تطوّرت الزراعة في الإمارات على مدى سنوات طوال، فأصبحت عاموداً أساسياً في بناء هذه الدولة العظيمة ونموّها! وحرصاً من الدولة للحفاظ على هذه الثروة العظيمة، لا زالت الأساليب الزراعية العصرية تُستحدث يوماً عن يوم منذ زمن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” حتى يومنا هذا!
وخير مثال على ذلك مشروع الزراعة المائية في الإمارات الذي أحدث تغييراً كبيراً لم يسبق له مثيل، فقد كان ولا زال البصمة الأقوى في تاريخ الدولة.
ما أهم محاصيل الزراعة المائية في الإمارات؟
في الحقيقة، يمكن إنتاج معظم المحاصيل الزراعية وزراعة الأعشاب والزهور من خلال نظام الزراعة المائية، لكن يكون التركيز غالباً على زراعة المحاصيل الآتية بسبب قيمتها الغذائية وكثرة الطلب عليها: الخس السبانخ الطماطم الخيار الفلفل الفراولة الجرجير الكرفس القرنبيط الفاصوليا اللفت النعناع البصل الفجل
لماذا تعتبر الإمارات من أهم الدول العربية في مجال الزراعة المائية؟
لأن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتضن ما يصل إلى 87 مزرعة تجارية تستخدم تكنولوجيا الزراعة المائية حيث تنتشر العديد من المزارع الإماراتية التي تعتمد في إنتاج محاصيلها الزراعية على تقنية الزراعة المائية
وكما ذكرنا سابقاً فهي تحظى بدعمٍ كبير من قِبَل الدولة لإدراكها بأهمية هذه الوسيلة الزراعية المتطورة وأن النتيجة المثالية تأتي من الأساس الصحيح! لهذا تجدها تحرص بشكلٍ ملحوظ على إتاحة الخيارات الأفضل للمزارعين، بما في ذلك تسهيل القروض الزراعية والمعدات وتوفير أفضل الخدمات بالقرب من مزارعهم.
ما هي أبرز مزارع شركات الزراعة المائية في الإمارات؟
مزارع بادية
مزارع بادية هي مجموعة من المزارع العمودية التي تعتمد في زراعة النباتات على رفوف تمتد رأسياً باتّباع نظام الزراعة المائية في الإمارات وفي بيئة معقمة وخالية من المبيدات وغنية بالمغذيات.
تنفرد مزارع البادية بكونها أول من تعاون مع المطاعم الفاخرة في دبي لتزويدها بالمنتجات والخضروات الطازجة التي تتناسب مع تطلّعات أمهر الطهاة في العالم!
من الجدير بالذكر أيضاً أنها أول مزرعة رأسية تتبع وسائل التكنولوجيا المتطورة في المنطقة، وأنها لا تعتمد على أشعة الشمس لإنتاج المحاصيل، فهي تُزرع في بيوت بلاستيكية حديثة يتم التحكم بدرجة حرارتها ورطوبتها.
مزارع الإمارات المائية للخضار
هي مزرعة مائية متكاملة أُنشئت عام 2005 وتعتبر من أكبر مزارع الإمارات، وتُعرف بإدارة وإنتاج المحاصيل الزراعية الطازجة والصحية بأعدادٍ لا تُحصى، والتي يتم الاعتماد في إنتاجها على نظام الزراعة المائية بكافة أشكاله المتطورة، بدءاً من زراعة البذور حتى عملية الحصاد النهائي.
كيف حققت الزراعة المائية هذا النجاح في الإمارات؟
تعتمد الزراعة المائية في الإمارات على بيئة زراعية معقمة ونظيفة لذا يمكن التعريف عن الزراعة المائية في الإمارات بأنها مشروع زراعي يندرج في قائمة أساليب تكنولوجيا الزراعة الحديثة والمبتكرة التي لا يمكن الاستغناء عنها
فهي لا تعتمد على التربة كغيرها من أساليب الزراعة الأخرى، إذ يمكن الاستغناء عنها أو استخدام كميات ضئيلة منها، فهي تعتمد بشكلٍ أساسي على المياه الغنية بالمغذيات التي تساهم في نمو النباتات.
قد تظن أن هذه الطريقة المبتكرة تستهلك كميات كبيرة من المياه كما يوحي اسمها، لكنها في الحقيقة توفر ما يقارب 70% من المياه، الأمر الذي يجعلها تتفوق على غيرها من الأساليب الزراعية الأخرى!
ولعل أهم الأسباب التي ساهمت في نجاح الزراعة المائية الإمارات هو الدعم الاستشاري والمادي الذي حظي به الراغبون بتجربة هذا المشروع المهم من قِبَل الجهات الحكومية، مما ساهم في زيادة إنتاج المزارع المائية في الإمارات عما يقارب مليون طن.
كما تكمن أهمية مشروع الزراعة المائية في الإمارات ونجاحه بترشيد استهلاك المياه والأسمدة بشكل كبير وإمكانية تطبيق هذا النظام في أي مكان متاح بغض النظر عن طبيعة التربة المتوفرة للحصول على محصول إنتاجي كبير في وقتٍ قياسي نوعاً ما وندرة استخدام المبيدات والمواد الكيميائية الضارة وأيضا توفير منتجات طبيعية وسليمة لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي
ما أنواع الزراعة المائية في الإمارات؟
لا يمكن أن نعرض لك تقرير عن الزراعة المائية في الإمارات دون أن نسلط الضوء على أنواعها، فهي تنقسم إلى نوعين أو نظامين، وهما:
الزراعة المائية الهيدروبونيك
يتم في هذا النظام الذي يطلق عليه أيضاً اسم “الزراعة المائية التقليدية” زراعة النبتة في وسط مائي دون تربة، بحيث تكون عروقها في الماء ويتم تغذيتها من خلال المحاليل المعدنية الطبيعية أو الكيميائية، أو في وسط خامل مثل الصوف المعدني والبرليت والفيرموكيوليت.
الزراعة المائية الاكوابونيك
يتم في نظام الاكوابونيك أو الزراعة المائية المزدوجة زراعة النبتة في وسط مائي ويتم تغذيتها من خلال فضلات الأسماك، بحيث يتم وضع الأسماك في حوض مستقل موصول بالقناة المائية التي تمت زراعة النبتة فيها، ويُطلق على هذا النظام أيضاً اسم الزراعة المائية المركبة أو الزراعة المائية النباتية الحيوانية.
ماذا عن تكلفة الزراعة المائية في الإمارات
مشروع الزراعة المائية في الإمارات حاله كحال أي مشروعٍ مميزٍ آخر، فهو يحتاج في البداية إلى تكلفة كبيرة إلى حد ما، من حيث الأدوات والمواد الغذائية والمعادن المستخدمة إذ تتطلّب استثماراً جيداً حتى تضمن نجاح هذا المشروع ويعود عليك وعلى الدولة بالنفع.