يحاول الانسان منذ الأزل تخطي التحديات التي تقف أمام سعيه نحو حياة أفضل، فنتيجة للتزايد السكاني الذي يشهده العالم و قلة المياه والموارد المتاحة، ابتكرت البشرية طريقة جديدة للزراعة وهي الزراعة العامودية.
الزراعة العامودية كتعريف
هي أحد أنظمة الزراعة دون تربة وتعتبر بديلاً عن الزراعة التقليدية في الحقول أو البيوت المحمية.
تعتمد الزراعة العامودية على زراعة النباتات في أسطح مائلة رأسياً بحيث تكون هذه الأسطح فوق بعضها البعض
الهدف الأساسي من الزراعة العامودية هي التكثيف الزراعي والاستغلال الأمثل للمساحة المتوفرة ليتاح لنا إنتاج عدد أكبر من النباتات في وحدة المساحة مهما كانت صغيرة بالمقارنة مع الزراعة التقليدية التي تحتاج إلى مساحات واسعة لإنتاج كمية كبيرة من النباتات أو المحاصيل المزروعة.
ما هو مبدأ الزراعة العامودية؟
كما ذكرنا سابقاً، توضع أسطح الزراعة فوق بعضها البعض، ويتم اعتماد نظام الري المغلق الذي يوفر الاستثمار الأمثل للمياه
يتم تجميع المياه بواسطة مجرى مائي يصب في خزان ليعاد استخدامه مرة أخرى.
يراعى معايرة المحلول المغذي بشكل دائم عند استخدام نظام الري المغلق ويتم ذلك بعد معرفة تراكيز العناصر الداخلة في تركيبه ويتم إعادة هذه التراكيز إلى الحدود المثلى.
أما بالنسبة للأوساط المستخدمة في نظام الزراعة العامودية، فيتم استخدام البرلايت والبيتموس بخلطهم معاً كوسط زراعي
على سبيل المثال:
لزراعة محصولي الفريز والخس يخلط البيتموس و البرلايت بنسبة 1:1
المحاليل المغذية المستخدمة في الزراعة العامودية
هي محاليل تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات وتستخدم في ري النباتات في نظم الزراعة بدون تربة وتختلف المحاليل المستخدمة حسب مراحل نمو النبات.
يوجد بالمحاليل المغذية مصدران للأملاح هما الأسمدة المذابة والأملاح الموجودة في الماء ويجب أن يحتوي المحلول المغذي على كافة العناصر الغذائية والتركيز المناسب لنمو النبات على أن تكون العناصر الكبرى في حالة توازن ايوني مناسب وكلما انخفضت نسبة الأملاح في المياه المستخدمة كلما كان هناك مساحة أكبر لزيادة تركيز الأسمدة المذابة دون الاضرار بارتفاع ملوحة الماء التي قد تؤدي الى تأثيرات سلبية على النبات.
فوائد الزراعة العامودية
للزراعة العامودية العديد من الفوائد أهمها:
- تعطي الأراضي الزراعية فرصة العودة إلى طبيعتها واستعادة خصوبتها.
- تقلل من استخدام الوقود الأحفوري، فلا حاجة لتنفيذ عمليات الخدمة للأرض باستخدام الآليات الزراعية.
- الزراعة العامودية زراعة نظيفة، فلا حاجة لاستخدام المبيدات أو الأسمدة الكيميائية.
- إمكانية الإنتاج الزراعي في المناطق غير الصالحة للزراعة وخاصة الترب المتأثرة بالملوحة مع ضرورة توفر مياه ري عذبة.
- تساهم في توفير كافة العناصر الضرورية اللازمة لنمو النبات.
- تساهم في حل مشكلة نقص العناصر في التربة وتقلل من الأمراض الفطرية وتملح التربة.
- تساهم في التهوية بصورة أفضل مقارنة بالزراعات العادية
- الترشيد في استهلاك المياه والأسمدة.
- التبكير في النضج.
- زيادة الانتاجية في وحدة المساحة.
معوقات الزراعة العامودية
ككل الزراعات قد توجد بعض المشاكل التي يمكن التعامل معها، فيما يلي بعض معوقات الزراعة العامودية:
- ارتفاع الكلفة الإنشائية الأولية.
- ضرورة توفير كافة مستلزمات النمو.
- تغير معدل حموضة المحلول المغذي بسهولة.
- يؤدي الخلل في نظام المحلول المغذي إلى تدهور النباتات.
- تحتاج إلى عمالة ماهرة ومتابعة مستمرة لعمليات الإنتاج.
- إمكانية انتقال الأمراض الفطرية عن طريق خزان الري وخاصة في النظام المغلق.
الجانب الاقتصادي
بالنسبة لاستهلاك المياه والأسمدة فيتم توفيرها وترشيدها مقارنة بالزراعة العادية وهذا أيضا بدوره يقلل من كلفة مدخلات الإنتاج مما يؤدي إلى زيادة العائد المادي للمزارع.
تشير التجارب والخبرات التنموية الزراعية سواءاً للدول المتقدمة أو النامية الى أن معدلات النمو والتنمية المتحققة بالقطاع الزراعي ترتبط بدرجة التحديث والتطور التقني الزراعي، حيث أن استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة هو الطريق الذي يؤدي الى زيادة ورفع الطاقة الإنتاجية للمواد الزراعية المتاحة وكذلك تقليل المخاطر الناشئة عن الظروف المناخية غير المواتية، ومن هنا فإن إدخال تقنية الزراعة المحمية والزراعة العامودية لها ما يبررها لكون نظم الزراعة بدون تربة من النظم الزراعية ذات العائد الاقتصادي للمزارع.
حيث بينت الأبحاث والدراسات أن المحاصيل المزروعة بتقنيات الزراعة دون تربة ومنها الزراعة العامودية الزيادة في العروة الإنتاجية مقارنة بالزراعة التقليدية، بسبب عملية التبكير في النضج وبالتالي يساعد المزارع في زيادة دخله.
وبالنسبة للكلفة الإنشائية تكون كلفة أولية بحيث انه يمكن استخدامها لسنوات عديدة بعكس الزراعة التقليدية التي تحتاج بعد كل عروة إلى حراثة وتنظيف الأرض وفرش البلاستيك الأسود وعمليات زراعية أخرى مثل التعقيم وهذا سيزيد من كلفة مدخلات الإنتاج.