المحتويات
لطالما حفل التاريخ بأشخاص لمعوا باختراعات قدموها للبشرية، منهم من دخل كتاب غينس ومنهم من ظل عمله وعلمه حديث العالم حتى الساعة؛ ومن مشاهير هؤلاء الأمريكي اوبنهايمر فمن يكون؟
من هو روبرت اوبنهايمر؟
هو عالم الفيزياء النظرية الأمريكي المعروف باسم “أبو القنبلة الذرية” او “عراب القنبلة النووية”
يوليوس روبرت أوبنهايمر (بالإنجليزية: Julius Robert Oppenheimer) (22 أبريل 1904 -18 فبراير 1967) كان فيزيائيًا نظريًا أمريكيًا.
ومديرًا لمختبر لوس ألاموس أثناء الحرب العالمية الثانية، وغالبًا ما يسمى «أب القنبلة الذرية» لدوره في مشروع مانهاتن، وهو مشروع للبحث والتطوير الذي أنتج أول الأسلحة النووية؛ مما سبب له الكثير من المساءلات والعقوبات.
وبسبب تلك الآراء المثيرة للجدل التي ظهرت حوله، وبسبب حيرته بين التطور العلمي وأخلاقيات استخدام تلك الاختراعات؛ يعد أوبنهايمر قصة تستحق السرد في فيلم سينمائي، وقد قُدمت العديد من الأعمال السينمائية السابقة التي حاولت إلقاء الضوء على حياته.
ماذا درس روبرت أوبنهايمر وماذا عمل؟
حصل أوبنهايمر على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة هارفارد في عام 1925، ثم درس الفيزياء في جامعة كامبريدج وجامعة غوتينغن، حيث حصل على درجة الدكتوراه في عام 1927.
وتقلد مناصب أكاديمية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ومساهمات كبيرة في الفيزياء النظرية، بما في ذلك الإنجازات في ميكانيكا الكم والفيزياء النووية مثل تقريب بورن-أوبنهايمر لدوال الموجات الجزيئية، والعمل على نظرية الإلكترونات والبوزيترونات، وعملية أوبنهايمر-فيليبس في الاندماج النووي، وأول تنبؤ بالنفق الكمي.
قدم مع طلابه أيضًا مساهمات مهمة في النظرية الحديثة للنجوم النيوترونية والثقوب السوداء، ونظرية الحقل الكمومي، وتفاعلات الأشعة الكونية. كمدرس ومروج للعلوم، يُذكر بأنه الأب المؤسس للمدرسة الأمريكية للفيزياء النظرية التي اكتسبت شهرة عالمية في ثلاثينيات القرن الماضي وغيرها الكثير من النجاحات.
اشتهر بسبب صناعته للقنبلة النووية الشهيرة (هيروشيما) التي ألقتها أمريكا من الطائرة ودمرت بها اليابان في الحرب العالمية الثانية.
ماذا عن رأيه في السلاح النووي؟
في مقال نشر في عام 1946، بعنوان «السلاح الجديد» يصف فيها اوبنهايمر صورة عامة للعصر، ويقول: «إن المتفجرات النووية تحدث زيادة هائلة في قوة التدمير بالنسبة إلى كل دولار ننفقه، وبالنسبة إلى كل ما نستثمره بحساب ساعات عمل الشخص الواحد: فهي تحدث خللاُ شديدا في التوازن الدقيق بين الجهد اللازم للتدمير ومدى التدمير».
وأضاف قائلا: «إن أيا من العوامل غير المؤكدة لا يمكن أن يخفي الحقيقة القائلة بأن تكلفة تدمير ميل مربع بالأسلحة النووية ستقل بدرجة هائلة عن تكلفة استخدام أي أسلحة عرفتها الحرب حتى الآن. وفي تقديري إن ظهور مثل هذه الأسلحة سيقلل التكلفة، يقينا بما يفوق عاملا قدره عشرة، والأرجح بعامل قدره مائة».
وأضاف أيضا: «يبدو أن الحرب البيولوجية هي وحدها التي توفر منافسا للضرر الذي يمكن أن يتحقق بدولار واحد».
ما علاقة اوبنهايمر بأينشتاين؟
عندما تخرج الشاب روبرت اوبنهايمر وتخصص في الفيزياء النظرية في عشرينيات القرن الماضي، كان أينشتاين قد فاز بالفعل بجائزة نوبل للفيزياء، كما كان شخصية مهمة في وسط العلم والعلماء، بفضل نظرية النسبية العامة التي صاغها عام 1915، وغيرها من الأعمال التي أثرت على عالم الفيزياء الأمريكي.
وسط الاضطهاد المتزايد لليهود في ألمانيا، غادر أينشتاين أوروبا واستقر في برينستون بولاية نيو جيرسي عام 1932، حيث واصل أبحاثه.
بعد ذلك بعدة سنوات، في أغسطس/آب عام 1939، وقع أينشتاين على خطاب موجه إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت وكتبه زميله ليو سيلارد. الخطاب نبه البيت الأبيض إلى أن ألمانيا قد تطور قنبلة ذرية نتيجة للتقدم العلمي الذي أحرزته تلك الدولة الأوروبية في مجال الانشطار النووي لليورانيوم.
ويعتقد أن ذلك أدى إلى البدء في مشروع مانهاتن، والذي عينت الحكومة الأمريكية اوبنهايمر رئيسا له عام 1942، وكان حينها واحدا من أبرز العلماء في ذلك المجال.
إن عالم الفيزياء الأمريكي اوبنهايمر كان ينظر إلى أينشتاين بوصفه “قديسا حيا راعيا للفيزياء، وليس كعالم منخرط في العمل والبحث”.
حاول نولان المخرج السينمائي أن يصور طبيعة العلاقة بين الاثنين في فيلمه الذي يعكس الواقع. يقول المخرج في حوار مع صحيفة ذا نيويورك تايمز: “رأيت العلاقة بينهما إلى حد كبير كعلاقة الأستاذ الذي حل محله شخص أصغر سنا وتولى عمله”.
ولا بد من ذكر هذه الجملة التي قالها عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين لزميله روبرت اوبنهايمر في واحد من المشاهد الختامية لفيلم “أوبنهايمر” عندما وصفه بأبي القنبلة الذرية الذي يحكي كيف أصبح الأخير “أبا” القنبلة النووية في أربعينيات القرن الماضي من خلال ترؤسه مشروع الحكومة الأمريكية الذي أطلق عليه اسم “مشروع مانهاتن“.
ومن الأقوال الشهيرة لروبرت اوبنهايمر : ” Now I Am Become Death, the Destroyer of Worlds ” وتعني الآن لقد أصبحت الموت ٫ مُدمر العوالم!