جدول المحتويات
ويستمر الصراع والمنافسة بين الدول العظمى لصنع أقوى سلاح عرفته البشرية من هنا تم حشد الإمكانيات والتقاط المهارات من ثم تطوير القنبلة النووية للحصول على قنبلة أشد فتكا، إنها القنبلة الهيدروجينية الموصوفة مجازيا بأنها أقوى من ألف شمس.
ما هي القنبلة الهيدروجينية؟
هي سلاح نووي ينتج طاقة نووية عالية من تفاعل انشطار نووي ابتدائي يعمل على ضغط وإشعال تفاعل اندماج نووي ثانوي. وتزداد نتيجة الانفجار إلى حد كبير من حيث القوة التفجيرية بالمقارنة مع أسلحة الانشطار ذات المرحلة الواحدة.
يشار بالعامية إليها باسم القنبلة الهيدروجينية أو القنبلة-H لأنها توظف انصهار الهيدروجين. إن مرحلة الانشطار في مثل هذه الأسلحة مطلوبة لإحداث الانصهار الذي يحدث في أسلحة نووية حرارية.
هل يوجد قنبلة هيدروجينية بالفعل؟
لا شك أن أهم تلك القنابل وأكثرها شهرة قنبلة القيصر (Tsar Bomba) أو قنبلة إيفان الكبير كما يسميها الروس، وهي قنبلة هيدروجينية ذات 3 مراحل، في الأولى منها تم تفجير قنبلة نووية عادية لتوليد الحرارة الهائلة التي يتطلبها تحفيز الاندماج النووي لنظائر الهيدروجين في المرحلتين التاليتين.
ماذا يحدث عند انفجار قنبلة هيدروجينية؟
تحتوي القنبلة الهيدروجينية في داخلها على قنبلة ذرية تُحدث عند انفجارها انشطاراً نووياً ابتدائياً، مهمّته توليد حرارة مرتفعة من أجل إشعال تفاعل إدماج ثانوي هيدروجيني. وتمتلك القنابل الهيدروجينية ذات المراحل المتسلسلة قوة تفجيرية أكبر بكثير مقارنة مع أسلحة الانشطار ذات المرحلة الواحدة.
ما مدى قوة القنبلة الهيدروجينية؟
في 12 أغسطس 1953، فجـَّر الاتحاد السوفييتي قنبلته الهيدروجينية الأولى. بلغت قدرة تلك القنبلة أربعمائة كيلوطن، وهذا أشد بعشرين مرة من القنبلتين الذريتين الأمريكيتين الأوليين.
كيف تصنع القنابل الهيدروجينية؟
تصنع هذه القنابل بواسطة تحفيز عملية الاندماج النووي بين نظائر عناصر كيميائية لعنصر الهيدروجين وبالأخص النظيرين التريتيوم وديوتيريوم حيث ينتج من اتحاد هذين النظيرين للهيدروجين ذرة هيليوم مع نيوترون إضافي ويكون الهيليوم الناتج من هذه العملية أثقل كتلة من الهيليوم الطبيعي، وتقاس قوة القنبلة الهيدروجينية بالميجا طن (بالمليون طن من مادة تي إن تي).
متى ظهرت القنبلة الهيدروجينية أول مرة؟
في البداية طور مفهوم القنبلة الهيدروجينية عام 1952 وحينها استعمل من قبل معظم الأسلحة النووية في العالم. إن التصميم الحديث لجميع الأسلحة الحرارية النووية في الولايات المتحدة يعرف باسم تاريخ تصميم تيلر-أولام وذلك حسب المساهمين اثنين، إدوارد تيلر وستانيسلو أولام
اللذان طورا النظام في عام 1951 ولقد أثيرت بعض المفاهيم في الولايات المتحدة التي وضعت بمساهمة من جون فون نيومان. وكان أول اختبار لنموذج أولي للقنبلة الهيدروجينية أو النووية «لبلاب مايك» في عام 1952، والذي أجرته الولايات المتحدة.
والغريب أنه لا يزال هناك جدل حول من توصل أول مرة إلى اختراع هذا النوع من القنابل. حيث أنه في فترة زمنية متقاربة جدا في عام 1955 م زعم أندريه ساخروف من الاتحاد السوفيتي، وإدوارد تيلر مع ستانيسلو أولام من الولايات المتحدة باختراعهم لأول قنبلة هيدروجينية.
بماذا تتميز القنابل الهيدروجينية؟
لقد واجه العلماء في البداية عدة مشاكل لتحويل حلم القنبلة الهيدروجينية إلى حقيقة، فإن عملية اندماج أنوية ذرات الهيدروجين أو نظائره تتطلب وجود حرارة عالية تصل لملايين الدرجات المئوية كتلك الموجودة في مركز الشمس
لذلك قام العلماء بتوفير هذه الحرارة عن طريق إحداث انشطار نووي متسلسل باستخدام (اليورانيوم 235 أو العناصر فوق اليورانيوم كالبلوتونيوم…)، لكن استحال عليهم تقريبا حصر هذه الحرارة العظيمة
ومن بين الحلول التي عملوا عليها للتغلب على هذه المشكلة هي استخدام عملية الحصر المغناطيسي لفصل البلازما عالية الحرارة عن الحاوية لمدة كافية لإحداث الاندماج النووي.
ونظراً للآثار التدميرية الجبارة للقنبلة الهيدروجينية يعتبر هذا السلاح الفتاك محظور استخدامه في الحروب فهو يصعب التحكم به بشكل أكبر من القنبلة الانشطارية.
ومن أهم مميزات القنبلة الهيدروجينية عدم إنتاج مخلفات نووية تدوم لمدة طويلة على عكس القنبلة الانشطارية التي تكون فترة عمر النصف لمخلفاتها بضع آلاف من السنين.
أين تم تجربتها؟
في آذار/مارس 1954، قامت الولايات المتحدة بتجربة قنبلتها الهيدروجينية كاسيل برافو في جزر مارشال بالمحيط الهادئ. وقد خلّفت تجربة برافو أسوأ كارثة إشعاعية في تاريخ التجارب الأمريكية.
وصحيح أنّ الأمريكيين هم أول من أجرى تجربة التفجير الهيدروجيني، لكنهم حتى ذلك الوقت لم يكونوا قد توصلوا بعدُ لبنائها على شكل قنبلة يسهل استخدامها.
هل استخدمت الصين القنبلة الهيدروجينية؟
بعد النجاح في تطوير القنبلة الذرية، رأى الرئيس ماو تسي تونغ أنه ينبغي للصين أن تطور القنبلة الهيدروجينية أيضا. وبالفعل أجرت الصين في يوم 17 يونيو سنة 1967، أول تجربة تفجير للقنبلة الهيدروجينية بنجاح.
استغرقت الصين سنتين وثمانية أشهر فقط من تطوير القنبلة النووية إلى تطوير القنبلة الهيدروجينية، بينما استلزم هذا الأمر من الولايات المتحدة سبع سنوات وأربعة أشهر، ومن الاتحاد السوفيتي (السابق) أربع سنوات، ومن بريطانيا أربع سنوات وسبعة أشهر. أصبحت الصين رابع دولة في العالم لديها تقنية القنبلة الهيدروجينية.