المحتويات
أحد أكبر العوائق و الحواجز النّفسية التي من الممكن أن تؤثر في حياتنا سلباً على كافة الأصعدة و التي من الممكن أن تعيق تقدمنا في كافة الاتجاهات هو الخوف من الرفض الإجتماعي حيث أن هذا النّوع من الخوف يحد من إنتاجيتنا بشكل كبير و ييكبّلنا بقيود كبيرة و يجعلنا نرى أنفسنا من عيون الآخرين و يفقدنا ثقتنا بأنفسنا
فكيف من الممكن أن نتجاوز أو نكسر هذا الحاجز النّفسي الذي بنيناه بأنفسنا في عقلنا , و كيف لنا أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا , هل الرّجوع بعكس هذا الحاجز و تحطيمه هو الحل , أم هناك حلول أخرى لا تتطلب ذلك الجّهد الجبار بحيث نستطبع تطبيق انتقال تدريجي من الخوف إلى الأمان , من القلق إلى الطمئنينة!
الأعراض المرافقة للأشخاص الّذين يعانون من الخوف من الرفض الإجتماعي
يخشى الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الرفض الإجتماعي أن ينظر إليهم الآخرون على أنهم غريبون أو محرِجون أو حتى مثيرون للسخرية
حيث يُحرَجون من سلوكهم (مثلا بسبب الكيفية التي يمشون بها أو طريقتهم في تناول الطعام أو الكلام)، أو من علامات الخوف الواضحة عليهم (مثل احمرار الخدين أو التعرّق أو الارتعاش).
يكون الخوف في كثير من الأحيان مرتبطاً بالحالات التي قد يُحِسّ فيها المرء بأنه مُراقَب من طرف الآخرين أو أنّه قد يَتِم الحُكم عليهم , مثلاً خلال امتحانات أو أثناء التحدث أو تناول الطعام في الأماكن العامة
إلا أن الخوف قد يحدث أيضا في الحالات التي يريد فيها المرء التواصل مع أشخاص آخرين أو يكون ملزماً بذلك، مثلاً في المحادثات التي يجريها مع غُرباء، أو مع أشخاص من الجِنس الآخر أو في التعامل مع أشخاص من ذوي النفوذ.
يحاوِل المصابون بالخوف من الرفض الإجتماعي قدر الإمكان تجنبَ مثل هذه الحالات أو يَتَحمّلُونها وَهُم في حالة خوفٍ شديد.
غالِبا ما يُؤدّي ذلك إلى ظهور ردود ِفعل بدنية نتيجة الخوف (مثل الخفقان الشديد، و الغثيان، أو توتر العضلات)، و التي قد تتفاقم لتتحول إلى نوبة هَلَع
أعراض الخوف من الرفض الإجتماعي
لا يعد الشعور بالخجل أو عدم الراحة في مواقف معينة بالضرورة مؤشرًا على اضطراب القلق الاجتماعي ، و بخاصة لدى الأطفال.
و تتفاوت مستويات الشعور بالراحة في المواقف الاجتماعية تبعًا لسمات الشخصية و تجارب الحياة. فبعض الأشخاص متحفظون بطبعهم، و البعض الآخر أكثر انفتاحًا.
تشمل علامات اضطراب القلق الاجتماعي الخوف و القلق و العزلة بما يؤثر على العلاقات بالآخرين أو الأنشطة الروتينية اليومية أو العمل أو الدراسة أو غير ذلك من الأنشطة. و هذه تعد من أبرز أعراض الرُهاب الإجتماعي.
أما أبرز أعراض الخوف من الرفض الإجتماعي الجّسدية
- احمرار الوجنتين
- تسارُع ضربات القلب
- الارتجاف
- التعرُّق
- اضطراب المعدة أو الغثيان
- صعوبة ملاحقة الأنفاس
- الدوخة أو الدوار
- الشعور بأن عقلك قد فرغ تمامًا
- توتر العضلات
مسببات الخوف من الرفض الإجتماعي
يُرجَّح أن سبب أضطراب القلق الأجتماعي، كغيره من مشكلات الصحة العقلية الأخرى، مرجعه إلى تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والبيئية , و تتضمن الأسباب المحتملة ما يلي:
- الخصائص الوراثية
يغلب على أضطرابات القلق أن تكون متوارثة في العائلات. و لكن ليس من الواضح تماماً مقدار ما يكون ناتجاً منها عن عوامل وراثية و مقدار ما يكون منها سلوكًا مكتسباً. - بنية الدماغ
قد تؤدي منطقة في الدماغ يُطلق عليها اللوزة دورًا في التحكم في الاستجابة للخوف. وقد يكون لدى الأشخاص ذوي اللوزة مفرطة النشاط استجابة عالية للخوف، ما يسبب زيادة القلق في المواقف الاجتماعية. - البيئة المحيطة
قد يكون اضطراب القلق الاجتماعي سلوكًا مكتسبًا، فالبعض قد يُصاب بقلق بالغ بعد موقف اجتماعي غير سار أو محرج. ربما يكون هناك أيضًا ارتباط بين اضطراب القلق الاجتماعي والآباء والأمهات الذين تبدو عليهم سلوكيات قلقة في المواقف الاجتماعية أو أكثر سيطرة أو حرصًا على أطفالهم.
مضاعفات الخوف من الرفض الإجتماعي
لا شك أنه خلال هذه السنين من المعاناة و الألم النفسي فإن المريض بالخوف من الرفض الإجتماعي يتعرض لسلسلة من المشكلات و الخسائر الاجتماعية و المادية و المهنية و الصحية بسبب خوفه من التقدم و إثبات ذاته أمام الجميع.
وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن 80% من مرضى الرهاب الاجتماعي يعانون من أمراض نفسية أخرى من أبرزها: القلق و الفزع و رهاب الساحة (45%)، أنواع أخرى من الرهاب و المخاوف (59%)، استخدام الكحول (19%)، الاكتئاب النفسي (17%). و في كل الحالات فإن حدوث الرهاب الاجتماعي يسبق وجود هذه الاضطرابات مما قد يوحي بوجود علاقة سببية بينها.
علاج الرُهاب الأجتماعي
كذلك لا غنى في العلاج عن جلسات العلاج النفسي التي تعتمد على الاسترخاء و المواجهة المتدرجة و تأكيد الذات و بناء الثقة بالنفس و يدعى ذلك العلاج السلوكي المعرفي ، بجانب ذلك فإن البيئة التي تحيط بالفرد تساعده كثيرا على التخلص من هذا المرض ، فللبيئة عامل نفسى كبير و فعال و أيضا الدعم المعنوي من الأفراد المقربين من مريض الرهاب الاجتماعي يسانده على تخطى هذه المرحلة.
و بعد نقاش هذا الموضوع التي هو من أكثر المواضيع أهمية في علم النفس و ذلك تبعا لما يعاني الفرد من اهتزاز في الثقه بالنفس و ما يؤثر به من حرج عند التعامل مع الآخرين في المجتمع وبالأخص أن الإنسان هو مخلوق اجتماعي، هل يمكن للمؤسسات المختصة ان تهتم بشكل اكبر لمساعدة هؤلاء الأشخاص في المجتمع
قد يعجبك أيضاً:
الفرق بين علم النفس و التنمية البشرية