المحتويات
كثيراً ما نصادف في حياتنا اليومية أشخاص مختلفون قليلاً نسوة منهم و حتى الرجال، لا يستطيعون قول كلمة (لا), يعتمدون حتى في أبسط أمورهم الشخصية على أشخاص مقربون منهم , لا يستطيعون اتخاذ قرارات بمفردهم و لا حتى البسيطة منها ، و يكون الأهم لديهم هو كسب رضا الناس المحيطين بهم , هؤلاء من ندعوهم بأصحاب الشخصية الاعتمادية.
فلتناول في هذا المقال الحديث عن كيفية التعامل مع الشخصية الاعتمادية
الشخصية الاعتمادية
هي عبارة عن اضطراب نفسي يفقد فيه الشخص ثقته في نفسه ويفقد استقلاليته , حيث يصاب الشخص بنوبات هلع و حالات قلق شديدة في حال افتقد لوجود الداعمين حوله , و يصبح عاجز عن اتخاذ قراراته وحده و يعتمد على الآخرين في كل نواحي حياته.
صفات الشخصية الاعتمادية
تتلخص صفات الشخصية الاعتمادية بالتعلق المرضي الاعتمادي و العاطفي على من حوله من الأشخاص , و بعدم قدرته على رفض طلبات الآخرين خوفاً من خسارتهم.
و من أهم هذه الصفات :
قلة الثقة بالنفس , حيث يكون التقدير النفسي للشخص الاعتمادي منخفض , لا يستطيع الاعتماد على ذاته أو الثقة بنجاحه وحدة في أي خطوة بحياته.
التعلق العاطفي واحتياجه الشديد للدعم , حيث يكون الشخص الاعتمادي دائم الحاجة ليخبره من حوله أنه يتصرف بشكل صحيح , إضافة أننا غالبا ما نراه بعلاقات سمية خاطئة مع من حوله فقط لأنه لا يستطيع العيش وحده.
الاعتماد المستمر باتخاذ القرارات غالبا ما يتجنب الشخص الاعتمادي الوظائف التي تحتاج اتخاذ قرارات بشكل دائم, فيفضل أن يكون تابع دائما لغيره حتى لا يتحمل أي مسؤوليات , إضافة لوجود شخص في حياته (مستشاره ) يعود له دوماً في اتخاذ أي قرار.
إرضاء الناس على حسابهم , كثيراً ما يخشى الشخص الاعتمادي رفض طلبات الآخرين حتى لو كان الطلب فوق استطاعتهم , إضافة أنهم لا يستطيعون رفض أو الاعتراض عأي من آراء الآخرين و كل ذلك لتجنب مواجهتهم و خوفاً من خسارتهم.
الخوف من النقد , غالبا لا يتقبلون أي نقد أو ملاحظات حول عملهم أو شخصياتهم و يعتبرون ذلك أنه إشارة لهجرهم و الابتعاد عنهم.
اتباع أسلوب الاستعطاف الشخص الاعتمادي يعتمد أسلوب استعطاف الآخرين من أجل جذبهم و الاستحواذ على عطفهم و محبتهم , كما يعمل على تضخيم مواقف حياته ليكبر معاناته و يعيش دور المظلوم و الوحيد.
وضع أولوية وحاجات الآخرين قبل حاجاته.
تقبل الإهانة و الخضوع , حيث نجد الشخص الاعتمادي يتقبل الإهانات و لا يسعى لتغيير الظروف , و أيضا يسامح بسرعة حتى لو أخطأ الآخرين بحقه و قاموا بأذيته فقط خوفاً من البقاء وحيداً.
أسباب الشخصية الاعتمادية
تعود أسباب الإصابة باضطراب “الشخصية الاعتمادية ” إلى عاملين
- العامل الوراثي , حيث أكدت بعض الدراسات أن العوامل الوراثية المنتقلة من الأبوين وخاصة الام من أهم الأسباب للإصابة بالاضطراب .
- العوامل الاجتماعية:
1- محاولة الأبوين حماية الطفل بشكل زائد مما يجعل الطفل يفقد شخصيته.
2- التحكم الصارم للأبوين بأطفالهم والتسلط في رسم حدود سلوكياتهم وذلك يجعلهم يعتمدون كلياً على عائلتهم.
