المحتويات
هل أحسست في وقت سابق برغبتك باتخاذ كوخ صغير بين أحضان الطبيعة الهادئة بعيدا عن ما تبقى من الناس و ضجيج الحياة فقط للإحساس بالراحة ؟
عند سماع مصطلح أزمة ربع العمر ، يتوارد لأذهاننا سؤال : ما الأزمة التي يمكن أن نمر بها في ربيع أعمارنا؟ تلك الفترة التي من المفروض بها أن نعيش أجمل أيام حياتنا ، فترة المغامرات والإستمتاع بجمال تفاصيلنا .
ماهي تلك المشكلات التي يمكن أن نعاني منها في هذا العمر ؟ هذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال .
ما هي أزمة ربع العمر
أزمة ربع العمر هو مصطلح يطلق على فترة انتقال الإنسان من سن المراهقة الذي يتضمن الحياة الجامعية والإعتماد الأكبر على من هم أكبر منا عمريا ،إلى فترة العمل والإعتماد على النفس ، أي هي الفترة من العمر التي تحدث فيها تغييرات جذرية في حياتك ، و هي على الأغلب تمتد من بداية العشرينيات إلى أوائل الثلاثينيات.
- عرف ” أليكس فوك ”، الطبيب النفسي الإكلينيكي أزمة ربع العمر بأنها «فترة من انعدام الأمن والشك وخيبة الأمل حول حياتك المهنية والعلاقات والوضع المالي».
- ظهر مصطلح أزمة ربع العمر للمرّة الأولى عام 2001، حين أصدرت الكاتبتان ألكسندرا روبنز وآبي ويلنر كتاباً يحمل الاسم نفسه.
ما تفسير ظهور هذه الأزمة
يصرح المختصين بهذا المجال ، أن تفسير هذه الظاهرة ينتج من إحساس الإنسان بفقدان الأمان والشعور بالقلق و ضرورة العمل وإنتاج مقدار من المال حتى الوصول للإكتفاء الذاتي
بالإضافة إلى الطموح والقلق من المستقبل وجودة الحياة التي سيعيشها، وما ينتظره منه الأهل والمجتمع ، ناهيك عن الرغبة بالتحضير وبأسرع وقت للزواج، الإنجاب، العمل، أو حتى التفرغ لرعاية الأطفال والتغيرات السريعة في الحياة.
قد صرح فوك الأمر بأنه ينبع من فترة من الحياة بعد التغيرات الرئيسية في مرحلة المراهقة، عندما يبدأ كل واحد في التشكيك في حياته ومواجهة الضغوط التي يواجهها الكبار.
ماهي المراحل التي تمر بها في أزمة ربع العمر
وجدت الدراسات أن أزمة ربع العمر قد تمر بأربع مراحل توضح بما يلي :
- الشعور بالتقييد في الإلتزامات أو العلاقات أو كليهما .
- الشعور بالرغبة بالتغيير بسرعة والوصول إلى الراحة بما تفعله .
- البدء بالسعي لبناء حياة جديدة .
- ترسيخ إهتمامات و إلتزامات أكثر انسجامًا مع قيمك واهتماماتك الشخصية و رغباتك .
إذا كنت تعاني من هذه المراحل فلا تقلق الكثير من القريبين منك عمرا يشابهونك .
ما هي أعراض أزمة ربع العمر
هناك علامات يمكن أن تكتشف من خلالها أنك تمر بأزمة منتصف العمر:
1- تغييرات في داخلك و عاداتك : ربما تكون تلك التغييرات في كيفية اختيار علاقاتك ، أو سعيك السريع لإيجاد العمل والخوف من فقدانه أو تغييره ، أو التغيير في شكلك الخارجي والسفر لأماكن بعيدة .
2- اتخاذ القرارات السريعة، وتقلبات المزاج .
3- البحث عن علاقات عاطفية تشعرك بالاستقرار .
4- عصبية، وحساسية زائدة.
5- البحث الدائم عن الذات : أي البحث عن العمل الأنسب والأكثر راحة لنفسك ، بالإضافة إلى مايناسبك من تصرفات مع أفراد المجتمع من حولك .
6- ليس لديك هدف : لا تعرف أين تتجه حياتك،و لا ماذا تفعل و لا تشعر بالأمان .
7- الإحساس بالإختلاف الشخصي عن الأسرة: أي لا تستطيع الاستمتاع معهم، ولا تستطيع التأقلم مع أفكارهم ومواقفهم، فتبحث عن الحرية بعيدا عنهم.
8- الاكتئاب في بعض الأحيان .
9- إلقاء اللوم على الآخرين بسبب الماضي أو ما يحدث في الوقت الحالي .
10- التصرف بحرية شخصية : ببساطة قص الشعر بشكل ملفت، بالإضافة إلى الكثير من التصرفات الغير المتوقعة و الجريئة .
11- الهروب إلى الوحدة و التأمل .
كيف أتعامل مع أزمة ربع العمر
أهم النصائح للتعامل مع أزمة ربع العمر تتضمن ما يلي
- حدد السبب الجذري للأزمة و هذا الشعور السيء :
اسأل نفسك ما الذي يجعلك أكثر عصبية: عدم توفُّر الأموال؟ عدم السعادة في مجال عملك أو علاقاتك الشخصية؟ عند تحديد السبب ستستطيع حل المشكلة . - لا تقارن نفسك بالآخرين :
هناك طريقة مؤكدة للفشل و زيادة شعورك بالسوء ، وهي مقارنة حياتك بحياة الآخرين. تذكر أن كل منا في مراحل مختلفة من رحلتهم، لذلك لا تقارن نفسك بغيرك مهما يكن تعريفك للنجاح . - تحدث مع أصدقاءك و الآخرين للمساعدة :
أن تناقش مشاعرك السيئة مع الآخرين قد يساعدك على حل المشكلة، والحصول على آراء مساعدة غير متحيزة من شخص لديه خبرة سيكون مساعد جدا و مريح. - كن ودودا مع نفسك :
لا تكن قاسيا و الأكثر انتقاد لنفسك أو تصرفاتك وما تحتويه حياتك ،ولا تكن رافضا لهذه الفترة ، وتذكَّر أنها تجربة إيجابية تمكنك من إحداث تغيير في حياتك المهنية والشخصية، ما يجعلك سعيدا و أكثر أمانا في المراحلة القادمة من حياتك . - ابحث عن نفسك :
ابحث في خياراتك عن الأنسب لك من الإختصاصات العملية أو حتى علاقاتك الإجتماعية والعاطفية ،
ابحث عن شغفك، سواء ستبدأ مهنة جديدة أو تسافر أو تطور نفسك في مجالك الحالي، و كن مدركًا تماما لإمكاناتك حتى تختار بشكل صحيح .
تذكر تماما أن لكل منا تجاربه الخاصة وتوقيته الملائم ، لا تقلق ياصديقي كن شغوف بنفسك وما تفعله دائما وستصل يوما ما إلى شعور الإستقرار، فالأزمة أيا كانت لا تدوم أبدا .
دوام الحال من المحال 🙂 لا تخشى شيئاً إن الله معنا – لازلت شابّاً ولديك الكثير لتقدمه – أحب نفسك واحترمها فهو المفتاح للوصل إلى ما تريد بعد تحديد ما تريده 💟️
قد يعجبك أيضاً:
كيفية التعامل مع الشخصية الاعتمادية
جميل،،،، 🌷
تسلم أخي 🙂