المحتويات
لقد تناولنا في مقال سابق هل تكلمت النحلة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ٫ والكثير من الأشخاص يتسائل ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن النحل وهذا ما سنتناوله في هذا المقال
ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن النحل
في السنة النبوية يوجد ثلاثة أحاديث عن النحل:
1. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِدْ”
2. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” عمر الذباب أربعون يوماً والذباب كله في النار إلا النحل ” (رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده وصححه الألباني في صحيح الجامع، وضعفه بعض العلماء).
والذباب يطلق في الأًصل على جميع الحشرات الطائرة كالذباب والنحل وما شابهها.
وهذا الحديث -لو ثبت-ففيه إعجاز علمي لأن الأبحاث المعاصرة أثبتت أن دورة حياة النحل هي أربعين يوماً، وفيه أيضاً مدح للنحل إذ استثناه من الذباب الذي يكون في النار عذاباً لأهل النار، فالنحل لما كان حشرة نافعة وطيبة لم يجعلها الله في النار.
3. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال ” نهَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن قتلِ أربعٍ من الدوابِّ النملةِ والنحلةِ والهدهدِ والصُّرَدِ ” (رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود).
وسبب النهي عن قتل هذه الدواب ومنها النحلة هو أن قتلها فيه مفسدة بلا مصلحة ولا منفعة فلا يمكن أكلها وهي في نفس الوقت ليس فيها مفسدة فلا تؤذي ولا تفسد على الإنسان شيئاً من مصالحه.
لماذا النحل مخلوق عجيب؟
العجب من المخلوق يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى، فعالم النحل عالم عجيب وهذا من هداية الله له الذي خلق كل شيء فهدى.
لو نظرنا إلى عالم النحل لوجدناه عبارة عن مملكة أو قارة لها قانونها ونظامها وكل فرد فيها يعرف مسؤوليته ويقوم بها خير قيام بكل جد وإخلاص.
– ومن عجائب هذا المخلوق: أنه يخرج عسلاً فيه شفاء للناس، وأن لسعته كذلك فيها شفاء لبعض الأمراض !!! – والغريب أن ذكَرَ النحل الذي يحظى بالملكة هو في الواقع سيئ الحظ
لأنه سيموت بعد التلقيح مباشرة؛ بسبب انفِصال أعضاء التلقيح منه، ثم تقوم الملكة بعد ذلك بتخزين الحيوانات المنوية في مستودع خاص يُسمى (القابلة المنوية)؛ لإفراز ما به من حيوانات منوية عند الحاجة على البيض الذي يُنتج الشغالات وذلك حينما تعود للخلية
ما صحة حديث مثل المؤمن مثل النحلة؟
جاء في مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تفسد
صححه الشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني رواه النسائي في الكبرى: عن يحيى بن حكيم، عن ابن أبي عدي، عن شعبة به.
ورواه ابن حيان في صحيحه: ثنا عبد الله بن قحطبة، ورواه أبو يعلى الموصلي رواه أحمد في حديث طويل تقدم ورجاله رجال الصحيح غير أبي سبرة وقد وثقه ابن حبان.
أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد، لذلك يعد صحيحا
ففي هذا الحديث مدح لهذه الحشرة وثناء عليها حيث شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن الصالح بها، من حيث أنها لا تقع إلا على الطيب الزاكي من الرحيق وإذا وضعته وأخرجته أخرجته عسلاً طيباً، وهي في ذلك لا تفسد ولا تكسر الزهر الذي تأخذ الرحيق منه، بل تقع خفيفة وترحل خفيفة.
وكذلك يجب أن يكون المؤمن خفيفاً هيناً سهلاً ليس بثقيلاً مفسداً، لا يقع إلا على الطيب من الأمور سواء في عمله وصحبه وأكله ومشربه وماله، ولا يخرج منه إلا الكلام والأفعال الطيبة.
هنا شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنحلة، والتشبيه إما أن يكون كليا أو جزئيا أو كل بكل أو جزء بجزء، والصحيح أن التشبيه في الحديث تشبيه كلي بكلي. وليس تشبيه كل صفات المؤمن بصفات النحلة أو بعض أجزائه ببعض أجزاء النحلة.
ومعنى تشبيه الكلي بالكلي أي تشبيه النوع بالنوع من حيث النفع. فتكون كل الصفات المحمودة في النحلة موجودة في المؤمن، وعدد منها الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو جدير بالتنبيه، وترك للسامع بقية المقارنة والموازنة.
- تأكل الطيب
- وتضع الطيب
- وإذا وقعت على عود لم تكسره
- ولم تفسد
ومجموع هذه الصفات تعتبر علامة فارقة في النحل دون غيره من الحشرات، فليس ثم من الحشرات ما ينفع نِتاجه مثل النحل وليس من الحشرات ما ينتقي ما يقع عليه مثل النحل.
لماذا خص الله النحل واستخراج العسل؟
لأن النحل لا يشارك أي كائن نافع في الطعام الذي يتناوله فإن غذاءه الطبيعي من رحيق الأزهار وحبوب لقاحها فإن لم يجمعهما النحل ذهب هباءً بينما الطيور وسائر الحيوانات النافعة تتنافس مع بعضها البعض على الغذاء بل إنها قد تشارك الإنسان أيضًا طعامه أو تشغل مراعيها الأرض التي يحتاجها الإنسان لإنتاج متطلبات حياته
وعلاوة على ذلك فإن النحل حين تنقله بين أزهار النباتات لجمع الغذاء منها يعمل على تلقيحها لزيادة محاصيلها وهذا وحي من الله للنحل ليتمثل في سلوكه نحو الأزهار لأن الأزهار هي المصدر الطبيعي لغذاء النحل من الرحيق وحبوب اللقاح ونحل العسل هو أكفأ الحشرات في تلقيح الأزهار لإنتاج البذور والثمار.
والميزة الأهم التي خص الله النحل بها وأوحاها إليه فهي تحويل غذائه إلى مواد شافية متعددة لا تتوافر في مخلوق آخر سواء كان نباتًا أو حيوانًا.
هل نستطيع العيش بدون نحل؟
ببساطة٫ لا. حيث أنه حسب دراسات عديدة أن اكثر من ٣٥٪ من عمليات تلقيح النباتات تحدث عن طريق النحل ٫ لك أن تتخيل اذا اختفى النحل ماذا سيحدث!