3- إهمال العائلة للطفل مما يجعل احتياجه العاطفي كبير فيسعى دائما لكسب رضى الآخرين واهتمامهم به.
4- العلاقات العاطفية السلبية التي تستمر لفترات زمنية طويلة تؤثر بشكل سلبي على نفسية الفرد وتشعره بالنقص .
أعراض الشخصة العتمادية النفسية و الجسدية
إن الاضطرابات النفسية التي يصاب بها الشخص الاعتمادي تجعله عرضة للاضطرابات الجسدية أيضاً و هناك العديد من المضاعفات منها:
- الإصابة بالأمراض والاضطرابات المختلفة مثل عدم انتظام ضربات القلب , أمراض ضغط الدم ,و ذلك بسبب التوترات العصبية التي يمر بها .
- الإصابة بنوبات الهلع و فقدان السيطرة على الذات.
- التوتر الدائم و عدم القدرة على العيش بهدوء والوصول إلى الراحة والسلام الداخلي.
- استمرار حالة الغضب و التوتر العصبي تؤدي إلى الوصول إلى حالات الاكتئاب الشديدة.
- انحراف المصاب بالاضطراب نحو تعاطي المخدرات لتخفيف أعراض الاكتئاب و عندما يبلغ الاكتئاب أشده قد يصل الشخص للتفكير بالانتحار.
علاج الشخصية الاعتمادية
إن أفضل مايمكن القيام به لمساعدة الأشخاص بالتغلب على هذا الاضطراب هو تشجيعهم على استشارة أخصائي نفسي لمساعدتهم على العلاج , و أهم الطرق للوصول إلى التصالح مع الذات و الاستقلالية هو العلاج المعرفي السلوكي , و هو الذي يجعل الشخص قادر على تكوين علاقات صحية مع الآخرين و زيادة استحقاقهم النفسي .
و للوصول لفعالية عالية من العلاج يفضل أن يصاحبه العلاج الدوائي و ذلك على النحو التالي
العلاج المعرفي السلوكي و هو أساس علاج الشخصية الاعتمادية و يهدف إلى
- تدريب الشخص ليكون أكثر اعتماداً على نفسه في أخذ القرارات التي تناسبه.
- يصبح أكثر مهارة في التعامل مع حالات القلق التي تصيبه , والتخلص من حالات الهلع والخوف من فقدان من حوله.
- تدريبه ليصبح أكثر قدرة على تحقيق أهدافه بدقة ووضوح والوصول لها , وجعل مصالحه من أولويات حياته.
العلاج الدوائي
باستشارة الطبيب النفسي و إشرافه , يمكن أن يترافق العلاج المعرفي السلوكي مع الأدوية التي تسرع من عملية العلاج , مثل: مضادات الاكتئاب و الأدوية التي تخفف من الأعراض الجسدية التي يسببها التوتر العصبي و مضادات الانزعاج العصبي
كيفية التعامل مع الشخصية الاعتمادية
- تقديم التحفيز والدعم
إن تقديم الدعم والتحفيز الدائم يزيد ثقة الشخص بنفسه ويشجعه على القيام بمهام كثيرة , ويصبح أكثر قدره على الثقة بنجاحه
- الابتعاد عن العواطف
إن الشخص الاعتمادي يسعى دوما ليجذب الآخرين عاطفياً وإقناعهم لتنفيذ رغباتهم , لذلك يجب الابتعاد عن العواطف في التعامل معهم .
- اتباع أسلوب الأمر والابتعاد عن الطلب
لتشجيعهم على القيام بالمهام المختلفة يجب أن يطلب ذلك منهم بصيغة الأمر حتى يتم تجنب النقاش معهم وإجبارهم على الاعتماد على ذاتهم في تنفيذ المهام.
- الابتعاد عن مساعدتهم وعدم الاستجابة لطلباتهم
- المواجهة بالحقائق
عندما تفشل جميع المحاولات لمساعدة الأشخاص الاعتماديين , يجب مواجهة الشخص بكل مايمر به من مشكلات وأخطاء وعيوب , وتشجيعه على بدء العلاج وتجاوز الأمر.
كل شخص في الحياة معرض أن يصاب باضطرابات مختلفة لكن الأهم هو معرفة كيفية علاج هذا الاضطراب والعودة للسلام الداخلي .
قد يعجبك أيضاً:
الخوف من الرفض الاجتماعي