المحتويات
لا طالما كانت الموسيقى غذاء الروح على امتداد العصور وعند كافة الشعوب والحضارات، فهي ترتقي بالحالة النفسية والروحية للإنسان في مختلف مراحله العمرية , و الكثير من الدراسات تناولت تأثير الموسيقى على الأطفال وعلى النفس الإنسانية بشكل عام , لنتعرف في هذا المقال على تأثير الموسقى على الأطفال بشكل خاص.
تأثير الموسيقى على الأطفال وعلاقتها بصحة الطفل
تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يسعى العالم للاهتمام بها وتوفير جل الوسائل لبناء طفل سوي قادر على التكيف مع المجتمع، عن طريق توظيف كافة الجهود والأنشطة على المستويات الدولية و الإقليمية و المحلية، حيث بذلت كافة المنظمات الدولية و الإقليمية و الأجهزة التنفيذية بكثير من دول العالم و بشكل خاص الدول المتقدمة خلال الاعوام القليلة التي انقضت من هذا القرن جهوداً مكثفة بما يتعلق بمرحلة الطفولة.
وتعد الموسيقى من الأمور ذات الأهمية في حياة الطفل، فالطفل منذ ولادته حساس للاهتزازات الموسيقية و التردد الموسيقي، فهو يهدهد باللحن الهادئ لينام، و عندما يفشل اللحن فغالباً ما ينجح الإيقاع بدقات خفيفة مستمرة و من هنا فالموسيقى أول شيء يستقبل الطفل عند دخوله عالمنا.
كيف يتجلى تأثير الموسيقى على الأطفال؟
- للموسيقى تأثير قوي على الأطفال من الناحية السيكولوجية والتربوية، فالموسيقى تسهم في تنمية الطفل بما تزوده من معلومات و حقائق و مهارات موسيقية و ميول جمالية و اتجاهات فنية.
- للموسيقى تأثير على حاسة السمع لدى الأطفال من خلال تدريب الأذن على التمييز و الحكم على المشبهات الصوتية المختلفة من حيث الحدة أو التشابه أو الاختلاف.
- كذلك تسهم الموسيقى في تنمية التآزر الحركي و العضلي مما يحدث نوعا من التوافق في النشاط الجسمي.
- كما أن للموسيقى أثر في تنمية النواحي الانفعالية للأطفال حيث تسهم بدور فعال و إيجابي في النمو الانفعالي لهم، حيث تساعد الأطفال على التحكم في الانفعالات المختلفة و خصوصا غير السارة منها عن طريق الاستماع و الاحساس بالبهجة و المشاركة الوجدانية.
- تعويد الأطفال على الحفظ و التذكر و التحليل، من خلال توسعة نشاط العمليات العقلية المرتبطة بتلك المهارات.
- تخفف حدة التوتر و القلق و تسهم الموسيقى إسهاماً جاداً في العلاج الطبي و النفسي للأطفال، و لذلك تعتبر وسيلة اتصال غير لفظية، و يمكن اعتبارها بديلاً للاتصال اللغوي، خصوصا مع أولئك الذين تعوزهم اللغة و الضبط الانفعالي
- أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين أنماط معينة من سلوك الأطفال، و بين الحاجات التي لا تشبع، فعدم إشباع حاجات الطفل الأولية: العاطفية من الحب والحنان، و توفير جو من الشعور بالأمان و الطمأنينة، و حمايته من الخوف و التوتر و القلق النفسي، يساعده ذلك على استكمال مسيرته النمائية و يجعله عنصراً فعالاً و ناجحاً في المجتمع، و لكن إذا حرم الطفل من هذه المشاعر فغالباً ما يتعرض لمشكلات نفسية مدمرة تجعله غير قادر على التكيف.
ما هو تأثير الموسيقى على الأطفال مع متلازمة داون؟
يعد العلاج بالموسيقى من أهم الأساليب التي يمكن أن نلجأ إليها في سبيل الحد من أوجه القصور في النمو المعرفي و اللغوي و الاجتماعي و الحركي لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون وهو يوفر وسيلة آمنة للطفل يمكن من خلالها أن يتعلم و يتفاعل و يتواصل مع بيئته المحيطة حيث يمكننا عن طريق هذا الأسلوب العلاجي أن ننمي مهاراته و قدراته.
و نظراَ لأن الصوت و الايقاع و الملامح الموسيقية المصاحبة تؤثر على مناطق و أجزاء مختلفة من الدماغ فإنه يصبح بإمكانها أن تثير و تنشط المشاعر و الاستجابات العقلية و الجسدية. و لذلك يصبح من المهم أن نقوم بإدماج بعض العناصر الموسيقية في برنامج الطفل حيث يثيره على تحقيق التواصل مع الأخرين و يزيد من تفاعلاته الاجتماعية و مهاراته المعرفية و قدراته الحركية الكبيرة و الدقيقة.
ترجع أهمية تاثير الموسيقى على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى
•تعزيز المهارات الاجتماعية للأطفال ذوي الاحتيياجات الخاصة و إظهار تحسن ملحوظ في المهارات الاجتماعية لديهم.
•يعتبر برنامج هادف لتعديل السلوك لدى الأطفال ذوي الإعاقة و تحسين تقديرهم لذواتهم مما يؤدي إلى تقبل اشتراكهم في الأنشطة المختلفة.
•إن العلاج بالموسيقى الارتجالية كان أكثر فعالية في تسهيل سلوكيات الأطفال ذوي الإعاقة وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي غير اللفظي لديهم أكثر من اللعب.
كيف يستطيع الغناء مع الموسيقى التأثير على الأطفال؟
التكرار: حيث يقوم الأطفال بواسطة الغناء بتكرار عبارات و كلمات الأغاني بطريقة أكثر متعة من تكرارها بشكل مقروء وحفظها عن ظهر قلب
البناء والتركيب: يقوم الأطفال بتعلم بناء العبارات و الجمل بواسطة الكلمات التي يتم استخدامها في الأغاني.
النماذج اللغوية: تستطيع الأغاني تقديم نماذج لغوية جيدة يستطيع الأطفال اتباعها، و ذلك يعود إلى تدفق الكلمات في الأغاني الذي يكون متناغماً إلى إذن المستمع مع الموسيقى المرافقة، مما يسهل حفظها.
اللفظ: يساعد الغناء أيضاً على تحسين حركة فم الطفل، و مساعدته على التعبير بشكل أوضح.
مهارات القراءة: يحسن الغناء من الوعي الصوتي، عندما يقوم الطفل بقراءة كل مقطع صوتي تحت علامته الموسيقية الخاصة به.
التنسيق و الإيقاع: يساهم الغناء في تحسين التنسيق بين حركات الجسد و الإيقاع، مثل التوافق بين إيقاع الموسيقى مع حركة اليد عند التصفيق في وقت محدد أو التحكم في حركة الأصابع
الرقص والإيماء: تستطيع أغاني الخيال تحفيز الأطفال على اختلاق حركاتهم الخاصة بهم فقط، ففي الوقت الذي يكون فيه الطفل قد تعلم الكلمات و النغمات الخاصة بالأغنية يقوم بالرقص و الإيماء بطريقته الخاصة.
قد يعجبك أيضاً:
الشخصية النرجسية وكيفية التعامل معها
الزراعة المائية في المنزل