المكونات
أكسولوتل axolotl والمعروف بحيوان عفريت الماء واسمه العلمي أمبيستوما مكسيكم(Ambystoma mexicanum)وهو نوع من السمندل يعيش في المكسيك ذو قربة بسمندل النمر ويطلق عليه أحيانا أسماك المشي المكسيكية(بيكساباي) بالرغم من كونه ليس سمكة على الإطلاق.
فهو نوع من البرمائيات يمتاز بموهبه وقدرة فريدة على تجديد أجزاء الجسم بأكملها إذا اختفت واذا جرح فإن نزيف الدم يتوقف خلال ثوان. يسعى العلماء للإستفادة من هذه المزايا في الطب البشري وهو لا ينفرد بخاصية التجديد فهو كما نجم البحر وخيار البحر.
أماكن تواجد حيوان عفريت الماء
وجد هذا الحيوان منذ عام ١٨٣٠ في بحيرة زوتشيميلكو المتواجدة في مكسيكو سيتي إذ أنه لم يعد متواجداً في بحيرة تشالسكو ويعيش ضمن درجة حرارة ١٢_٢٠ درجة مئوية في ماء نظيف خفيف و حامضي والذي يسهم في زيادة شهيته وانخفاض درجة الحرارة كما يساهم في تراجع عملية الأيض.
وهو اليوم يعد من الحيوانات النادرة ويباع في الأسواق بسعر مرتفع وغالباً يأتي من مزارع خاصةً يعيش هذا الحيوان إلى ما يقارب ١٠ سنوات
وصف حيوان عفريت الماء
رأسه كبير نسبياً ودائري وله فم عريض تنبت منه ستة قرون ناعمة الملمس عليها شعيرات وكما أن عيناه بلا جفنين وبالكاد تستطيع رؤية أسنانه، له خياشيم تساعده على التنفس. فهو يتنفس من خلال الجلد وأنفه، أما أطرافه فهي طويلة نوعاً ما إضافة لإمتلاكه زعنفة ذيليه ممتدة من خلف رأسه.
يبلغ عفريت الماء عندما يصل الشهر عمره من ١٨ – ٢٤ شهراً ٫ طوله التقريبي من ١٥ – ٤٥ سم و أكثر أنواعه شيوعاً هي ذات الحجم الذي يصل ل ٣٠سم طولاً ويعد هذا الطول نادرا.
تعددت ألوان هذا الكائن فمنها الأسود والبني المبرقع والوردي الباهت والأبيض. ومظهره البرمائي الخارجي مثير للإهتمام وأيضاً عند رؤيته عن قرب يبدو كأنه يبتسم.
له خصائص وقدرات عجيبة : أطراف هذا الكائن البحري تعاود النمو بعد قطعها حيث يمكن تجديد الأطراف وكذلك الذيل والعينين وأنسجة المبيض والحبل الشوكي والرئة وحتى أقساماً كاملة من الدماغ والقلب تظهر بشكل سهل وفي وقت قصير
وإذا جرح فإن النزيف يتوقف خلال ثواني وجينوم هذا البرمائي أكبر بعشر مرات من الجينوم البشري. والعلماء يسعون الآن للإستفادة من هذه المزايا في الطب التجديدي و لكن يوشك هذا النوع وللأسف على الإختفاء وكذلك الأمر يتعلق ببيئته.
وصرح إيسلافا للوكالة (سبونتيك) المسؤول عن منطقة تسوتشيميلكو (البيئة الطبيعيه لعفريت الماء)
الحمض النووي الخاص به ثابت للغاية لأنه لم يخضع لأي تحول ولم يتطور إلى سمندل فهذا لم يكن ضرورياً في بيئته الحالية لأن بحيرة تسوتشيميلكو لم تواجه الجفاف ولم تتغير تقريباً.
ومن خصائص هذا الكائن أنه لا يكبر ابداً ٫ فهو يحتفظ بالسمات التي نراها لدى الكائنات اليافعة فقط ويعد الأكسولوتل رمزاً قومياً في المكسيك.
وهذا الحيوان قليل الحركة ويفضل الاختفاء في ركن من حوض الماء ولا يخطر على بال من يراه أنه يتمتع بمزايا لا توجد لدى الكائنات الحية المعروفه لدينا.
كما تقول الباحثة كريستينا ألمينيك: يعتبر عفريت الماء معجزة في القدرة على تجديد نفسه فهو قادر على تجديد أطرافه وحتى أعضائه الداخلية غير الضرورية للحياه والتي قد تتعرض للأذى عبر حادث ما او عندما يعضه حيوان آخر وهذا بالضبط مثير جداً لإهتمامنا
و لمعرفة ماذا يحدث حين يفقد الأكسولوتل احد أطرافه يجري العلماء تجارب على قطع الأطراف ويُخرج الدكتور بيورن فيكر أحد الحيوانات من حوض الماء ويضعه في حوض منعزل فيه سائل مخدر وبعد بضع دقائق يكون الأكسولوتل غاب عن الوعي من البنج
ثم يوضع على طاولة جراحة ونجري بالمشرط عمليه بتر لانحتاج للإعتناء بوضع البتر لأن الدم يتخثر خلال ثوان بحيث يمكن للمرء مشاهدة سرعه تخثره وتوقف النزيف في نهاية المطاف (البتر هو إجراء بسيط).
