المحتويات
قد اعتدنا دائما سماع مصطلح الفن و ما يحتويه من رونق و جمالية بشكل سطحي دون ان نتعمق في تاريخ هذا الشئ الذي يضيف جماليه خاصه على حياتنا و أماكننا بألوانه المبهجة ، و في هذا المقال سوف نتحدث اكثر عن رحله هذا الجمال عبر العصور وكيف تطور الفن عبر العصور من شكل إلى آخر حتى وصل الى أشكاله الحالية.
ما هو الفن
لا يوجد شيء في الحقيقه اسمه فن ، بل هناك فنانون قد تناولوا عبر الزمن تراب ملون و خطوا في العصور القديمة صورة ثور على الجدران ، و حالياً يقومون بتصميم اعلانات ملونة و ينثرون الألوان . من الطبيعي ان نسمي ناتج تلك الأعمال المبهجه للنظر بالفن ، و ليس بالضروره ان تكون حاملة لصفة الجمال حتى ندعوها بهذا الاسم ، فالفن هو نتاج ما تضفيه تلك النفس البشرية المبدعة على عالمنا.
الأشكال التي وجد بها الفن تتمثل في: التماثيل , الأبنية , النقش على الصخور و الأشكال التي نراها في وقتنا الحالي كالتحف و اللوحات بأشكالها المختلفه , و تطور الفن إلى العديد من الأشكال عبر التاريخ , فلنأخذ نظرة على تطور الفن منذ أقدم العصور حتى وقتنا هذا
بدايات غريبه 🙁 الشعوب ماقبل التاريخ )
قد يذهلنا عندما نعلم أن الفنانين قد بدأوا ينقشون كتاب الفن العميق منذ أبعد العصور ، حيث أن تطور الفن يعود إلى عصور ما قبل التاريخ , بدأت الأعمال الفنية في الظهور ببداية العصر الحجري القديم منذ 40 ألف عام بالمرحلة الأورنياسية، إذ أن وعند رؤيه الباحثين لنقوش الحيوانات كالثيران على جدران الكهوف و الصخور القديمة أبوا ان يصدقوا ان تلك الرسوم القريبه من الواقعية هي من صنع الانسان ، فقد وجدت تلك النقوش في البدايات في إسبانيا و جنوب فرنسا ، إلا أن وجود معدات مصنوعة من العظم والصخر قد أكد ان ذلك كان من نتاج الانسان.
وقد بدأ الإنسان القديم في تنفيذ صور الحيوانات و تغطية جدران الكهوف، و صناعة التماثيل الصغيرة، و رسوم الأشخاص من نساء و رجال، دون رسم بعض التفاصيل.
وكانت أعمال الإنسان الحجري القديم مرتبطة بشؤون حياته و إهتماماته الشخصية كالشعار و الطقوس الدينية، و الخرافات و الأساطير، و السحر.
و ليس علينا ان ننكر و ننسى ان مصر و اليونان بلاد الجمال قد تصدروا القائمة و أذهلوا العالم بأنواع الفن التي أوجدوها في ذلك الزمن فقد برزت الجبال الحجرية العملاقة التي سميت بالإهرامات في مصر بالإضافة إلى تلك المنحوتات و التماثيل المميزه التي كانت تمثل الآلهة بالنسبه لهم و تلك الأعمدة المميزة بنقوش رائعة الجمال قد نحتت بأيدي فنانين عظماء بلا شك.
اما عن اليونان فهي لا تقل اهميه عن مصر بما امتلكته من منحوتات قيمه و فنانين عظماء أمثال براكستيليس الذي قد برز بمجموعة مميزة من منحوتاته بارزا بها العضلات و الجلد الناعم و غيرها من التفاصيل الدقيقة ، بالإضافه الى ظهور الفن الإغريقي الذي يعد أساس تطور الفن لفنون أخرى كثير ومتشعّبة ، و قد برز في ذلك العصر اهتمام الاغنياء و أصحاب الرتب العالية باقتناء تلك المنحوتات و بأسعار باهضة ، وأكبر مثال على الرسم في ذلك الحين هي لوحات الفسيفساء التي وجدت في بومباي و الرسوم القديمة
فاتحو العالم : ( من القرن الأول إلى القرن الرابع مابعد الميلاد )
و هم الرومان ، البوذيين ، اليهود و المسيحيون .
