لطالما كانت الزراعة ، هي المصدر الرئيسي لتأمين الكمية المطلوبة من غذاء الإنسان ، قديماً في العصور الفائتة أو حتى في السنوات الحالية ، إذ أنها ورغم كل مايمر به المناخ والطبقات الترابية من تغيرات إلا أنه لا يمكن الإستغناء عنها أبداً .
لا يمكننا أن ننكر أن ما يمر به العالم من تطورات تكنولوجية و صناعية و غيرها ، قد أدت إلى تراجع البيئة على نحو سلبي بما يشمل التربة و أنواع الإنجراف الذي تتعرض له ، مما شجع الإنسان على البحث عن حلول لتأمين حاجته الغذائية اليومي
ومن أبرز تلك الحلول التي ظهرت حل الزراعة المنزلية بدون تربة ، لكنها لا تقتصر على الزراعة المنزلية وإنما تعدهتها إلى الزراعة على مستويات ضخمة تجاريية , وتعد الزراعة من دوان تربة من أفضل الحلول التي مكنت الإنسان من إنتاج المحاصيل الغذائية من خضار وحبوب و غيرها بكميات كبيرة وبأقل التكاليف ، ماهي الزراعة دون تربة ؟ هذا ماسنتحدث عنه في هذا المقال .
ما هي الزراعة بدون تربة ؟
إن الزراعة دون تربة هي الزراعة التي بها يستمد النبات غذاءه من أوساط غير ترابية ، خاملة ولا تحتوي أي مواد غذائية ، بحيث تكون تلك الأوساط فقط حاملة للنبات تحتوي قسمه الجذري .
وبالطبع تتم إضافة المواد الغذائية التي يحتاجها النبات على التتالي أثناء نموه جرعة بعد أخرى عن طريق عملية السقاية
وبهذه الطريقة تتم إضافة حاجة النبات فقط من العناصر الغذائية دون أي زيادة لا داعي لها ، بالإضافة لحصوله على الكمية اللازمة له من المياه .
ما هي طرق الزراعة دون تربة؟
هناك عدة طرق للزراعة دون تربة ، كل طريقة منهم لها أدوات ، احتياجات ، أسلوب عمل مختلف ، و نظام مختلف عن الآخر ، وهذه الطرق تبيّن بما يلي:
الزراعة في أوساط صلبة :
وتتم هذه الطريقة من الزراعة بوضع الشتول بعمر صغير وزراعتها في أوساط خاملة صلبة عضوية في بعض الأحيان أو غير عضوية في أحيان أخرى ، ويتم تنظيم عدة سقايات تحتوي على مواد غذائية تضاف إلى تلك الشتول كل فترة لتستمد حاجتها الغذائية والمائية ، أما عن المواد الغذائية المضافة تختلف باختلاف أنواع الشتول إن مثمرة كانت أو خضرية.
الزراعة المائية
تتم هذه الطريقة من الزراعة بعدة أشكال من الأنظمة منها ماهو بالمياه الجارية أو الساكنة ، بنظام مغلق أو مفتوح ، بحيث تضاف المواد الغذائية للمياه بنسب كافية ، وتثبت جذور النباتات بحيث تكون قادرة على الوصول للسائل المغذي مع وجود تهوية كافية. وقد تحدثنا في مقال مفصل عن الزراعة المائية في المنزل
الزراعة الهوائية
تتم هذه الطريقة من الزراعة بواسطة تعليق النباتات بحيث تكون الجذور في وسط معتم مزود برشاشات تقوم برش الجذور بالسائل المغذي بنظام زمني معيّن .
ماهي أنواع الأوساط المستخدمة في عملية الزراعة في الأوساط الصلبة ؟
- الأوساط الصلبة الخاملة كيميائياً : وتتمثل ب ( البيتموس ، البرليت ، الخفان البركاني ، الصوف الصخري )، ومنها :
- المزارع الرملية: فالرمل من أقدم البيئات المستخدمة في الزراعة ، ويفضل خلطه مع البيتموس أو الكمبوست .
- مزارع الحصى : تستخدم الأحجام الصغيرة من الحصى التي تتراوح أقطارها مابين 1،6 _ 18 ملم كبيئة للزراعة.
- مزارع الفيرميكوليت: وهي عبارة عن رقائق معدنية من سيليكات الحديد والألمنيوم والمغنزيوم ، ويتم الحصول على المادة القابلة للزراعة عن طريق معاملة المعدن الخام لدرجة حرارة 1000 درجة مئوية.
- مزارع الخفان البركاني: يشبه البرليت في التركيب الكيميائي لكنه وسط أثقل ولا يمتص الماء بسهولة.
