المحتويات
بتحقيق التوازن بين العقل و القلب و التواصل العاطفي الصحيح بين الأفراد يخلق الشخص روحاً جميلة تجعله يكون قائد فعّال لرفع مستوى ما يقوم به من أعمال , فلنتعرف في هذا المقال كيف يمكننا توظيف الذكاء العاطفي في العمل
وعلى الرغم من حظر التواصل العاطفي و الشخصي في العمل الذي استمر فترات طويلة أثبت ذلك أن العمل يكون قليل الإنتاجية و غير فعال .
فما هو الذكاء العاطفي في العمل
الذكاء العاطفي بحد ذاته هو قدرة الإنسان على فهم مشاعره و مشاعر الآخرين و إدارة و فهم و استخدام تلك المشاعر بالشكل الصحيح لينبثق عنها انفعالات و تصرفات صحية و إيجابية.
تاريخ التحدث عن الذكاء العاطفي
أول من تحدث عن التعبير العاطفي عام (1900م) كان تشارلز داروين فقد عمل على أهمية التعبير العاطفي من أجل البقاء , و ربط ذلك في تحليل العوامل التطبيقية المحيطة.
أما مصطلح الذكاء العاطفي فقد ظهر أول مرة عام (1964) م حيث تمت دراسة العوامل الأخرى المؤثرة في الذكاء العاطفي مثل استخدام المشاعر بالطريقة الصحيحة لحل المشكلات .
أما عام(1983) م وضع العالم جاردنر نظرية الذكاء المتعدد.
وفي عام (1995) م اكتسب مصطلح الذكاء العاطفي شهرة في الكتاب الذي كتبه صحفي العلوم دانيال غولمان .
الذكاء العاطفي في مكان العمل
نرى الكثير من الأشخاص يمتلكون جميع مقومات النجاح بالعمل لكن يشتكون دوما من عدم و صولهم للنجاح المرغوب و لا يدركون أنهم لا يمتلكون “مهارات الذكاء العاطفي في العمل”
الذكاء العقلي و المنطقي في العمل يحسن من كفاءة الإدارة و وضع خطط و أهداف للتقدم , لكنه وحده لا يكفي, فإن الذكاء العاطفي في العمل لا يقل أهمية عنه حيث يتحكم بطريقة تعامل الموظفين مع بعضهم و يحسن من مهارات التواصل و الإدارة و العلاقات داخل بيئة العمل , إضافة أن الشخص يكون أكثر قدرة ف التحكم بمشاعره و تحكيم عقله و بالتالي يكون أكثر قدرة على حل المشكلات المختلفة التي تواجهه.
أهمية الذكاء العاطفي في العمل
- الذكاء العاطفي في العمل يحسن الأداء الوظيفي في العمل ويحفز الموظفين.
- تحقيق التواصل الفعال بين العاملين .
- فهم المشاعر وبالتالي القدرة على التحكم بها واخذ القرارات بالشكل السليم.
- تحفيز الآخرين على التعلم وتنمية المهارات وبالتالي المساعدة على رفع مستوى الأعمال.
- كما أن الذكاء العاطفي في العمل يساعد في إصلاح المشكلات والخلافات قبل أن تكبر.
مكونات الذكاء العاطفي
للوصول إلى الذكاء العاطفي في العمل يجب تحقيق المكونات التالية
1.الوعي الذاتي: و هو قدرة الفرد على فهم مشاعره ومحفزاته العاطفية بالشكل الصحيح , إضافة إلى فهم كيفية إدراك الآخرين لمشاعر الأفراد المحيطين بهم .
2. التنظيم الذاتي: تعديل المشاعر والتحكم بها من أجل الحفاظ على المظهر الاحترافي بالعمل أمام بقية الموظفين, إضافة إلى تعديل المشاعر للحصول على تاثيرات أكثر إيجابية.
والأمر الأهم أن التحكم بالعواطف وضبطها بالشكل الصحيح له دور في تخطي العقبات المختلفة .
3. الدوافع والرغبات : أهم ما يمكن أن يحفز مشاعر الإنسان ويعززها هي رغباته المختلفة ودوافعه , وهذا يتعلق بالذكاء العاطفي .
4.التعاطف : هو يمثل التقارب مع الأشخاص المحيطين والاستماع لهم, مما يتيح التعرف عليهم أكثر وفهم مشاعرهم وبالتالي مواساتهم مساعدتهم وتحفيزهم.