و في هذه الفتره لم يختلف الفن كثيرا عن الفتره التي سبقتها ، فقد تطور الفن ولكنه بقي مصبوغاً بالحضارة الإغريقيبة والفنون السابقة و قد ظهر ذلك في ابنيتهم التي خير مثال عليها ”المدرج الكبير” الذي يحمل الاشكال المعمارية الإغريقية ذاتها متل قوس النصر ، و قد بدأت تبرز الصور و الرسوم التي قد نقشت على جدران المعابد و الأماكن الإسلامية ، و هي توضح قصص دينيه لتذكر المقبلين بها.
روما و البيزنطيين ( من القرن الخامس الى القرن الثالث عشر )
و قد ظهرت في هذه الفتره وبشكل ملحوظ الرسومات التي توضح القصص الدينيه على جدران الكنائس ، إذ كان من المنفي و ضع تماثيل لما كانت ترمز له من عباده الأوثان في العصور القديمة ، إلا أن قد بقي تحفض على إمكانيه وجود تمثال واحد في المذبح يرمز للإله الواحد او أحد انبياءه
بالاضافه الى أنه تم استخدام لوحات فسيفساء تتميز باحجارها الزجاجيه الخلابة ، و بذلك نلاحظ انه قد احتفضت تلك الأماكن في روسيا بأعمال الفنانين البيزنطيين.
أما في منطقه الإسلام و الصين و في تلك الفتره قد تميز الفن بألوانه المتنوعة وظهور منمنمات و زخرفات خاصه في كلا البلدين بالإضافه الى ظهور بادرة الرسوم الطبيعية في الصين و التي تمثل القمم العالية المذهلة ، و يجب ان لاننسى استمرار تطور الفنون في أوروبا المتمثلة برسومات أوضح و كنائس أروع ، مع بروز الكنيسه المجاهدة في القرن الثاني عشر و الكنيسة المنتصرة و ذلك في القرن الثالث عشر.
القرن الرابع عشر
لقد اختلفت الأمور قليلاً في هذا القرن اي لم يعد الناس يبتهجون بالكنائس بل برزت الكاتدرائيات العظيمة وعمل القوطيين على ابراز فنونهم المعمارية التي تميزت بالتعريق وأسلوب يشبه اغصان الأشجار .
القرن الخامس عشر
وفي هذا القرن قد برزت ايطاليا بما تحتويه من فنون متنوعه بدءاً من الكنائس و الكاتدرائيات المذهله فقد تطورت و تميزت بأشكال جديده من هذه الفنون ، أما عن البلاد خارج إيطاليا في هذا القرن فقد جاروا تطور إيطاليا و لكن لم يبتعدو عن اسلوب القوطيين ، و يجب علينا ان لا ننسى بروز العديد من الفنانين في تلك الحقبه.
وفي القرون القليلة المقبلة قد استمر الفن بتطوره في جميع أنحاء العالم و خاصة في البناء و الرسوم الزيتية و قد برز أعظم الفنانين مثل : دافنشي و النحات العظيم انجلو ، و تلك الرسوم كانت في الغالب ميالة لتكون بأسلوب كلاسيكي واقعي.
الفن التجريدي ( القرن العشرون )
و قد تطور الفن في هذه الحقبه بشكل كبير فلم يعد هدف الفن تصويري بل ظهر اسلوب يهدف للتعبير عن النفس البشرية ، و ذلك أصبح بعيداً عن الواقعية و الأساليب القديمة بنثر تلك الألوان بشكل تعبيري بما يراه الفنان مناسبا و قد حصل صراع كبير بين مناصري الفن الواقعي و مناصري الفن التجريدي في ذلك الزمن ، و من فناني هذا الفن الجديد كاندنسكي و بيكاسو .
بعد كل ذلك وما رأيناه من تطور الفن بشكل مستمر ندرك ان الفن هو فعلا قصة بلا نهاية ، فاينما وجد الانسان وجد الفن ورونق الروح وتبقى البهجه للحداثه و المجد للماضي والبدايات العريقة
قد يعجبك أيضاً:
رسم الوجه بالرصاص ٢٠٢٣