المحتويات
بتراكم أعباء الحياة و زيادة ثقل المعوقات , نستسلم لننجرف مع ما يحمله تيار الأيام من ضغوطات و هكذا ننغلق على أنفسنا لنصبح مثل المحّار , فينعكس ذلك سلباً في مواكبة تطورات الحياة و يبدأ الصراع مع الذات , وبالتالي لا بد من إعادة توطيد جسور العلاقة مع داخلنا و مع من حولنا , و تحقيق التصالح مع ذاتنا و تقبلها لنواجه صعوبات الحياة و نكون أقوى.
و هنا سوف نتحدث عن كيفية التصالح مع الذات و كيف يمكننا أن نعيد بناء ذلك؟
التصالح مع الذات
هو زيادة إيمان الإنسان بنفسه و قدراته , و تقبل كل ما فيه من نقاط قوة و نقاط ضعف , يكون قادر على التعامل مع تناقضات الحياة و صعوباتها المختلفة .
إضافة إلى تقبل العيوب و الأخطاء و التعامل معها على أنها أمر طبيعي و العمل على إصلاحها و الإستفادة منها في المستقبل, و الأهم من كل ذلك هو التوقف عن الإساءة للنفس و زيادة تقديرها.
خطوات التصالح مع الذات
- تقبل أخطاءك وسامح نفسك
كل شخص في هذه الحياة يسعى أن تكون تصرفاته صحيحة و يسعى للابتعاد عن الأخطاء , لكن دون أن نخطئ أو نفشل لن نتعلم و لن نصبح أقوى , التعلم من الأخطاء و عدم إنكارها خطوة صحيّة من أجل التصالح مع الذات
لذلك لا توقف صوتك الداخلي الذي يجعلك تدرك الأخطاء التي تقوم بها و لكن لا تقوم بجلد ذاتك , تعلم من تجاربك السابقة و سامح نفسك ثم استمر.
- تصالح مع الماضي
إن الأحداث و التجارب التي يمر بها الإنسان بمراحله المختلفة تصقله و تجعله يبني نفسه و أفكاره و معتقداته, لذلك نرى الكثيرين يبتعدون عن أنفسهم بسبب الأحداث القاسية التي مرت بحياتهم فجعلتهم يفقدون الثقة بذاتهم و من حولهم.
لذلك من أهم الخطوات في التصالح مع الذات هو كيفية النظر للماضي ,فيجب تقبله و التعامل معه على أنه دروس تعلمنا لتجعلنا أفضل مما سبق.
- تقبل شكلك و جسدك
غالباً تجد الشخص الذي لا يحب ذاته لا يستطيع تقبل شكله و يخلق عيوب وهمية أحياناً تجعله في صراع دائم مع نفسه و قد تؤدي لفقدانه الثقة , إضافة لشعورالغيرة من الآخرين و السعي إلى التقليل من شأنهم , و قد تتطور الحالة ليصاب الشخص “باضطراب تشوه الجسد”. لذلك تقبل شكلك و جسدك فأنت بالتأكيد مميز بشيء ما اكرمك الله به , فإرضا و تأكد أن الرضى طريقك باتجاه التصالح مع الذات
- كن صادقا مع نفسك
اعترف لنفسك بالأخطاء التي ارتكبتها , وحدد الأهداف التي ترغب بها بوضوح , لا تحمّل غيرك مسؤولية المهام التي لم تنجزها و التي تقع على عاتقك.
- تخلص من الخوف
الخوف هو الأفعى الداخلية التي تسمم أهدافنا و طموحاتنا , سواء كان خوف من الفشل أو خوف من عدم محبة الآخرين أو الخوف من الوصول للهدف نفسه , لذلك درب نفسك على بناء قلعة داخلية لا تسمح فيها لأفكار الخوف اختراقك و هدم حياتك.
- لا تجعل أحلامك أكبر من الواقع
لا تقم ببناء أحلام و طموحات لا تتناسب مع وضعك الراهن , أو مع ما تنجزه من مهام خلال نشاطاتك اليومية .
- اهتم بنفسك أكثر
كثيراً منا من تسلبه مشاكل الحياة و همومها حتى من نفسه , و ننسى الاهتمام بأنفسنا و لكن لنفسنا علينا حق و الاهتمام بأنفسنا أيضاً خطوة مهمة باتجاه التصالح مع الذات , حاول أن تقوم بما يلي:- اتباع برنامج غذائي صحي يحوي المعادن و الفيتامينات التي يحتاجها جسدك ليتمتع بالطاقة و القوة المناسبة.
