جدول المحتويات
إن مفهوم السحب الجزيئية العملاقة هو واحدٌ من تلك الظواهر السحابية الساحرة في الكون تُلقي بالرهبة في نفوس العلماء والهواة على حد سواء. تلك الغيوم السماوية العملاقة تنشأ في أعماق الفضاء البعيد وتمتد على نطاقات واسعة جداً، ولها تأثيرات مدهشة على تشكيل الكواكب والنجوم وحياتنا هنا على الأرض.
ما يجعل هذه السحب الجزيئية المذهلة مثيرة للاهتمام هو تكوينها الفريد والمعقد، حيث تتكون من تجمعات ضخمة من الغاز والغبار الكوني. إنها المصانع الفعّالة التي تُنشئ نجوماً جديدة وتبدأ رحلتها نحو الضياء النجمي. وليس ذلك فقط، بل إن لهذه السحب دوراً مهماً في تشكيل الكواكب والنظم الشمسية وحتى في إعطاء الحياة فرصة للتكوين في الكون.
دعونا نستكشف معاً في هذا المقال العلمي الرائع عالم السحب الجزيئية العملاقة وكيف تلعب دوراً بارزاً في تشكيل وجودنا في هذا الكوكب الساحر.
في غضون بضعة ملايين من السنين سيكون الضوء المنبعث من النجوم الساطعة على هذه السحابة الجزئية من الغاز والغبار منفصلا عنها وفي طريقه الينا ٫ لكن ما التغيرات التي حدثت في هذه السحابة الجزيئية العملاقة في الفترة ما بين انطلاق الضوء و وصوله الينا تبقى مجهولة ٫ ربما تشكلت نظم شمسية جديدة وربما نُظم شمسية أخرى قد بادت واندثرت.
السحب الجزيئية العملاقة خلّاقة
يمكن رؤية النجوم المتكونة حديثاً في الجوار ، وصورها محمرة بالضوء الازرق مبعثرة بشكل تفضيلي بسبب الغبار المنتشر. تسمى احيانا حضانة نجمية اذ يحدث تكون النجم داخل السحابة A وهو نوع من السحابة البينج مية ،حيث تسمح كثافته وحجمه بتكوين النجوم!
تتالف من العديد من الغازات والاكثر شيوعا هو الهيدروجين الجزئي عكس المناطق الأخرى من الوسط النجمي التي تحتوي في الغالب على غاز مؤين ٫ من الصعب اكتشاف الهيدروجين الجزيئي بواسطة الأشعة تحت الحمراء والراصدات الراديوية ،لذا فأن الجزيئي يستخدم غالبا لتحديد.
دور التكتلات في خلق نظم شمسية جديدة
في السحب الجزيئية العملاقة، يمكن أن تتكون تكتلات صغيرة وكبيرة من الغبار والغاز على مر الزمن. هذه التكتلات هي ببساطة مناطق أكثر كثافة في السحب وقد تكون نقاط البداية لتشكيل النجوم والنظم النجمية الجديدة. تلك التكتلات تخضع للتأثيرات الجاذبية، حيث يبدأ الغبار والغاز في الجذب تجاه بعضها البعض.
بمرور الوقت، تزداد هذه التكتلات في الحجم وتصبح أكثر كثافة، وعندما تصل كثافتها إلى مستوى معين، تبدأ عملية تجمع المواد وتكوين نواة نجمية تدعى “البروتونيات” (Protostars). هذه النوى تشكل الخطوة الأولى نحو تكوين نجم جديد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتطور تلك التكتلات في مراحل لاحقة إلى نظام نجمي متعدد، حيث تشكل نجوم متعددة تدور حول بعضها البعض بفعل التأثيرات المتبادلة للجاذبية.
لذلك، تلعب التكتلات دورًا حاسمًا في تشكيل النجوم والنظم النجمية داخل السحب الجزيئية العملاقة، وهي العملية الأساسية التي تجعل هذه السحب مصانع للنجوم والأجرام السماوية الأخرى.
سحابة كارينا الخلابة
سحابة كارينا (بالإنجليزية: Carina Nebula) هي إحدى أبرز السحب الجزيئية العملاقة والسديمية في مجرتنا درب التبانة (Milky Way). تقع سحابة كارينا في كوكبة الكارينا (Carina) وهي تعتبر واحدة من أكبر وأكثر السدم الفضائية إثارة وجمالًا في السماء الليلية.
تمتد سحابة كارينا على مساحة واسعة في الفضاء وتحتوي على تجمعات كبيرة من الغبار والغاز والنجوم الشابة الملتهبة. يُعتقد أنها تحتوي على أكثر من 14,000 نجم، بما في ذلك نجم كارينا الشهير والذي يُعتقد أنه من بين أكبر النجوم المعروفة.
تشتهر سحابة كارينا بجمالها الرائع والمثير، حيث تحتوي على تكوينات مذهلة من الغبار والغاز والنجوم اللامعة. هذه التكوينات تُعرف بمناطق النجوم الشابة ومنطقة “أيتا كارينا” (Eta Carinae) هي أحد أبرز الأمثلة على ذلك. إيتا كارينا هي نظام نجمي مزدوج واحد من أكبر النجوم المعروفة، وهي تضم نجمين تتفاعلان بشكل كبير مع بعضهما البعض، مما يؤدي إلى ظواهر نجمية مثيرة مثل الانفجارات وإطلاق الغازات.