5.المهارات الاجتماعية: امتلاك أسلوب جيد للتواصل الفعال مع الأفراد المحيطين, وامتلاك القدرة على التقرب والتحدث وحل الخلافات كلها من شأنها تطوير الحياة المهنية.
والشخص الذي يمتلك تلك الصفات السابقة يتمتع بصفة القائد.
عيوب استخدام الذكاء العاطفي
إن الاستخدام الصحيح للذكاء العاطفي في مكان العمل لا يجعل هناك أي صفات سلبية له , لكن هناك بعض التحفظات على هذا الأمر لأنه لا يمكن أن يكون الجميع ذكيا عاطفيا.
و أيضا هناك العديد من الأشخاص عديمي الضمير و لا يمتلكون أخلاق مهنية , فيمكن أن يستفيدوا من الذكاء العاطفي في التلاعب بين زملائهم و خداعهم للحصول على مبتغاهم دون جهد.
هل صفة الذكاء العاطفي نولد بها ونحملها بجيناتنا الوراثية
إن الذكاء العاطفي هي من الصفات التي يكتسبها الطفل في سنواته الخمس الأولى , حيث يتأثر بالبيئة المحيطة به و يبرمجه والديه بأسلوب التعامل معه , فتكون تصرفاته و مهاراته عندما يكبر عبارة عن انعكاس للمشاعر التي حصل عليها من ماضيه .
(أعط ابنك رعاية واهتمام في سنواته الأولى لتكسب إنسان سوي في المستقبل)
لكن الكثير من الأشخاص يتساءلون هل يمكن اكتساب هذه الصفة عند التقدم في العمر؟
نعم يمكن ذلك من خلال سعي الشخص إلى تطوير نفسه وأن يعي مكونات الذكاء العاطفي و التدريب المستمر على ذلك.
فوائد الذكاء العاطفي
هنالك العديد من الفوائد للذكاء العاطفي، فمثلاً يمكنك عن طريقه تحديد المعتقدات غير العقلانية لديك أو لدى غيرك و فهم الاضطرابات النفسية الناتجة عن هذه المعتقدات غير العقلانية وبالتالي تغييرها وكسر العادات الروتينية السيئة، كما يمكّنك من فهم طبيعة العمل وتوظيف ذلك في كيفية التعامل مع الزملاء داخل وخارج بيئة العمل.
ولنذكر مجموعة من فوائد الذكاء العاطفي:
يحسن العلاقات بين الأشخاص
يشجع التطوير الشخصي
يوفر القدرة على التأثير والقيادة
يعزز الرفاه النفسي
الحد من القلق وتساعد على التغلب على الاكتئاب
زيادة التحفيز والمساعدة في تحقيق الأهداف
يساعد على النوم بشكل أفضل
إن تحسين الرفاهية والتوازن العاطفي أمر إيجابي حتى نتمكن من النوم. من الشائع أن تؤدي الإدارة السيئة للعواطف إلى القلق وتسبب المشاكل لنا كل يوم. كل هذا سلبي لصحتنا الجسدية والنفسية ، ويؤثر على نومنا .
إن إدارة عواطفنا بالطريقة الصحيحة ، وقبول عواطفنا السلبية ، وفهم مشاعر الآخرين ، وتنظيم سلوكنا ، هو مفتاح الحصول على نوم هادئ وحياة بدون صعود وهبوط كبيرين.
أبحاث العالم دانيال جولمان عن الذكاء العاطفي
أظهرت أبحاثه أنه يتكون من الكفاءات الشخصية و الاجتماعية, و التي يمكن أن يتم تطويرها من خلال التدريب . إضافة أنه حدد نقاط القوة و الضعف , و مواطن التطوير الخاصة لكل خاصية من خواصه
الأبعاد و الكفاءات السلوكية التي تحدث عنها قسمت إلى مجالين :
المجال الشخصي:
- كفاءة الوعي الذاتي : فهم المشاعر والثقة بالنفس .
- كفاءة إدارة الذات : ضبط النفس و الصدق و التخطيط و التفكير بإيجابية.
المجال الاجتماعي :
- كفاءة الوعي الاجتماعي : التعاطف ومساعدة الآخرين .
- كفاءة إدارة العلاقات : الاقناع والتواصل الفعال والقدرة على تجاوز النزاعات وحلها .
وفي الخلاصة نستنتج أن الذكاء العاطفي مهارة لا تقل أهميتها عن الذكاء العقلي و الوصول إلى النجاح و التألق في العمل لا يمكن دون إتقانها .
قد يعجبك أيضاً:
تحليل شخصية القائد