المحتويات
تبرير العلماء للنوم العميق عند النحل
إن البشر والنحل، على رغم ما بينهما من اختلافات جلية للعيان، يشتركون في بعض الخيوط التي تمثل نسيج الحياة. فمثلما ينام البشر بعمق كذلك نوم النحل عنصر أساسي في حياته ٫ وهناك دراسات عديدة تم القيام بها من اجل تبرير النوم العميق عند النحل
ومثلما يوجد لدى البشر إيقاع يومي ينظم ساعات النوم والاستيقاظ، فإن نوم النحل أيضًا من خمس إلى ثماني ساعات أمر غريزيّ ، يحصل بها النحل الباحث عن الطعام على قسط من الراحة وفقًا لدورات يتعاقب فيها الليل والنهار، إذ يخلد إلى الراحة ليلًا، حين يحول الظلام دون خروجه للبحث عن حبوب اللقاح والرحيق.
وفي عام 1983، توصل باحث يدعى والتر كايسر إلى اكتشاف جديد، وهو كيفية نوم النحل العميق، إذ لاحظ، أثناء مراقبته لخلية نحل، كيف تبدأ النحلة بثني أرجلها، ثم تُنزل رأسها إلى الأرض.
وتتوقف حينئذ قرون استشعارها عن الحركة. وفي بعض الحالات، تتمايل يمينًا ويسارًا، كما لو كان قد بلغ بها التعب مبلغه، حتى بدت كالثملة. وتمسك الكثير من النحلات أرجل بعضها بعضًا عندما تنام.
إن نوم النحل العميق، حسبما وثقت الدراسات التي أجريت على البشر، وهو ما يعرف باسم النوم ذي الموجات البطيئة، يعمل على تثبيت المعلومات، محولًا إياها من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد.
وكشفت دراسات أيضا على مدار العقود الأخيرة، أن الأحلام قد تحدث أثناء نوم النحل، الذي يقابله عند النحل، النوم العميق.
وتقول زواكا: “إذا كان النحل يحلم من الأصل، فستكون أحلامه بسيطة للغاية، مثل رائحة خاصة، أو لون من ألون الزهور، مثل الأصفر أو الأحمر”. ولكن لا يزال الجانب البيولوجي لحياة النحل مليئًا بالأسرار التي لم تكتشف بعد.
ما هي الصفات الشكلية التي تميز أفراد مجتمع النحل؟
النحل عموما من الحشرات متوسطة الحجم تعيش في مجموعات تضم أفراداً مختلفة في صفاتها الشكلية وهي:
ملكة النحل The queen: هي أكبر الأفراد حجماً وطولاً بحلقات بطنها بسبب تضخم مبايضها، أجنحتها أقصر من حلقات البطن، يبلغ طولها نحو 18ـ 20 مم.
وهي ذات لون زاه بسبب العملية المستمرة للتنظيف من قبل وصيفاتها، تدافع عن نفسها ضد منافساتها الملكات بأداة لسع غير مسننة تستخدمها أكثر من مرة.
الشغالة The worker: هي أصغر الأفراد، يبلغ طولها نحو 14ـ 15 مم، تغطي أجنحتها غالبية حلقات بطنها، لها أعين متوسطة الحجم بالنسبة إلى الرأس، قرون استشعارها مرفقية ولها أجزاء فم خرطومية طويلة تمتص بها رحيق الأزهار والماء وتنظف بها الأعين السداسية.
تستعمل أرجلها الأربع، الأمامية في تنظيف قرون استشعارها والخلفية منها في تكديس حبوب الطلع. يبرز من نهاية حلقات البطن أداة لسع (زبان) مسننة الحافة تفقدها عند اللسع منغرسة في جسم الضحية.