- قم بممارسة الرياضة فهي تساعد على تنشيط طاقة الجسد و الروح معاً , حيث تساعد على تنظيم التنبيهات العصبية في الدماغ و بالتالي زيادة الوظائف الإدراكية و زيادة التركيز و الانتباه.
- قضاء الوقت مع العائلة و الأصدقاء.
- قراءة الكتب.
- القيام بالنشاطات الترفيهية.
- السعي الدائم إلى تعلم مهارات جديدة.
- اتباع برنامج غذائي صحي يحوي المعادن و الفيتامينات التي يحتاجها جسدك ليتمتع بالطاقة و القوة المناسبة.
- ضع خطة لحياتك و حدد أهدافك
لا تقضي حياتك دون أن تنجز أهدافك و ترضي ذاتك , و هذا يحتاج منك أن تكون أكثر دقة في تحديد ما تريد و وضع خطة زمنية مناسبة للوصول إلى ماتسعى إليه.
- اسعى دائماً للتعلم
وسع آفاقك واسعى دوماً وراء المعرفة , تعلم مجالات مختلفة و أتقنها و لا تتوقف عند حدود معينة.
- كن مرناً
لا تطلق أحكاماً مطلقة على الحياة و قم بتطوير أفكارك مع ما يتناسب من مجريات ما حولك, لا تطلق الأحكام المسبقة و عزز التفكير الناقد الذي يستند على أسس ثابتة.
- كن مخلصاً:
أعطي الحب لما تفعله و أخلص لعملك و أتقنه مهما بلغت الصعوبات التي تواجهك , “لا يحدث النجاح إلا إذا أحببت ما تقوم به”
كيف أتواصل مع نفسي وأستعيد ثقتي بها – كيفية التصالح مع الذات
- اجلس مع نفسك
خصص يومياً وقتاً تجلس فيه مع نفسك بمكان هادئ تشعر فيه بالاسترخاء , و قم بإعادة أهم الأحداث التي مرت خلال يومك سواء كانت إيجابية أو سلبية , استخدم ورقة و قلم للتعبير عما يدور في داخلك , و اكتب مشاعرك , أهدافك و أفكارك (لن يفهمك أحد إن لم تفهم نفسك أولاً ).
- قُم بالشكر و الامتنان يومياً
ذكر نفسك يومياً بالنعم التي تملكها , و درب عقلك دوماً لينظر إلى الأحداث بشكل إيجابي , و اشعر بوفرة الأشياء الجميلة التي تحدث لك. “كن ممتناً لما تملكه لتحصل على كل ما ترغب به.” – الإمتنان تقنية رائعة من أجل التصالح مع الذات
- مارس التأمل
يساعد التأمل بشكل يومي على إعادة السلام و التوازن , إضافة لزيادة قدرة الأشخاص على ضبط النفس طوال اليوم.
- ابتسم دائماً
أكد العلماء أن الابتسامة و إن كانت مزيفة لها تأثير على الحالة العاطفية للشخص , فهي تزيد من الثقة بالنفس و تعطي الإشراق للوجه , و تشتّت الأفكار السلبية. كما أن الابتسامة هي سفيرة العلاقات مع الآخرين .
- كافئ نفسك دوماً
أكثر من يستحق الاحترام و الحب و التقدير هي نفسك أولا , لذلك قم بمكافأة نفسك حتى عند أصغر إنجاز تقوم به.
- مارس التوكيدات الإيجابية
التحدث مع الذات بأفكار إيجابية من أنجح الوسائل للسيطرة على الصوت الداخلي السلبي .
جرب الوقوف يومياً أمام المرآة وخاطب نفسك بعبارات تحمل طاقة تحفيزية عالية مثل (انا قوي , انا جميل , انا أستطيع , احب نفسي ).
- التواصل الإيجابي مع الآخرين
اختر محيطك بدقة , اقترب من الأشخاص الذين تثق بهم والذين يكون لهم تأثير إيجابي في حياتك , وابتعد عن مصاصي الطاقة الذين يقلّلون من شأنك ومن عظمة إنجازاتك .
أهم الكتب التي تتحدث عن التصالح مع الذات وتطويرها
- كتاب قوة الثقة بالنفس (الدكتور إبراهيم الفقيه)
- كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية ( ستيفن اركوفي)
- كتاب من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي (سبنسر جونسون)
- كتاب 48 قانون للقوة (روبرت غرين )
- كتاب ارسم مستقبلك بنفسك ( برايان تريسي )
كن صديق نفسك, قدرها, احترمها و قدم لها الحب فهي أكثر من يستحق ذلك.
قد يعجبك أيضاً:
لماذا نحن هنا