الزراعة في بيئات صلبة عضوية
- مزارع البيتموس: وهو عبارة عن بقايا نباتات الغابات المطرية المتحللة.
- مزارع نشارة الخشب
- الكمبوست : وهي عبارة عن بقايا أوراق النباتات المتساقطة بعد تحللها.
- الألياف النباتية: مثل استخدام ألياف جوز الهند .
ماهي أنواع أنظمة الزراعة في الأوساط المائية ؟
- الزراعة بالتطويف: وهي عبارة عن تنمية النباتات في حوض يحوي على السائل المغذي ، بحيث يتوضع نصف الجذر في الماء الحاوي على العناصر الغذائية والنصف الآخر يتبقى في الهواء ولكنه رطب ، ويكون تيار الماء الحاوي على المواد الغذائية مغلق.
- الزراعة في أنابيب: وتتم الزراعة بتنمية النباتات في أنابيب بلاستيكية ، تضخ المياه عليها بشدة معينة عن طريق مضخة ، بحيث يمر السائل المغذي بالجزء السفلي من جذور النباتات لتغذيتها ، ويكون تيار السائل المغذي إما مفتوح أو مغلق يعدّل على نسبة المواد الغذائية في السائل قبل استخدامه مرّة أخرى.
_ ماهي أنواع أنظمة الزراعة الهوائية ؟
في هذه الطريقة تتثبت النباتات في فتحات في لوح الستيروفوم وتكون جذورها معلقة في الهواء تحت اللوح ، ويرش المحلول المغذي على شكل رذاذ أو ضباب حول الجذور لثواني قليلة كل 2_3 دقائق .
ويكون شكل الهيكل المستخدم في هذه التقنية :
- نظام على نمط حرف A.
- أنابيب أفقية .
- انابيب عامودية.
أيّ طرق الزراعة المنزلية بدون تربة هي الأفضل؟
من المؤكد أنه يمكننا استخدام جميع الطرق السابقة الذكر في الزراعة المنزلية ، لكن ومن المستحسن كونها زراعة في مساحات ضيقة ، منزلية وبعيدة عن المختصين ، اختيار الطريقة الأكثر بساطة للتنفيذ ، الأوفر ،والأنسب لنباتات الزينة الشائعة أو حتى النباتات العشبية المستخدمة في التغذية ( كالنعنع ، الهندباء ، الخس ، البقدونس وغيرها .. ).
بشكل شخصي أنصح باستخدام الأوساط الصلبة في الزراعة المنزلية بدون تربة ، إضافة إلى إمكانية استخدام بعض أنظمة الزراعة المائية ببساطة وسهولة ، للزراعة بأوساط صلبة عدة فوائد تؤدي بنا للتشيع على اختيارها وتبيّن بما يلي:
- الوزن الخفيف للأوساط المستخدمة حيث يمكن لسيدة المنزل نقل أصص الزراعة بهدف التنضيف والترتيب الدائم بسهولة ودون أي مجهود .
- المظهر المرغوب إذ يعد مظهر الأوساط المستخدمة عضوية كانت أو غير عضوية مرغوب ويعطي الإحساس الريفي البسيط في داخل المنزل .
- أكثر نظافة أي أن تلك الأوساط تعد أكثر نظافة من التربة التي تؤدي عند سقايتها إلى إنتاج مادة طينية .
- التخلص من الأمراض فعن طريق استخدام الأوساط المعقمة ، نتفادى إصابة النباتات المزروعة بالأمراض الفطرية وغيرها والتي تنتقل عن طريق التربة الملوثة.
- سهولة التطبيق : فعند استخدام هذه الأوساط ليس علينا إلا إضافة المحلول المغذي عند كل عملية سقاية ليستمد النبات حاجته الغذائية ، دون اللجوء لأي مختص أو مواجهة أي مشاكل تقنية ومرضية أو في التهوية ، كتلك التي نواجهها في تقنيات الزراعة المائية أو الهوائية .
ماهي إيجابيات الزراعة دون تربة ؟
- زيادة الإنتاج في حال زراعة محاصيل منتجة عن إنتاج الزراعة في التربة العادية.
- توفير قدر كبير من المساحة المستخدمة للنباتات المزروعة .
- توفير في كمية المياه يصل إلى 90% من المياه المستهلكة في الزراعة العادية.
- سهولة مكافحة الآفات والأمراض.
- إنتاج محاصيل في غير مواسمها العادية.
- الاستغناء عن الأسمدة العضوية.
ختاماً ، ننصح بشدة باستخدام هذه التقنيات في الزراعة الداخلية ضمن المنازل ، فمن المهم جداً وجود الغطاء النباتي بشكل واسع على سطح هذه الأرض ، إضافةً إلى ماتعطيه تلك النباتات من جمالية للمكان .