المحتويات
لازال العقل البشري مستمرا في استكشاف الروائع التي وهبها الله للإنسان حيث يتجه العالم حاليًا إلى البحث عن الطاقات المتجددة واستخدامها في خدمة البشر في ظل نقص الموارد الثابتة الباطنية
وتعد الطاقة الشمسية من أهم هذه الموارد الطبيعية ٫ وتم دمجها في العديد من القطاعات و حاليا و بشكل متزايد يتم استخدام الطاقة الشمسية في الزراعة والعديد من القطاعات الاخرى
حيث ظهر اهتمام العلماء بأشعة الشمس وتسخيرها في عدة خدمات أبرزها الزراعة من خلال الجهود المبذولة لتحقيق الحياد الكربوني ومواجهة تحديات تغير المناخ، وأثرها الكارثي على كل مناحي الحياة، ومن بينها القطاع الزراعي.
فبدأت كثير من الشركات المتخصصة تكرّس جهودها في تصنيع الألواح الشمسية لتطوير استخدامات المصادر المتجددة في الزراعة
من خلال مضخات آبار الري، التي تعتمد على الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية النظيفة، بدلًا من مصادر الطاقة التقليدية، مثل الغاز أو الوقود الأحفوري. وتتبنّى عدّة دول استعمالها، من خلال مشروعات داخلية صغيرة، أو من خلال اتفاقيات موسعة مع شركات عالمية
ما هي أهم الدول التي استخدمت الطاقة الشمسية في الزراعة؟
وبرزت عدّة دول، من بينها الجزائر والفلبين والمغرب وكينيا وإثيوبيا، بمجال إدخال الطاقة الشمسية في القطاع الزراعي، في توقيت يواجه فيه العالم أزمة ضخمة تتعلق بمصادر الطاقة التقليدية، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وتأثّر العرض في الأسواق الدولية.
ما أهمية استخدام الطاقة الشمسية؟
بجانب دورها المهم في توليد الكهرباء لملايين المحرومين منها حول العالم خاصة بالمناطق الجبلية والصحراوية البعيدة عن شبكة الكهرباء
يسهم استعمالها في الفلاحة في زيادة كفاءة المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى تحقيق عوائد مادية للمزارعين، خاصة مع انخفاض تكلفة الألواح الشمسية بشكل متواصل، وتوجُّه كثير من الدول إلى رفع قدراتها التصنيعية لها.
ويمتاز استعمال الطاقة الشمسية في الفلاحة، بأنه سهل خاصة في الدول التي يكثر فيها وجود الشمس وتندر فيها أو ترتفع تكاليف استخدام الوقود العادي مثل الديزل أو الغاز، إذ توجد مضخات رفع المياه باستخدام الألواح الشمسية في هذه المناطق، ما يتيح إنتاجًا أفضل وتكلفة أقلّ.
لذا إن أنظمة الطاقة الشمسية، التي تستخدم لضخّ المياه في الأراضي الزراعية مباشرة، أو رفعها لتخزينها لحين استعمالها، تعدّ أكثر فعالية في مواسم الجفاف والأوقات الصيفية المشمسة، التي تتطلب استخدام كميات أكبر من المياه.
علاوة على دورها في تسخين المياه ورفع درجة حرارتها، فإنها تسهم في تعزيز عمليات التدفئة والإنارة والاستفادة من ذلك في تطوير الرعي والتربية الحيوانية.
بالإضافة إلى أهميتها في خفض تكلفة الإنتاج الزراعي ومصائد الأسماك، لتحقيق الأمن الغذائي وحماية البيئة والتنمية المستدامة.
كيف يتم استخدام الطاقة الشمسية في الزراعة؟
تعتمد الزراعة في الأساس على عمليات ضخ المياه للري، لذا تعتمد هذه العملية على توفير آلات ضخّ المياه باستخدامها، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتكون أنظمة الضخ من جزء أول هو الألواح الشمسية، ومهمتها تحويل أشعة الشمس إلى كهرباء لتشغيل الجزء الثاني من الآلة، وهو المضخة التي ترفع المياه من آبار الري، وتعمل بالتيار المتواصل أو المتناوب، والجزء الثالث هو العاكس الشمسي.
وتضم أنظمة الضخ التي تستخدم الطاقة المخزنة من الشمس أيضًا مكونات أخرى مثل آلة التحكم والتشغيل، وحوض التخزين، وجهاز حماية من الصعق الكهربائي، بالإضافة إلى أجهزة استشعار لتحديد مستوى المياه عند وصولها إلى ارتفاع معين، وأنابيب الضخ.
هل تحتاج الطاقة الشمسية إلى مساحة؟
وضع الباحثون الألواح الشمسية على ارتفاع 3 أمتار عن الأرض، الأمر الذي وفّر للمزارعين مساحة يمكنهم العمل فيها دول انزعاج من وجودها، بالإضافة إلى إتاحة المساحات اللازمة لتحرك الجرارات والآلات الزراعية، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
هل استخدمت دولة كينيا الطاقة الشمسية في الزراعة؟
أجرت جامعة شيفيلد البريطانية تجربة في دولة كينيا، نشرت نتائجها في شهر فبراير/شباط الماضي، كشفت فيها إمكان استخدام أشعة الشمس بشكل مزدوج في زراعة الأراضي، فمن ناحية يمكن استخدامها في توليد الكهرباء، ومن ناحية أخرى توفر الظل للمحاصيل الزراعية، ما يحفظ رطوبة التربة.
مع عدم إغفال التوجه إلى الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية، بوصفها بدائل مهمة للمصادر الأخرى مرتفعة التكلفة.
وأخيرا نلحظ أنه من الضرورة بمكان مواكبة نهج التطور العالمي والسير قدما نحو تقنية الطاقة النظيفة وتفعيل استخدامها والاستفادة منها كبديل هام عن الموارد المهددة بالنفاذ وبالتالي تحقيق الخُطا الأولى اتجاه السلام العالمي
تابع القراءة: تقنية الزراعة المائية المتطورة