نباتات تعيش في الشمس و أخرى في الظل ، نباتات تعيش على اليابسة وأخرى في الماء , النباتات التي تزرع في المناطق الحارة ونباتات أخرى تزرع في المناطق المعتدلة أو الباردة
لطالما تجولت أنظارنا وتمتعت بجمال وروعة ما تحتويه الطبيعة من ألوان وأشكال المخلوقات ، القليل منها مشابه لبعضه البعض ، مما يترك بقلوبنا شعور البهجة والفضول بمعرفة المزيد مما يحويه هذا العالم الفسيح من تنوع وبالأخص في ماخُلق من نباتات ، من الأكبر حجماً حتى الإصغر والأغرب.
لربما تأملنا ، وفي الكثير من الأحيان قد تساءلنا، تُرى هل لهذا التنوع أهداف أو أسباب منفصلة حتماً عن الجمال الذي تراه أعيننا ؟ ، ما الهدف من وجود ألوان مختلفة أو ملمس مختلف للأوراق أو حتى أشكال متعددة لها.
نعم ، بالتأكيد إن لهذا التنوع والإختلاف بما تحتويه الكائنات من صفات بين منطقة وأخرى غايات متعددة تحتاجها لتكمل حياتها وتقوى على المنافسة والحفاض على التوازن البيئي ، واكبر مثال على ذلك هو النبات ، التنوع في المملكة النباتية ضخم جدا فمن النباتات ما يعيش في المناطق الباردة ومنها ما يعيش في المياه ونباتات أخرى تعيش في المناطق المعتدلة أما موضوع هذا المقال فهو عن النباتات التي تزرع في المناطق الحارة
لماذا تختلف أنواع النباتات وصفاتها من منطقة لأخرى ؟
من الضروري اختلاف أشكال وصفات النباتات باختلاف المنطقة ، وذلك يبين باختلاف ألوان أوراقها وأزهارها وأشكالها ، وقد أعطى الله سبحانه هذا الإختلاف أو قد تحورت تلك النباتات تأقلماً مع الطبيعة ، نظراً لحاجتها لمقاومة الحرارة المرتفعة أو الجليد و البرد القارص
فتلاحظ أن أوراقها يمكن أن تكون واسعة أو ضيقة على سبيل المثال أو أزهارها ذات ألوان جاذبة لتأمين الإلقاح من بعض الحشرات ، أو لتأمين ما تحتاجه من مواد غذائية من خلال ابتلاع وهظم تلك الحشرات كما في النباتات اللاحمة ، فلكل منطقة ما يناسبها من النباتات ذات الصفات الملائمة للطقس السائد والتي تحافظ على توازن طبيعة تلك المنطقة و تأمين الغذاء لبعض من المخلوقات المنتشرة .
ما هي التحورات النباتية التي يمكن أن تظهر في المناطق الحارة ؟
تضهر الكثير من التحورات على النباتات بحسب مناخ المنطقة وبالأخص المناخ الحار ، إذ ان هذه التحورات تسمح للنبات بحماية نفسه من العوامل التي تؤدي إلى فقدان حياته ، وتبين هذه التحورات بما يلي:
- صغر حجم الأوراق : إذ أن تلك النباتات التي تعيش في المناطق الحارة ، تحتاج إلى مساحة ورقية أصغر للحفاض على أكبر كمية من الماء الذي تحتويه الخلايا ولتقليل عمليات النتح التي تحدث في النهار قدر الإمكان .
- تحور الأوراق إلى أشواك : في كثير من الأنواع و بالأخص في تلك النباتات التي تعيش في المناطق الحارة والصحراوية يتحور النبات ليجعل من أوراقه مجرد أشواك وذلك لذات السبب السابق الذكر ، لتقليل عمليات النتح وتوفير المياه اللازمة للعمليات الحيوية للنبات.
- تشكيل الطبقة الشمعية على الأوراق : تتميز بعض النباتات التي تعيش في المناطق الحارة بامتلاكها على أوراق ذات طبقة شمعية سميكة ، إذ تقوم هذه الطبقة بتخفيف جزء من الاشعة الشمسية الواصل للنباتة ، والتقليل من المياه المصروفة بعمليات التبخر و النتح ، وبالتالي المحافضة على أكبر كمية محتواة في النسيج النباتي.
- إفراز الأملاح : تقوم بعض الأنواع من النباتات التي تعيش في المناطق الحارة وتقاوم درجة الحرارة المرتفعة ببعض العمليات الحيوية المختلفة ، أي تقوم هذه النباتات بإفراز والتخلص من الأملاح الزائدة من أوراقها بحال تعرضت لإرتفاع بدرجات الحرارة
ذلك لأن تلك الأملاح التي تقوم بالتخلص منها تحتاج للمزيد من المياه حتى تنحل في المحتوى المائي للخلايا ، مما يسبب المزيد الإجهاد للنبات ، ناهيك عن ذلك إن وجود تلك الأملاح على السطح الخارجي للنبات يسبب إنعكاس للمزيد من الأشعة الشمسية عن سطح النبات ، مما يقلل من كمية المياه المصروفة بعمليات النتح والتبخر - زيادة تفرع الجزء الجذري : يتفرع الجزء الجذري لهذه النباتات بشكل أكبر من جذور النباتات الأخرى ، وذلك لتأمين مساحة جذرية أكبر ، تستطيع تأمين كمية أكبر من المياه الممتصة للنبات المزروع .
ما هي النباتات التي تزرع في المناطق الحارة ؟
تتنوع النباتات التي تزرع في المناطق الحارة و تتأقلم مع الدرجات المرتفعة ، وبما يلي سوف نستعرض بعض من هذه النباتات :
- النباتات الشجرية : وتتمثل ب :
- شجرة الشريش azadirachta indica
- شجرة لوز البجلي almond indian
- شجرة السدر الصيني ziziphus spina – christi
- الكازورينا cazuarina
- شجرة الفكس البلدي
- شجرة اللوز الهندي pithecellobium dulce
- شجرة المورينجا moringa oleifera
- الشجيرات أو الشتلات الصغيرة ” نباتات الزينة” : مثل :
- الريحان Ocimum basilicum
- اللانتانا lantana
- رجل الأرنب Wedelia trilobata
- البفتة Vinca rosea
- البولماريا blumeria
- الجهنمية القزمة bougainvillea torch glow
- أشجار الفاكهة :
- نخيل البلح
- نخيل جوز الهند
- نخيل الزيت
- نخيل الروم
- الموز
- الأناناس
- الحمضيات
- الاكدنيا
- الكيوي
- المانجو
- الجوافة
مع التنويه بأن بعض الأشجار سابقة الذكر ، تحتاج بالضرورة إلى رطوبة حتى تنمو وتعيش في منطقة الزرع .
وبما سبق ، نكون قد تعلمنا بعض من أنواع النباتات التي تجعل من مناطقنا المملة ، لوحة فنية خلابة .