح في حياته:”بعد أن فقدت وطني وأنا في السادسة عشرة من عمري وأصبحت لاجئاً وأنا في الرابعة والعشرين ،واجهت مشاكل وصعوبات جمة في حياتي وعندما أتفكر بهذه المشاكل أجد أن معظمها كان تعجيزياً لا يقهر فهي لم تكن صعبة التلافي وإنما كانت معدومة الحل ومع ذلك وبتعبير من سلامي الفكري وصحتي الجسدية استطيع الادعاء بأنني تعاملت معها بصورة جيدة.
وفي النتيجة أصبحت قادراً على ملاقاة أو مجابهة المشاكل الصعبة وأنا أمتلك جميع ملكاتي “العقلية والجسدية والروحية.”
فعلى سبيل المثال منظمة YMCA التي عرفت أصلاً بأنها منظمة لمساندة الشباب المسيحيين تطورت الآن لتصل إلى الناس (الشباب خاصة) من مختلف العقائد والأديان باستخدام شعار”روح عقل جسد”ورمزاً مكون من مثلث يمثل الترابط بين هذه المفاهيم الأساسية لكينونة الإنسان.
من هو الشخص الروحاني
ما هي الروحانية , ماذا يعني أن تكون شخصاً روحانياً؟
أصبحت كلمة “روحاني” كلمة متداولة كثيراً هذه الأيام ولكن ما ذا تعني هذه الكلمة فعلاً وماذا يعني أن تكون روحانيا ً؟
أن تكون روحانيّاً يعني أن تكون محبة , وهي حالة وعي صافٍ , أن تندمج مع الوجود ككل , أن لا يفصلك عن حقيقتك وجذوتك النّورانية أي كيان مادي , فكري , حسي. أن ينتفي الأنا والغرور بكافة أشكاله , بكافة حُجُبه فقد يتحجّب الأنا بألف شكل ولون , أن لا يبقى منك سوى النور المطلق , أن تعود للمصدر , إلى النور.
الشخص الروحاني والدّين
هل بالضرورة يجب أن تكون متديّناً لتصبح روحانياً؟
لا ليس بالضرورة , وهذا لا يعني أن كونك متديّنا يمنعك من أن تصبح روحانياً , بالتأكيد لا , جميع الديانات السّماوية والغير سماوية , هي طريق باتجاه الهدف الواحد والوحيد , ما يهم حقّاً هو نفي الأنا و التوجّه بالعمل والفكر والشّعور باتجاه الحق , باتجاهه وحده الأحق بالوجود – لا يوجد شيء سواه – الله.
صفات الشخص الروحاني الجيد
الشّخص الروحاني الجيد هو الشّخص المتوجه باتجاه الله وحده , هو شخص بلا تعلّقات مؤقتة زائلة , هو الشخص الذي دينه المحبة وطائفته الانسانية جمعاء , حيث أن الكثير من الحكماء وبالذات الحكيم ساتيا ساي بابا نادوا بهذه العبارة وركّزوا على أنها الطريق الصّحيح والوحيد للوصول , فلا يُكفّر الآخرين ولا يخطئ بحقّهم بل على العكس تماماً – يؤمن في قرارة نفسه بأن جميع المعتقدات على حق وجميعها تحمل نفس الجّوهر بتوحيد الخالق جلّ وعلا – يؤمن أن كل الكائنات الحية والموجودات تحمل في صميمها تلك الجّذوة النورانية والذكاء الكوني الواحد في الجميع.
المبادئ الأربعة التي نادى بها الحكيم ساتيا ساي بابا
- هناك طائفه واحده هي طائفة البشرية
- ليس هناك سوى دين واحد هو دين المحبة
- ليس هناك سوى لغة واحده هي لغة القلب
- ليس هناك سوى اله واحد وهو حاضر دوما