الذكر The drone: له شفع من الأعين المركبة الكبيرة نسبياً وأجنحة غشائية تغطي كل حلقات البطن. يبلغ طول جسمه نحو 16ـ 18مم وقطر جسمه نحو 6مم، أعداده قليلة تخرج من تجاويف سداسية الأعين في موسم التطريد وتنضج جنسياً في مدة 10ـ 12 يوماً ثم تقوم بتلقيح الملكات العذارى.
ماذا يمكن أن نتعلم من النحلة؟
إنّ النحل من الحيوانات النشيطة التي يمكن للبشر أن يستفيدوا منها في أسلوب حياتها مثل:
العمل بروح الفريق: عادة ما يبحث الإنسان عن العبرة في كل شيء، ولمّا يقف متأملًا النحل وقدرته على العمل ضمن فريق من دون التأفف، فإنه يجد في ذلك أمرًا لافتًا، إنّ النحل هو مثال روح الفريق الخاص بالطبيعة.
الجد والاجتهاد في العمل: إنّ النحلات من المخلوقات الجادة والنشيطة كثيرًا في عملها، وهي الوحيدة التي تسعى في كل يوم من أجل الفائدة، وتغتنم كل لحظة من لحظات يومها.
استثمار الطاقة في العمل المفيد: إنّ النحلة تخطط ليومها بذكاء منقطع النظير، حيث لا تهدر طاقتها بأي عمل قد لا يكون له أهمية أو ليس له أي فائدة، مثلًا النحلة لا تقوم بتوسيع الخلية إلا إن كان هناك حاجة لذلك.
المرونة والتعامل مع التغيرات بإيجابية: التغيير هو أكثر ما يخشاه الإنسان، على عكس النحل الذي لا بدّ أن يقتدي به، حيث إنّ النحلة تنقل نشاطها فورًا إلى البيئة الجديدة في خلال أقل من ساعة.
المسؤولية: كثير من الناس يشعر بالمسؤولية العالية تجاه عمله وتجاه الآخرين، ولكنّ لا يستطيع دائمًا أن يكون ناجحًا في هذا بسبب المعوقات
لذلك لا بدّ أن يتأمل دورة حياة النحل ليتعلم حمل المسؤولية بشكل دقيق وصحيح؛ فالنحلة شعورها بالمسؤولية فطري نابع من غريزتها، لم تكتسبه بالتعلم ولا تفقده مع قساوة الظروف؛ لأنّه نابع من ذاتها.
القيادة: إنّ معنى القيادة بالنسبة إلى الملكة هو أنّ قيادتها باقي النحلات تكون قيادة تكليف وليست قيادة تشريف، حيث كلٌ يعمل المطلوب منه دون أن يؤثر سلبًا على عمل الآخرين.
تنظيم الوقت: تشعر النحلة وبشكل فطري بالوقت فهي لا تهدره، بل تعمل جاهدة إلى أن تكسب كل لحظة من لحظاته في العمل، والجهد، والإنتاج.
الكفاءة في العمل: إنّ الكفاءة في العمل تتطلب تخطيطًا جيدًا ومهارة في التنفيذ، هو ما يفعله النحل غريزيًا، حيث يقضون ثلثي وقتهم بالعمل الجاد والإنتاجية العالية، ويقضون الثلث الأخير في الراحة؛ من أجل إعادة شحن طاقتهم.
عمل الخير: إنّ عمل الخير دائمًا ما يعود على الإنسان بالنفع بطريقة أو بأخرى، إن النحلة في استنشاقها للرحيق من الأزهار تقوم بتلقيحهم، ثم تعود الفائدة إليها فيما بعد حيث تبقى الزهرات لفترة أطول، ويأخذ النحل الرحيق منها مرات ومرات.
التواصل الفعال مع الآخرين: إنّ العمل الحقيقي الناجح يتطلب قدرة على التواصل الفعال مع الآخرين، إنّ النحلات دائمًا ما يقمن بتمرير المعلومات الجديدة لبعضهن؛ ليستفيد الجميع
تابع القراءة: كيف يتواصل النحل