تكاثر حيوان عفريت الماء
يأتي عفريت الماء أو السمندل من بيض مغطى بالطين، ويستغرق حوالي أسبوعين حتى يفقس وعلى عكس انواع السمندل الأخرى لا يخضع الأكسوتول ابدا إلى عمليه تحول وهذا يعني انهم لا يتقدمون ابدا بعد مرحلة اليرقة بدلا من ذلك يبقى سمندل المكسيك في هذه المرحلة إلى الأبد وهي ظاهرة تسمى (إستدامة المرحلة اليرقية).
صغار السمندل ليست الحيوانات الوحيدة التي تسمى اليرقات ويقول العلماء أن أي حيوان يجب أن يخضع لتغيير جذري للوصول إلى سن الرشد يشترك في هذا الإسم مثال على ذلك الضفدع الذي ينمو في الشرغوف إلى أن يصبح ناضجاً
إناث عفريت الماء أو سمندل المكسيك لديها مهمة كبيرة عندما يحين وقت البيض فتنتج عدة مئات من البيض في وقت واحد وفي بعض الحالات يمكن أن يصل العدد إلى مئة بيضة والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن معظم هذه البويضات تعيش
ويقول الباحثون أن حوالي ٩٥٪ من البيض يفقس متوسط ٥٪من البويضات التي لا تفقس يتم إعاقتها بسبب الطفرات الجينية أو التشوهات
ومع ذلك إن بيض الأكسوتول القابل للحياة ليس آمنا “بنسبة ١٠٠٪من التهديدات. واحدة من أكبر التهديدات لبيض سمندل المكسيك هي قنافذ البحر البالغة فتلك الحيوانات آكلة اللحوم ومعروفة بتناول بيضها
وهي بالتالي عندما يتم تربيتها في الأسر تتم إزالة قنافذ البحر البالغة من المكان الذي يحتوي على البيض. التكاثر في Axolotl يكون بتلقيح الذكر للأنثى خارج الماء ويخصب البيض ويكون التفقيس داخلياً أي داخل جسم الأنثى وتلد الأنثى الصغار أو الفراخ في الماء وتنمو الصغار ويكون نموها بطيء وحساساً في البداية.
غذاء عفريت الماء
يتغذى عفريت الماء على الرخويات و الديدان و يرقات الحشرات و القشريات وبعض الأسماك. ويعتبر من الحيوانات الظريفة وهو أشبه بالبوكيمون لذلك يمكن تربيته في أحواض مائية كأي سمكة عادية وهو من الأحياء المائية الصلبة والقوية والتي تتحمل الظروف الصعبة كما أنه من الكائنات التي يمكن تركها بدون متابعه لأيام.
يكاد هذا الحيوان العجيب ان ينقرض في المكسيك بسبب التلوث البيئي ولولا رعاية العلماء له لكان انقرض منذ زمن بعيد.
يوجد أكثر من ١٢٠ منه في مركز التجديد الحيوي بألمانيا .
الاستعمال الطبي لعفريت الماء
أجرى بيورن مينكر حوالي ٣٠٠ عملية بتر كجزء من أبحاث الدكتوراه تفاجأ في كل مرة من توقف النزيف خلال جزء من الثانية إذ يتكون خلال ساعات (نسيج طلائي) جديد في الموضع الذي يتم بتره.
والنسيج الطلائي هو الإسم الذي يطلق على الخلايا الموجودة في الطبقة العليا من الجلد. وعن ذلك تقول مديرة المختبر كيرستن رايمرز فضلاوي (يختلف هذا النسيج الطلائي عن الأنسجة المماثلة له في الحيوانات الثدية لأنه يؤثر على الأنسجة الموجودة أسفل منه وبذلك يتم تسريع شفاء الجروح وخلال اسابيع قليله يتشكل مكان البتر ما يشبه البرعم وتنمو القدم من جديد.
وعن ذلك تقول كيرستن فضلاوي تقوم بدراسة المواد التي تتحكم بهذه العملية وتفحص جهاز المناعة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الشفاء.
وكما ندرس عوامل النمو أو العوامل الجينية نأخذ عينة من خلايا الحيوان ونفحص الجينات الفاعلة والنشيطة في النسيج الخلوي).
هناك أسماك قادرة على تجديد ما يبتر منها كما تندمل جروحها بسرعه، إلا أن حيوان الأكسوتول أقرب جينياً من هذه الأسماك إلى الإنسان لذلك يأمل الباحثون في حل لغز شفائه السريع والإستفادة من ذلك في الطب البشري.
ويأمل الدكتور بيورن في أن يتمكن الأطباء مستقبلاً في مساعدة المرضى الذين تصاب مساحات واسعه من جلودهم بأضرار جسيمة والمرضى الذين يصابون بضمور حاد في العضلات ومشاكل في العظام يعجز الطب حتى اليوم عن شفائها.
ويأمل العلماء في تطوير عقاقير طبيه قادرة على فعل ما يفعله قنفذ البحر وتعجيل شفاء البشر خاصة ضحايا حوادث السير التي تؤدي أحياناً إلى بتر أطراف الشخص المصاب. وتأمل الدكتوره كيرستن فضلاوي تحقيق حلم يبدو صعب المنال وتقول (حلمنا هو زيادة قدرة التجديد والإستشفاء لدى الإنسان وربما حتى القدرة على تجديد الأطراف المبتورة)
تابع القراءة: أكبر حيوان في العالم