يأتي الأرز في المرتبة الثانية بعد القمح من حيث الأهمية الزراعية ولكنه يعتبر الغذاء الرئيسي للشعوب الآسيوية
وفي مقالنا هذا سنتحدث عن زراعة الأرز ، فوائده ، أنواعه وكذلك حصاد الأرز
وقد زاد انتاجه بشكل كبير في السنوات الأخيرة حتى زادت الكميات المنتجة منه عن انتاج القمح عالمياً واسمه العلمي Oryza sativa وهو نوع نباتي يتبع جنس الأرز
تشير الأدلة التاريخية الحديثة الى ان الأرز المعروف حالياً تعود اصوله الى الأرز البري الذي كان ينمو في وادي نهر اليانغ تسي في الصين منذ 8000 سنة خلت
ومن هذه المنطقة انتقل من شرق اسيا الى الارجاء المختلفة في جنوب شرق القارة وجنوبها حيث انتشرت زراعته في كل من كمبوديا وتايلاند وماليزيا وكوريا واليابان
ونقل العرب زراعته الى شمال افريقيا و اسبانيا ونقله الإسبان بدورهم الى الامريكيتان
المتطلبات الطبيعية لزراعة الأرز
درجة الحرارة:
يحتاج نبات الأرز الى درجات حرارة مرتفعة نسبياً ولذلك تنتشر زراعته في المناطق المدارية الحارة التي لاتقل فيها درجة الحرارة عن (24) درجة مئوية
ففي مرحلة الانبات يحتاج نبات الأرز الى درجة حرارة نهارية تتراوح بين (20 – 36 ) درجة مئوية ودرجة حرارة ليلية تتراوح بين ( 19.5 – 22) درجة مئوية
كما يتحمل درجات الحرارة حتى (40) درجة مئوية أما اذا انخفضت درجة الحرارة إلى دون (10) درجة مئوية فإنه يؤدي الى موت الشتلات أما اذا قلت في فترة نضج الحبوب فإنها تؤدي الى نقص في المردود
المياه :
يحتاج نبات الأرز الى كميات وفيرة من الامطار تتراوح بين (1100- 1600) ملم أما في حال اعتماده على الري فيجب ان تغرق حقول الأرز بالمياه لمدة لاتقل عن 70 يوم ويجب ان تتجدد باستمرار كل (10 -15) يوم لان المياه الراكدة اذا مابقيت فترة طويلة تفسد نمو النبات و تعيق
مظاهر السطح
تعد الأراضي السهلية قليلة الانحدار اهم مناطق زراعة نبات الأرز في العالم فهي تسهل عملية غمره بالمياه اثناء ريه اما الانحدار الخفيف فيساعد على تصريف المياه منها بسهولة
لذلك كانت السهول الفيضية ودلتاوات الأنهار في النطاق الموسمي والمداري والمعتدل الدافئ من انسب المناطق لزراعته كما هو الحال في سهول الغانج ودلتاه في الهند وبنغلاديش وفي دلتا نهر السند بباكستان وفي دلتا النيل شمال مصر
التربة
ينمو الأرز في أنواع مختلفة من الترب الا ان التربة الفيضية الخصبة والتي تتكون من الطين في وديان الأنهار ودلتاواتها تعد من اكثر أنواع الترب ملاءمة لنمو الأرز
وذلك لغناها بالمكونات العضوية والمعدنية خاصة اذا كانت ترتكز على طبقة غير نفوذة للماء لتمنعه من التسرب عن طريق الرشح
طرائق زراعة الأرز
تتم زراعة الأرز بطريقتين وهما طريقة الشتل وطريقة البذور
- طريقة الشتل : وهي الأكثر شيوعاً فيتم زراعة الأرز في مساكب خاصة قريبة من مصدر المياه ومن الحقل المستديم الذي ستنقل اليه شتلات نبات الأرز
حيث يتم تسوية هذه المساكب لتسهيل عملية السقاية وصرف الماء كما يتم تنظيف الأرض من الأعشاب قبل ان تُبذر حبوب الأرز لتغمر بالماء بحدود (2 – 3) سم ويتم صرف المياه كل (4 – 5 ) أيام وتترك دون ري يوماً او يومين
ليتم تهوية التربة
ثم تكرر عملية غمر حبوب الأرز في المشتل لعدة مرات ويجب ان لا يزيد عمر الشتلات الى الحقل المستديم في حزم صغيرة - طريقة البذور: في البداية يجب حرث الأرض حرثتين متعامدتين ويجب ان تكون المسافة بين السطور بين (17 – 20) سم
ثم يتم تنعيم التربة لتسهيل عمليتي الري والصرف مما يساعد على ارتفاع نسبة الإنبات مع خروج البادرات مبكراً
ثم تزرع البذور بعمق (1) سم ويتم ري الحقل بعد الزراعة مباشرة وعند اكتمال ري كل قطعة يجب ترك المياه من (6 – 8 ) ساعات ثم تصرف المياه الزائدة
وبعد الشتل بثلاثة أيام يتم غمر الحقل بالماء بارتفاع (3)سم ويتم زيادة هذا الارتفاع تدريجياً مع نمو النبات ويجب الحفاظ على الأرض مشبعة بالماء في موسم الزراعة حتى أسبوعين قبل الحصاد
حصاد الأرز
يتم حصاد محصول نبات الأرز في شهر أكتوبر عندما يصبح المحصول ناضجاً ويتحول لون النبات الى اللون الأصفر الذهبي
تتم عملية الحصاد اما يدوياً وهي تحتاج الى ايدي عاملة كثيرة وجهد حيث يقوم العمال بجمع نبات الأرز باستخدام بعض السكاكين الحادة ومن ثم يقومون بتنظيفها بشكل جيد ومن ثم يتم فصل النوعيات الجيدة عن النوعيات الرديئة أو تتم عملية الحصاد آلياً وبذلك يتم توفير الوقت والجهد
أنواع الأرز
هناك ما يزيد عن خمسة آلاف نوع من الأرز غير أن هذه الأنواع جميعها يمكن أن تصنفها تحت قسمين رئيسين وهما أرز المنخفضات و أرز المرتفعات
- يزرع أرز المنخفضات في المناطق مستوية السطح التي يمكن غمرها بسهولة بالمياه كما هو الحال في الحوض الأدنى لنهر اليانغ تسي والساحل الشرقي للصين وفي وسط حوض الغانج وفي دلتا براهما بوترا وفي ولاية تكساس الامريكية ويشكل انتاج هذا النوع نحو 90% من انتاج العالم
- أما أرز المرتفعات فيزرع على السفوح الجبلية والتلال التي تتلقى امطار كافية كما هو الحال على السفوح الجبلية المواجهة للامطار الموسمية في الهند بعد ان يتم عمل المدرجات عليها ويتطلب هذا النوع من الأرز كميات اقل من المياه مقارنة مع ارز المنخفضات ويتصف بانه يعطي غلة اقل من ارز المنخفضات
وفي النهاية لاتساعد الظروف الطبيعية في الوطن العربي على نجاح زراعة الأرز حيث يسود المناخ الجاف والحار في أجزاء كبيرة منه وهو يزرع مروياً وخاصة في وادي النيل ودلتاه
قد تكون مهتم أيضاً بالتعلم عن تقنية الزراعة المائية المتطورة 2023