سحابة كارينا هي مكان مثير لأبحاث الفلك، حيث يتم دراسة تكوين النجوم وتطورها في هذه المنطقة. وهي تعتبر وجهة ممتازة للمراقبة بواسطة التلسكوبات الفضائية والأرضية لدراسة النجوم الشابة وعمليات تشكيل الكواكب والسحب الجزيئية العملاقة.
الندى الجزيئية وكثيفة النوى الجزيئية
الندى الجزيئي وكثيفة النوى الجزيئية هما مصطلحان يشيران إلى جزئين مهمين في علم الفلك والفيزياء الفلكية، وهما يتعلقان بالسحب الجزيئية وتكوين النجوم.
- الندى الجزيئي (Molecular Clouds): السحب الجزيئية هي تجمعات كبيرة من الغاز والغبار في الفضاء البيني بين النجوم في مجرتنا. تتألف هذه السحب بشكل رئيسي من غاز الهيدروجين الجزيء (H2)، بالإضافة إلى غبار دقيق وجزيئات أخرى. يعتبر السحاب الجزيئي مكانًا مهمًا لتكوين النجوم، حيث تحدث تكتلات مركزية كثيفة تتجمع فيها المواد وتبدأ في التقلص بفعل الجاذبية، مما يؤدي إلى تكوين النجوم.
- كثيفة النوى الجزيئية (Molecular Cloud Cores): هذه هي مناطق داخل السحب الجزيئية حيث يكون التكتل الجزيئي أكثر تركيزًا وكثافة. عندما يصل التكتل الجزيئي إلى كثافة معينة في السحابة، يُمكن أن ينتج عنه نوى جزيئية. تعتبر هذه النوى بيئة مثالية لتكوين النجوم، حيث تتجمع المواد بشكل أكبر وتزيد الكثافة في النواة، مما يؤدي إلى تكوين نجم.
النجوم تنشأ عندما يتعرض الغاز والغبار في هذه النوى للضغط والاضطرابات التي تسببها الجاذبية أو التأثيرات الخارجية مثل الانفجارات النجمية القريبة. يتجمع المواد وتزداد درجة الحرارة والضغط حتى يتم إشعال النجم ويبدأ في الاشتعال وإصدار الضوء والحرارة.
لذلك، الندى الجزيئي وكثيفة النوى الجزيئية هما عناصر أساسية في عملية تكوين النجوم والفهم العلمي لتطور الكواكب والأنظمة النجمية.
السحب الجزيئية والفقاعة الماجلانية الفائقة
كشف فريق عالمي من الفلكيين عن سحب غازية جزيئية وذرية مرتبطة بالفقاعة الفائقة المعروفة باسم DoradusC30 التي تقع ضمن سحابة ماجلان الكبرى Magellanic cloud large أو اختصار LMC وقد عرض هذا الاكتشاف في الثامن من كانون الثاني يناير في مركز وثائق موقع arxiv الفقاعة ار الصدفة الفائقة Doradus C30 وهي تجويف من الأشعة السينية داخل LMC يبلغ قطرها عن ٣٠٠ سنه ضوئية ،على الرغم من أنها خضعت للدراسة بشكل جيد في أطوال موجية مختلفة كشفت عن شكلها الشبيه بالصدفة ووجود ستة عناقيد نجمية ،فأن الغاز بين النجمين المرتبط بالفقاعة لم يدرس بشكل جيد بعد .
نظرا لقربها وميلها بالنسبة للأرض ، فإن سحابة ماجلان الكبرى تشكل مختبرا ممتازا لدراسة الأنواع المختلفة لهذه الفقاعات وبيئتها وتوفر المجرة فرصة لمراقبة التفاعلات بين موجات الصدمة والغاز بين النجمين المحيط بها مما قد ساعد العلماء على فهم أصول الإشعاعات عالية الطاقة وتسارع الأشعة الكونية في بقايا المستعرات العظمى بشكل أفضل.
وكانت نتيجة بعض الأبحاث العثور على خمس سحابات من اول أكسيد الكربون تتوزع ضمن فقاعة الأشعة السينية عن الحرارية في جهة الغرب ،وثلاثة سحب من يوديد الهيليوم في الشمال الغربي والجنوب الغربي والجنوب الشرقي.
ولاحظوا أيضا أن الأشعة السينية الحرارية أكثر سطوعا في شرق الفقاعه.حيث لا وجود للسحب الكثيفة في حين يحتوي الجزء الغربي من الفقاعة على ثلاثة سحب كثيفة ولا وجود للأشعة السينية غير الحرارية بالإضافة لذلك كشف البحث أن الأشعة السينية غير الحرارية تزداد حول السحب الجزئية ،مما سمح للباحثين باستنتاج أنه دليل محتمل على تضخم الحقول المغناطيسية بفعل التفاعل بين السحب المتصادمة .